د. مشبب بن عايض القحطاني ">
عندما يكون الحديث عن خدمة العملاء وما يقارب هذا المصطلح من تعريفات إجرائية، فإن الأمر يقودنا في نهاية المطاف إلى إيجاد بيئة عمل خلاقة ومبدعة مناط بها تقديم خدمات عالية الجودة تتجاوز توقعات العميل وبالتالي إرضائه والحصول على ثقته. ولعل النجاح في خدمة العملاء لا يقتصر فقط على تطوير المنهجيات والأدوات والإجراءات بقدر ما يشكل أساس نجاحه وجود ثقافة خدمة العملاء.
إن ثقافة خدمة العملاء والتي أضحت ميدان مسابقة وتنافس بين مقدمي الخدمات، هي في الأساس مستمدة من منظومة قيم واتجاهات وسلوكيات ينبغي غرسها في وجدان الكادر الوظيفي وقناعاته وتعزيزها في ممارساته اليومية سعياً للوصول إلى خدمات حكومية تتسم بالجودة والإتقان، وهذا ما يدعو إلى أهمية انعقاد مؤتمر ثقافة خدمة العملاء في القطاع الحكومي، والذي يأتي انطلاقاً من منهج اصيل تبنته القيادة الرشيدة حفظها الله ، وانعكس في الخطط العامة التي تنتهجها الدولة وما قدمته من حجم انفاق سخي على الخدمات ومن استثمار لا محدود في بنيتها الهيكلية والتقنية ، ومن هنا تأتي اهميه عقد هذا المؤتمر للكشف عن ابعاد ومحددات وواقع ثقافه خدمة العملاء في القطاع الحكومي ووضع الأطر الممكنة لتنميتها لدى العنصر البشري في بيئة العمل الحكومي.
ونأمل أن يكون انعقاد هذا المؤتمر الطموح مقدمة وفرصة لخلق بيئة تنافسية بين أجهزه القطاع الحكومي الخدمية بغية تقديم العديد من المبادرات النوعية التي تسهم في الارتقاء بواقع العمل الحكومي والخدمات المقدمة من خلاله، وهو بلا شك نافذة للوصول إلى مستقبل إداري تكون فيه ثقافة إرضاء العميل وحيازة ثقته هي الغاية والمطلب.
- وكيل وزارة الخدمة المدنية للتخطيط وتطوير الموارد البشرية