يوسف بن محمد العتيق
ضمن الفعاليات المميزة لملتقى التراث العمراني المقام في منطقة القصيم الغالية برعاية وحضور ومتابعة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان أمين عام هيئة السياحة والتراث الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم، أقام سوق المسوكف بعنيزة فعاليات متعددة لجذب الجمهور والمهتمين من ضيوف الملتقى وضيوف القصيم وأبناء القصيم.
من ضمن هذه الفعاليات المميزة التي شدتني وشدت الكثير من الجمهور المعرض المميز الذي أقامته الزميلة النشطة الأستاذة فوزية بنت عبدالله الحميضي، حيث وضعت معرضاً بعنوان (عنيزة في صحافة الماضي)، وكانت مادة هذا المعرض صوراً لأخبار صحفية أو مقالات علمية أو إعلانات تجارية تخص محافظة عنيزة وأهلها في الفترة من (1365) إلى (1376 هـ). هذه الأخبار والمقالات سيجد فيها ابن عنيزة أو الباحث والمهتم من خارجها خبراً لزيارة الملك سعود لعنيزة أول ما بويع ملكاً على البلاد، وقبل ذلك أخبار من رعاية الملك المؤسس لهذه المدينة في جوانب صحية وعلمية واجتماعية. وأما ضربة المعلم من فوزية - إن صح التعبير - فهي وضع الإعلانات السنوية لأسماء الناجحين من أبناء عنيزة، وهي تحوي عشرات الأسماء في كل سنة، وهو خطوة تخاطب كل بيت في عنيزة، وكل أسرة.
هذا العمل الجبار من فوزية والذي هو حصيلة جهد ثقافي كبير واستنزاف في الوقت والصحة والمال يحتاج أن يشكر، كما يحتاج أن تنقل هذه التجربة لأكثر من منطقة ومحافظة في وطننا الغالي لتوثيق المشاهد الاجتماعية في سنوات قبل ظهور وسائل العالم، بل وندرة حتى الصحف الورقية فهي في لتك الفترة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، وهي لا تصدر يومياً بل تصدر مرتين أو ثلاث في الأسبوع الواحد!!.
أنا على ثقة أن ما قامت به فوزية تجاه محافظة عنيزة يوجد مثله في أماكن أخرى من الوطن، وهو ما نحتاجه، إذ إن أرشيف تلك السنوات فقد الكثير منه، ولم يبق للأرشيف كثير من المناسبات والأحداث سوى هذه الصحف الصادرة في تلك الفترة ومنها: صحيفة صوت الحجاز، وصحيفة أم القرى، وصحيفة البلاد السعودية، وكلها لا تصدر بشكل يومي.