رقية الهويريني
لعل الإدارة العامة للمرور تستيقظ من سباتها العميق وسط حالة الفوضى المرورية الحالية التي تشهدها شوارعنا، وأرجو ألاّ يكون التلويح بسحب رخصة السير هو نهاية مشروع الصرامة الاستراتيجي في تطبيق الأنظمة والقوانين المرورية! فرجال المرور للأسف لا يتواجدون في الشوارع الحيوية ليتابعوا سير المركبات وسلامة الركاب وملاحقة السائقين المخالفين، فكيف حينئذ سيصادرون الرخصة؟!
إنّ تفويض صلاحيات المرور لنظام ساهر أخلى الشوارع من رجال المرور، وبرغم صرامة هذا النظام إلا أنه لم يستطع أن يقضي على الفوضى، حيث يختص برصد قاطعي الإشارة وتجاوز الحد الأقصى للسرعة فقط، والمخالفات لا تقتصر عليهما فحسب - مع التسليم بخطورتهما - فهناك المئات من السيارات التي تجوب الشوارع تحمل لوحات قديمة أو مطموسة المعالم للتحايل على الرصد الآلي فلا تتمكن كاميرا ساهر الماهر من التقاط رقمها، فأين رجال المرور من متابعتها وبالتالي مصادرة الاستمارة؟! هذا عدا المخالفات الأخرى من الانعطاف يساراً لمن يقف أقصى اليمين، أو الوقوف أقصى اليمين وحرمان باقي السيارات من الانعطاف المباح، وتجوُّل الشاحنات وسيارات الخدمات في الطرق والشوارع دون الالتزام بالأوقات المحددة؟ إضافة لقيادة صغار السن وتعاملهم الخطير مع المركبة وخصوصاً وسط طرقات الحي!
إنّ التلويح بالعقوبات دون إقرارها يُعَد ضعفاً وخوراً في جهاز يفترض أن يكون أقوى الأجهزة وأمضاها، لأنّ مخالفة أنظمته تؤدي للموت والإعاقة لمن يستهتر ويخالف، ويقع الظلم على الضحية المقابلة التي لا ذنب لها إلا وقوفها أو مرورها في شارع يتحكم به متهور لم يحترم أنظمة المرور المكتوبة! ناهيك عن التعطل والخسائر المادية والاجتماعية!
ولئن كانت الإدارة العامة للمرور تلوِّح بسحب الاستمارة، فإنّ هذا الإجراء غير مجدٍ! فالسائقون يعلمون أنه قد تمر عدة سنوات ولا يسأل شرطيٌّ عن استمارة السيارة، وإن حدث التفتيش المفاجئ فإنه يغض الطرف عن بعض السيارات لاسيما تلك التي تقل نساء، ويتركها تمر بهدوء ودعة وسلام، ولست أدرك سبباً لهذا الإجراء الناعم!!
وفي الوقت الذي نبارك لساهر نجاحها في تأديب المخالف بقطع الإشارة؛ فإننا نأمل نشرها في كافة الأماكن لرد أي مخالف متهور، وكل من تسول له نفسه الاستهتار بأرواح الآخرين، بشرط التأكد من سلامة اللوحات وحداثتها وعدم طمسها أو العبث بها. ونرجو أن يأتي اليوم الذي تُصادر فيه المركبات، وتحجز وتباع بالمزاد العلني وتوقف الخدمات الحكومية عن مرتكبي المخالفات! فقد أرعبنا التهور، وتعبنا من الحوادث، وأرهقتنا حرب الشوارع.
حقاً # أين المرور؟!