عمر الغامدي
نخبة سوريا وكأس «أبونا»..!
في البداية أسأل الله العظيم أن يرحم أحوال أشقائنا في سوريا، ويرد لهم بلدهم عاجلاً غير آجل. أما قصة بطولة النخبة في سوريا فهي من أجمل البطولات التي عشتها مع الزعيم؛ فالتفاصيل التي حصلت لنا كانت أعجب من العجب. وفي تلك البطولة أثبت لاعبو الهلال احترافيتهم العالية في التعاطي مع البطولات؛ فبعد تعادلنا السلبي مع الجيش في الافتتاح والنصر في ثاني المباريات بهدف لكل من الفريقين كان أملنا في البطولة يتمثل فقط في تعادل النصر والجيش وفوزنا بفارق ثلاثة أهداف أمام الصفاقسي. في المباراة أمام الفريق التونسي لم أشارك بسبب حصولي على بطاقتين، ولكن زملائي اللاعبين نجحوا في الفوز بأربعة أهداف مقابل واحد. وأتذكر هدف سامي الرابع في المباراة الذي جاء في الدقيقة 92 كأنه أبقى آمالنا لعل وعسى يتعادل النصر والجيش. كنّا في الفندق والمباراة تعادل، وخرجنا للملعب للتتويج بالمركز الثاني وشوط المباراة الثاني قد بدأ. في الحافلة يوجد تلفزيون مع انطلاقنا للملعب. انقطع البث وعند وصولنا للملعب عاد البث، وكان ذلك - تخيلوا - على ركلة جزاء النصر، وقبل أن يسدد اللاعب البرازيلي انقطع البث ونحن في الحافلة. سمعنا صراخ الجمهور على جزأين، وتوقعاتنا تقول سُجلت ركلة الجزاء. وبعد لحظات عاد البث لتلفزيون الحافلة وإذا بالركلة قد ضاعت. ولحظات وأطلق الحكم صفارته معلناً تتويج الزعيم بالبطولة. كانت الفرحة عارمة، وأتذكر فرحة خالد التيماوي وفيصل أبوثنين كانت أشبه بالهستيرية. وبكل أمانة بعد ذلك كل اللاعبين كانوا يركضون للملعب بحثاً عن الأمير سعود بن تركي رئيس النادي الذي كان تحت الضغط آنذاك لتهنئته بالبطولة، ولاسيما أن الأمير سعود كان قريباً من اللاعبين الذين يحبونه جداً.
كأس «أبونا»..!
مع الشباب كانت من أجمل المعارك الكروية التي خضناها. كانت أمام الأهلي في افتتاح ملعب الملك عبدالله (الجوهرة) على كأس خادم الحرمين الشريفين، وبحضور الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله -. تلك المباراة دخلناها وسط أجواء مشحونة؛ إذ كانت هناك مشاكل بين رئيس النادي الأستاذ خالد البلطان ورئيس اتحاد الكرة الأستاذ أحمد عيد، وكل من الثنائي أحبه وأكن له التقدير والاحترام. وللأمانة، تلك الصراعات لم ندخل فيها نحن اللاعبين بسبب حنكة الرئيس الذي أبعدنا عنها، ولم يتحدث معنا فيها على الإطلاق. دخلنا ملعب المباراة مبكراً، وبإجراء إداري وفني دخلنا للملعب، وامتصصنا حماس جمهور الأهلي قبل وقت التسخين. وعند التسخين خف الضغط الجماهيري، وعشنا أجواء الملعب الجديد، في حين أن الأهلي وصل متأخراً، ولم يأخذ وضعه في الملعب. نزلنا للمباراة ومعنا المدرب الواقعي عمار السويح الذي كان يدرك أن أوضاع الشباب ليست على ما يرام، ولعبنا وفق ظروفنا، وجاءت المباراة أفضل مما توقعنا، وسجلنا الهدف الأول، ومن ثم لعبت بخبرتي بالضغط على الحارس المعيوف الذي أخطأ، ومرر الكرة لزميلي مهند عسيري؛ ليسجل هدفاً ثانياً، قبل أن يضيف الثالث، وننهي المباراة كما نريد: كأس غالية من يد رجل غالٍ على الأمة الإسلامية، الملك عبدالله - رحمه الله -.
نقاط
* بطولة النخبة في سوريا كل من عاش تفاصيلها لا يمكن أن ينساها.
* الشباب أمام الأهلي دائماً ما يكون على الموعد.
* في سنة ونصف السنة ترأس فيها الأمير سعود بن تركي نادي الهلال حصد الزعيم ست بطولات.
* غداً المقال الأخير لي في سلسلة 13 مقالاً أكتبها في العملاقة (الجزيرة).