إيمانك بالجمال ">
من جميل ما قرأت عن الفنان «فنست فان خوخ» أحد رواد المدرسة الانطباعية وعن طريقته في الرسم أو الفن بشكل عام أنه قال:
«أريد أن أنظر إلى الطبيعة تحت سماء أكثر تألقاً»..
ومن هنا ظهرت لوحاته بألوانها الزاهية لتبرز نور الشمس وألوان الزهر باختلاف أطيافه وكأنه بطريقته العصماء ابتدع «فوتوشوب» لزمانه حيث عاش، فقد كان من الفنانين الذين لم يرضوا بأنصاف الحلول وإنصاف المشاعر يريدون الفن بأزهى صوره وأعمق مشاعره.
وربما لذلك يصاب الفنان الحقيقي والقريب جداً من روح الحياة بالاكتئاب لأنه يطلب الكمال، والحياة خلقت من نقص وبها من الإحباط ما لا يتحمله إلا المتواضع والراضي بالنقص فيها، ذلك الذي يعلق كل نواقص الحياة أمامه ويهذبها ثم يرتبها إلى قناعات غير قابلة للتغيير،و يضعها أمام عينيه معتاداً عليها كحقيقة مؤمن بها.. فلا يتجرأ على طلب المحال: فأنت من نقص وكذلك ما حولك..
وهكذا تستمر الحياة منذ بدايتها وحتى النهاية المحتومة ما يحركك هو إيمانك بكل ما هو حولك.
لو كنت تؤمن أن الفن هو طريقك للحياة فسوف تعيش تفكيرك.. غذاءك ومنامك يدور في فلك هذا الإيمان وفيما رغبته من أنواعه وكثر من تمنوا أن يكون آخر فعلهم في الحياة هو ممارسة الفن والموت من أجله وحدث لهم ما تمنوه.
على طريق آخر نجد من يجره إيمانه إلى اختيار نهايته بالانتحار الآمن باعتبار أنه الطريقة المثلى لاستقبال رب يؤمن به كريماً ورحيما به أكثر من حياته حتى عندما يرتكب ما هو ضد الإيمان بالله.
الجميل في أي شيء تؤمن به أن تكون وصلت له بعد طريق ليس معبداً بالخيالات ولاسهل بما يميلة عليك غيرك
ايمان يأتي من عمق أعماقك أنت، يخرج منك بصعوبة ولادة متعسرة لجنين ظل بداخلك لسنوات وأنت تنتظره، وتتحمل من الآم مالا يجعلك تشكو أو تأن بل بكل الشوق والحب تنتظره.
إيمان أتى بعد العديد من محاولات فاشلة للتقليد الأعمي الذي أصاب غيرك..
فتؤمن لتكون على قدر مسؤولية أن تكون إنسانا خلق لأعمار هذا الكون الفسيح
تؤمن لأنك تعلم يقيناً أنه لا يوجد منك إلا أنت فقط..
أنت حر وأنا كذلك وأعيش حياتي وأمارس أفكاري تبعاً لإيماني لا أتقمص ولا يتهيأ لي ولا أعيش وهم حياة ليست لي فقط عش ودع غيرك يعيش ارمِ بذرتك على الأرض ادفنها بأحلامك وأفكارك وإيمانك في عمق هذه البسيطة واتركها تطرح مخلوق آخر مختلف، لعلنا وقبل النفس الأخير ننعم بالاختلاف الجميل الذي يرغبك في أن يكون لك وريث آخر على هذه الحياة.
- أميمة السلاخ