إبراهيم بكري
قبل يومين كنت في مجلس شباب معظمهم من الدارسين على حسابهم الخاص جميعهم دون استثناء كان محور حديثهم عن الشروط التعجيزية التي تقتل أحلامهم فسألني أحدهم إيش رأيك كيف نحصل على البعثة؟؟.
قلت له بدون تردد :
العبوا كورة !!.
ضحك الجميع رغم الحزن الذي يسكن قلوبهم.
(الخيار الوحيد أن تحصل على بعثة دراسية من الجامعات الأمريكية أن تكون عبقري أو رياضي مميز.
الرياضيون في أمريكا فور تخرجهم من المرحلة الثانوية تتسابق عليهم معظم الجامعات لإغرائهم بمنحة دراسية من أجل تعزيز صفوف فرقهم بالمواهب).
توقف ضحك الدراسون على حسابهم الخاص وهم يرددون
أنت صادق نترك المذاكرة و نروح نلعب كورة!!.
لا شيء في بلد الابتعاث اليوم يجعلك تشعر بالألم إلا القصص المأساوية التي يعيشها هؤلاء الدارسون على حسابهم الخاص.
يعيشون ظروف مادية قاسية وكل أحلامهم من أجل المستقبل يشاهدونها تتبخر.. ما ذنبهم؟؟ من المسؤول عنهم؟؟!!.
الكثير من الدارسين على حسابهم الخاص جادون في تحصيلهم الدراسي تغربوا وتركوا أهلهم وتحملوا مصاعب الغربة من أجل التسلح بالعلم والعودة للوطن للمساهمة في البناء.. فلماذا نهملهم ونقف في طريقهم عقبة؟؟!!.
وزارة التعليم ترجمت «المكرمة الملكية» بضم الدارسون على حسابهم الخاص بطريقة عجيبة فمن تنطبق عليهم الشروط لا يحتاجون لمكرمة لضمهم !!.
ضموهم كما قال «سلمان».. ضموهم كما قال «ملك العطاء».. ضموهم فهم سلاح الوطن بالعلم.. ضموهم هؤلاء رهان المستقبل.. أعيدوا لهم الفرحة المسلوبة.
لا يبقى إلا أن أقول:
غادرت مجلس الأصدقاء الدارسين على حسابهم الخاص وهم يرددون:
انتهى الوقت الأصلي حان الوقت الضائع وصافرة القرار في فم المسؤول لا صوت لها إلا التعجيز و كثير من الدارسين على حسابهم الخاص يحزمون حقائبهم عائدون للوطن, كانت أحلامهم: طبيب, مهندس, أخصائي.. ليجدوا أنفسهم «عاطلين»؟؟!!.
«العلم في الغربة وطن والجهل في الوطن غربة».. قالها ابن رشد و مات قبل أن يعيش «العلم في الغربة ألم ومعاناة دارس على حسابه الخاص» !! .
- هنا يتوقف نبض قلمي، وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت - كما أنت - جميلٌ بروحك. وشكراً لك.