يَا أُمَّ عَمَّارٍ هِيَ الأَقْدَارُ
وَاللهُ قَدَّرَهَا فَمَا نَخْتَارُ
صَبْرًا عَلَى الأَقْدَارِ يَا ابْنَةَ خَالَتِي
فَجَمِيْلُه لِلْمُؤمِنَاتِ شِعَارُ
بِالصَّبْرِ تَلْقَيْنَ الرِّضَا مِنْ رَبِّنَا
لِلصَّابِرَاتِ لَدَيْه نِعْمَ الدَّارُ
فهْوَ العَلِيُّ دَعَا عَلِيًّا فَانْقَضَى
أَجَلٌ مِن الدُّنْيَا وَذَاكَ مَسَارُ
فَالخَلقُ فِيْه جَمِيعُهُمْ فَكِبَارُهُمْ
وَصِغَارُهُم يَا أَخْتُ فِيْه سَارُوا
فَإِذَا مَضَى مِنْكُمْ عَلِيٌّ رَاحِلاً
فَلَه لَدَى الرَّبِّ العَلِيِّ جِوَارُ
نَادَاه فِي مَلَكُوْتِه رَبٌّ لَه
فَأَجَابَه بِالشَّوقِ لا يَحْتَارُ
يَا يَاسِرُ السَّمْنَانُ صَبْرًا فَالأَسَى
يَمْضِي كَمَا تَمْضِي بِنَا الأَعْمَارُ
كَبَدٌ هِيَ الدُّنْيَا فَمَا فِيْهَا امْرُؤٌ
قَدْ عَاشَهَا لَا هَمَّ لَا أَكْدَارُ
لَكِنَّه الإِيْمَانُ فِي أَقْدَارِه
خَيْرًا وَشَرًّا مَنْهَجٌ وَمَنَارُ
أَوَّاهُ فَاطِمَةُ الحُمَيْدَانُ اصْبِرِي
وَتَجَلَّدِي بِالدَّمْعِ لَا إِنْكَارُ
لِيُبَارِك الرَّحْمَنُ مَا أَعْطَى لَكُمْ
مِن زِيْنَةِ الدُّنْيَا فَهُمْ أَخْيَارُ
أَبْقَى لَكُمْ مِنْهُمْ سِوَاه فَإِنَّهُمْ
إِخْوانُه وكَبِيْرُهُمْ عَمَّارُ
فَالبِرُّ مِنْ أَوْلَادِكُمْ تَلْقَونَه
عِوَضاً فَهُمْ مِنْ ربِّهِمْ أَبْرَارُ
إنْ كُنْتُمَا لَمْ تَفْتَحَا لِعَزَائِكُمْ
بَاباً وَلَمْ تُدْلَفْ لِذَلِكَ دَارُ
فَالشِّعْرُ بَابٌ لا يُوَارَبُ حِيْنَهَا
عَنْ شَاعِرٍ فِي ذَاتِه الإِصْرَارُ
فَمَشَاعِرِي بِعَزَائِكُمْ بِمُصَابِكُمْ
تَأْتِي بِه فِي بَوحِهَا الأَشْعَارُ
فلأُمِّه وَلَكَ العَزَاءُ وَسَلْوَةٌ
يُدْعَى بِهَا فِي مُلْكِه القَهَّارُ
سُبْحَانَه الربَّ الرَّؤُوفَ بِخَلْقِه
فَهْوَ الرَّحِيْمُ الوَاهِبُ الغَفَّارُ
إِنِّي لأَشْعُرَ بِالَّذِي تَلْقَونَه
حُزْناً فَدَمْعُ عُيُونِكُمْ مِدْرَارُ
أُمٌّ أَبٌ فُجِعَا بِفَقْدِ مُؤَمَّلٍ
فِيْه وَمَا بُلِغَتْ بِه الأَوْطَارُ
لَكِنَّ أَجْرَ الصَّبْرِ أَجْمَلُ فَاصْبِرَا
كَيْمَا تَخِفُّ بِوَقْعِهَا الأَقْدَارُ
لَقَّاكُمَا الرَّحْمَنُ صَبْرًا يَرْتَضِي
لَكُمَا وَفِيْه بِأَجْرِكُمْ إِشْعَارُ
فِي جَنَّةِ الفِرْدُوسِ يَجْمَعُكُمْ بِه
فِي رَوضَةٍ مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
- د. عبدالرحمن عبدالله الواصل