عمر الغامدي
الانتقال للشباب
مغادرة ناد بحجم وقيمة وجماهيرية الهلال مؤلمة وقاسية جداً، ولكن كرة القدم لا ترحم، ولو رضخت للعاطفة في زمن الاحتراف فلن تكون إنساناً منصفاً لنفسك وعائلتك ولن تكون شخصاً متسامحاً مع نفسك، لذلك كان لابد من محطة جديدة لحياتي الرياضية، هذه المحطة الجديدة في شمال العاصمة الرياض حيث يقبع النادي النموذجي فريق الشباب الذي حظيت فيه باستقبال رائع وعشت معه أياماً جميلة. حضرت في عهد الرئيس المختلف، وهو الأستاذ خالد البلطان، هذا الرجل الذي صنع للفريق هيبة وشخصية غير عادية، فالبلطان رئيس بمواصفات نادرة، فهو يمتلك (كاريزما) خاصة وقوة شخصية وعلاقات واسعة، ولا يمكن أن يتوقف طموحه، فهو دائماً يبحث عن القمة ولا شيء غيرها.. بدايتي مع الليث كنت فيها فأل حسن على الفريق، فقد بدأنا المهام منذ الصيف ففاز الفريق ببطولة النخبة الدولية بأبها، وبعد ذلك جاء موسم تحقيق الدوري 2011 , 2012 م وبدأنا الدوري بشكل أفضل من المعتاد مع البلجيكي برودوم وحققنا انتصارات متتالية واتضحت المنافسة بين الشباب والأهلي على البطولة. تفرغنا نحن اللاعبين للملعب في حين كان الأستاذ خالد البلطان ومعه مدير المركز الإعلامي طارق النوفل لهما ما هو خارج الملعب، فكانت حرب التصاريح مشتعلة والضغوط متزايدة، والعجيب كل العجب في ذلك الموسم أنه عندما يتعثر أحد الفريقين فإن الآخر يتعثر أيضاً ليكتب الله لنا أن الحسم لن يكون إلا في مواجهة عنيفة من طراز كلاسيكو الشباب والأهلي وعلى أرض الأخير في جدة وأمام جماهيره العريضة، حضرنا للملعب والمطلوب منا التعادل فقط في حين أن الأهلي إما الفوز أو خسارة البطولة، دخلنا المواجهة بعزيمة وإصرار وتركيز وفاجأ برودوم الخصم بطريقة لعب مختلفة ودخول مرحوم المرحوم في التشكيل الأساسي وكان دخوله عنصر المفاجأة للخصم فقد تمكن مرحوم في تقديم مستوى مذهل في تلك المواجهة وكان لاعباً تتحطم عليه هجمات الخصم دون تقليل من الآخرين لأن الكل كان يقوم بمهامه على أكمل وجه، سارت المباراة كما نريد وسجل هداف الفريق ناصر الشمراني هدفاً مبكراً في منتصف الشوط الأول الذي انتهى بتقدمنا بهدف، جاءت مجريات الشوط الثاني كما كنا متوقعين هجوماً أهلاوياً ودفاعاً شبابياً وضغطاً على حامل الكرة ولم نكن نمنحهم فرصة التفكير في التنويع أو اختراق الجدار الدفاعي لأننا كنا في قمة التركيز ورغم ذلك سجل الأهلي التعادل ولكن جاء التعادل متأخراً جدً والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة لتنتهي المواجهة بالتعادل وانتصار الشباب ببطولة الدوري.
الشباب من الداخل...!
الرئيس الفخري لنادي الشباب الأمير خالد بن سلطان لن يوفيه الشبابيون حقه مهما حصل، فما شاهدته في النادي النموذجي يؤكد ذلك، فالنادي من الداخل مرتب تماماً وكما لو كنت في شركة وليس مجرد ناد رياضي، فهناك ملاعب متعددة ومتحف ومركز إعلامي على مستوى عال ومعسكر للفريق من فئة فنادق الخمس نجوم والعمل الإداري يسير بشكل متناغم، أما على مستوى الثقافة الشبابية فهي ثقافة راقية تفتقد للعدوانية وفيها كمية احترام للخصوم غير عادية وطموح كبير لتحقيق الإنجازات والبطولات، وأعتقد أن المرحلة الحالية يأخذ بزمام المبادرات فيها وباقتدار عضو شرف النادي الأمير فهد بن خالد بن سلطان الذي يحمل فكراً رائعاً ونظرة مختلفة تواكب هذه المرحلة المهمة في تاريخ الليث، ولا أنسى أن أشيد بالرئيس الجنتلمان الرجل الواعي والمثقف والرزين الأستاذ عبدالله القريني.