بعض الرؤساء أفسدوا رياضتنا بأموال مجهولة... والحل في الخصخصة ">
كتب - سلطان الحارثي:
أثار تصريح الشخصية الرياضية الكبيرة الخاص الذي نشر في الجزيرة قبل أيام، حول نفخ الإعلام لرؤساء الأندية عدداً من الزملاء, فبعد أن صرح كل من الزميلين تركي الناصر السديري وصالح الحمادي, قال الزميل الأستاذ محمد البكر نائب رئيس تحرير جريدة اليوم السابق: بأنه لا يرى وجوداً شرعياً وقانونياً لانتخاب هؤلاء الرؤساء, وقال: « لأنني وببساطة مقتنع بأنّ ما بني على باطل فهو باطل، فمن وجهة نظري فإن ما يسمّى بالجمعيات العمومية للأندية ما هي إلا كذبة أوجدناها لنمرر عبرها شرعية الإدارات ورؤساءها, وكلنا يعلم بما يحدث في الأندية قبل أي انتخابات يكون فيها متنافسون، وخاصة تسجيل الأعضاء الذين يكون أكثرهم لا علاقة لهم بالنادي ولا بأنشطته, مما يعني أن غالبية الجمعيات العمومية ليست شرعية ولا قانونية, ومن هنا تبدأ المشكلة، حيث يلعب المال لعبته وتتغير الأوراق حسب البنكنوت الذي يضخه من يرغب في «شراء» مقعد الرئاسة والتكويش على مجلس الإدارة».
وتابع: «هذا الوضع ينقلنا للنقطة التالية وهي غياب العمل المؤسسي الذي يقوم على مبدأ القوانين والأنظمة واللوائح, وهو أمر لن نتخلص منه، طالما أننا ندير أنديتنا وفق مبدأ الفزعة أو ما نسميه «كذباً» العمل التطوعي, بينما الحل الوحيد للوصول للعمل المؤسسي، يكمن في تخصيص الأندية ونقل ملكيتها وتبعيتها من الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى القطاع الخاص، أي تخصيص الأندية, وإلى ذلك الحين سنبقى في دائرة التخلف الرياضي وغياب الوعي الاحترافي».
وعرج البكر على تصريح الشخصية الرياضية الكبيرة, حيث قال: «أما تعليقي على ما صرحت به إحدى الشخصيات الرياضية حول دور الإعلام في نفخ رؤساء الأندية، فأقول إنني لست مع التعميم، فهناك فعلاً رؤساء مجتهدون محبون لأنديتهم ومدنهم ومجتمعهم، تماماً مثلما هناك رؤساء استخدموا أموالهم ليفسدوا وسطنا الرياضي من خلال إعلام دخيل وغير نزيه، مثله مثل هواتف العملة التي كلما زدت النقود فيها، كلما منحت المزيد من المساحات في بعض وسائل الإعلام «المريضة» لتثرثر وتفرض ما تريده».
وأضاف: «لم أكن أتصور أننا سنصل في يوم من الأيام إلى مرحلة البيع والشراء والشرهات، كما لم أتصور أننا سنشهد أسعاراً لبعض من يسمّون أنفسهم إعلاميين والإعلام منهم براء, كما لو كنا في سوق النخاسة والنجاسة».
وأيد البكر ما ذهبت إليه الشخصية الرياضية في تصريحه لـ(الجزيرة), وقال: «نعم أنا مع تلك الشخصية الرياضية التي قالت بأن الإعلام نفخ «بعض» رؤساء الأندية ليصبحوا أكبر من حجمهم، فقد سمعت من شخصيات ذات مصداقية، بأن بعض الرؤساء يفرضون على مقدمي بعض البرامج شخصيات محددة ومقربة منهم، وهذا إن ثبت, فإننا نسير وبقوة نحو الهاوية».
وشدد البكر على أننا نسير عكس الطبيعة الرياضية في كل دول العالم، بدليل أننا لا نعرف أسماء رؤساء أندية أوروبا العملاقة، ولا رؤساء أندية شرق آسيا، بينما يتصدر رؤساء أنديتنا القنوات والصحف والإذاعات وحتى قلوب المشجعين».
وختم الزميل الإعلامي المخضرم حديثه مشيراً إلى نقطة مهمة من وجهة نظره, حيث قال: «أختم كلامي بما أراه أخطر من نفخ الرؤساء، ألا وهو نجاح بعضهم في التغطية على مصادر أموالهم التي يدفعونها ببذخ للأندية كي يشتروا بها جماهير أنديتهم دون أن يسألهم أحد «من أين لكم هذا»!! والله المستعان».