أبها - عبدالله الهاجري:
انطلقت صباح أمس الخميس جلسات عمل المؤتمر الدولي الأول لطب الأسنان الذي تنظّمه جامعة الملك خالد، ممثلة في كلية طب الأسنان، وذلك بفندق قصر أبها.
وجاءت الجلسة الأولى بعنوان «طرق تدريس وتعلّم طب الأسنان»، قدمها الأكاديميون المختصون بطب الأسنان، وهم الأستاذ الدكتور سليمان العمران، والأستاذ الدكتور ثاقب الشهلان، والدكتور كارين ويست، والدكتورة ابتسام الماضي. وأكد الجميع أن على أكاديميي طب الأسنان أن يتمتعوا برؤية لإخراج جيل جديد من أطباء الأسنان السعوديين الذين اكتسبوا الأساس النظري الراسخ، والخبرة السريرية السليمة لتضعهم في قمة الأطباء الممارسين لهذه المهنة النبيلة، كما بينوا الحرص على وضع برنامج متميز يغطي مساحة واسعة من مختلف الاختصاصات مع مجموعة كاملة من كبار المتحدثين الدوليين. وأوضحوا أنهم على يقين من أن هذه الخبرات التي لا مثيل لها في تعليم طب الأسنان والتي تستعرض لنا التقنيات الحديثة والمتطورة في المناهج والابتكارات التعليمية الدراسية في طب الأسنان، وأساليب تقييم الطلبة، وتطوير أعضاء هيئة التدريس وأساسيات برنامج الاعتماد الوطني والعالمي ستكون رافداً مهماً في تطوير العملية التعليمية في كليات طب الأسنان في المملكة. وأكدت عميدة كلية طب الأسنان بجامعة الأميرة نورة الدكتورة إبتسام الماضي على أهمية استخدام التكنولوجيا في كليات طب الأسنان لافتة إلى أنها تتناسب مع التكاليف الباهظة لها. وكشفت أن كليات طب الأسنان بحاجة لها نظراً لقدرتها على توفير جودة تعليم عالي إضافة إلى أنها تتيح للطلاب التفاعل مع المعلومات وتمكنهم من التعلّم مدى الحياة والبحث عن المعلومات بأنفسهم.
وقالت: «الجيل الحالي مهتم جداً بالتكنولوجيا وبالتواصل الاجتماعي لذلك يجب الحرص على استثمار اهتمامهم بالتواصل الاجتماعي، والتكنولوجيا بشكل عام وإجادتهم لها لاستخدامها في التعليم». ولفتت إلى أن استخدام التكنولوجيا في إعطاء المعلومات يعطي للطلاب الحرية للدراسة في القاعة الدراسية أو المنزل أون لاين. وشددت على ضرورة التفكير باستخدام التكنولوجيا لمساعدة التعليم الطبي مؤكدة أن هناك احتياج لاستخدام طرق تكنولوجية جديدة في التعليم، وكشفت أن التعليم الطبي بالسابق كان متاحاً للأثرياء فقط، وكان التدريس بطريقة المحاضرة والمجموعات الصغيرة مناسبة في ذلك الوقت، لكنه لم يعد يتناسب في الوقت الراهن مع ارتفاع إعداد الدارسين بالكليات الطبية وطب الأسنان تحديداً مما يؤكّد على أهمية استخدام التكنولوجيا والاستفادة منها في تعليم مجموعات كبيرة جداً.
فيما قالت الدكتورة كارين ويست من جامعة نيفادا الأمريكية أن دراسة طب الأسنان في أمريكا تعتمد على عوامل داخلية وخارجية، مشيرة أنه يجب التغلب على مثل هذه العوامل، وقالت» تكاليف دراسة الطب في أمريكا قد ارتفعت في عام 2000م من 25 ألف دولار إلى 65 ألف دولار في عام 2014م».
وقال الدكتور ثاقب الشعلان إن عدد كليات طب الأسنان في السعودية قد ارتفع من ست كليات في عام 2004م إلى 28 كلية طب أسنان حالياً منها ثماني كليات خاصة، وأن هذا التطور يعكس المدى الكبير الذي وصل إليه التعليم بصفة عامة، وشدد على أهمية استثمار تقنية التكنولوجيا سواء من قبل هيئة التدريس والطلاب مع أهمية وضع خطط خمسية لكل كلية ومراجعة سنوية للمقررات الدراسية.
وفي الجلسة الثانية التي جاءت عن الوقاية القائمة على الأدلة في طب الأسنان، استعرض فيها كل من: البروفيسور عبد الله الشمري، والبروفيسور علي الأحيدب، والدكتور حسان حلواني، والدكتورة هدى عبد اللطيف، والبروفيسور أمجد واين، التطور العلمي في وقاية الأسنان ومراقبة الصحة الفموية وسياسات التطوير والوقاية من الأمراض وتعزيز الصحة الفموية في المجتمع، مشيرين إلى أن الوقاية في طب الأسنان عالمياً تعود إلى 50 سنة خلت في مهنة الأسنان، وقد لاقت الاهتمام الكبير في العقد الأخير من قبل الممارسين المهنيين في المملكة العربية السعودية خصوصاً نتيجة لارتفاع نسبة حدوث أمراض الأسنان.
مؤكدين أن الوقاية في طب الأسنان جذبت العديد من الممارسين السريريين والعامين والأكاديميين والباحثين والممارسين الصحيين العامين، نتيجة للتقدم التقني وظهور المواد الجديدة والتي ساهمت جميعها في ظهور فلسفة استباقية شخصية وقائية متميزة محافظة، مع التقليل من الاعتماد على المداخلات الجراحية.