شذا عبد العزيز العجلان ">
عبارةٌ تتردد على لسان الصغير قبل الكبير، وكأن هذه العادات «قرآن منزل» لا يمكن تغيره ولا تعديله!! عبارةٌ نرددها حين يواجهنا أي موقف مستنكر بالنسبة للمحيط الشخصي أو الاجتماعي، عبارةٌ من خلالها نستكين ونستسلم ونحارب أي تغيير!!
ناسين أو متناسين أن أساس هذه العادات هي الأعراف الاجتماعية وأساس هذه الأعراف الاجتماعية هي «نحن».
فالمجتمع هو «أنا وأنت وأنتِ وهذا وذاك وتِلك وهؤلاء» أي أننا نحن من أوجد هذه العادة لا هي من أوجدتنا، ونحن من نتحكم بها لا هي من تتحكم بنا.
وللأسف أصبحت عبارة «العادة أشد من العبادة» هي ختام أي نقاش حضاري بين أفراد يستنكرون أو يعتبون على بعض أمور مجتمعنا، فبعد هذه يستكين الجميع ويسلم بالأمر الواقع وكأن هذه العبارة تذكرهم بأن العادات لا يمكن لها أن تتغير.
صحيحٌ أن التعلم الاجتماعي من أهم جوانب التعلم وأهم نظرياتها لكن ما طبيعة هذا التعلم؟؟
إنه تفاعل بين الفرد والبيئة ينتج عنه السلوك، وبما أن ظروف بيئتنا السعودية تطورت وتغيرت فمن المنطقي أن السلوك الذي سيصبح العادات مستقبلاً يتطور ويتغير، إضافةً إلى ذلك أن من أهم آليات التعلم الاجتماعي «العمليات المعرفية» وتعتمد هذه العمليات على استخدام العقل والتفكير وليس ممارسة السلوكيات بشكل آلي فقط.
لذا فمن الطبيعي ومن المنطقي أن لا تكون «العادة أشد من العبادة» بل تكون مرنة قابلةً للتغير، ولا مجال أساساً للمقارنة بين العادات والعبادات، فما فرض من رب العباد ليس كما فرض أو وضع من العباد!!
من هنا علينا كلنا كأفراد مجتمع أن نعيد التفكير في هذه العبارة الصماء التي لا تحمل من الحقيقة أي شيء، وكل ما فيها صوتٌ رنان ناتج عن السجع في عادة وعبادة.
«همسة محب»
مجتمعي الغالي..
أعد التفكير في أولوياتك وأي النواحي التي ستطورك ولا تربط نفسك بعوامل زمن قديمة قابلة للتعديل والتطور، وتغير أتفهها قد يضعنا في بداية طريق التطور.
- محاضر بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن وجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية