{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} في يوم الثلاثاء الـ30 من شهر الحجة 1436هـ، فوجئنا أسرة التواجر بنبأ وفاة العم الشيخ عبدالله بن راشد بن فهد التويجري الذي يعتبر بمثابة عميد أسرة التواجر بمدينة الشيحية بالقصيم - رحمه الله رحمة واسعة- وحقيقة أن فقدنا له كفقد الابن لأبيه وليس هذا من أجل أنه يبذل لنا شيئاً من أمور الدنيا ولكن لأنه حينما يشاهد أحدنا يغمره بلطيف العبارات وأجمل التحيات يبادرك بالسؤال عن كل غال يمطرك بكلمات الترحيب والتبجيل لدرجة أنك أحياناً تحار كيف ترد له التحية يسأل عن الصغير والكبير وعن الرجل والمرأة، متواضع جل التواضع؛ فحينما يرى أياً من أبناء العم وخصوصاً أن الشباب مشغولون بحياتهم الدنيوية ومع أسرهم وتمضي الأيام والأسابيع والشهور وقد تمضي السنوات دون أن يرى البعض منهم وهو رجل قريب من ربه يحب التواصل مع الجميع أخذاً بحديث رسول الهدى (ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها) وإن يكن تقصير البعض من أفراد الأسرة حاصلاً ولكنه لا يوصف بالقطيعة ولذا كان هذا الرجل محتسباً، فحينما عزم على صلة من تكاسل عن الصلة اشترى سيارة واستقدم سائقاً وصار كل ما مضى عدة أشهر أو بالأكثر سنة يمتطي سيارته ليأخذ دورة على أقاربه ليقوم بواجب الصلة ومن لم يجده تلك الساعة تجده يحاول أن يبلغه تحياته وحقيقة أنه بهذا الفعل الخير أخجل البعض من الأقارب مما دفع البعض منهم لأن يسابقه الزيارة وهنا كسب الأمرين قام بواجب الصلة فحصل على الأجر من الله وأرغم البعض بطريقته غير المباشرة على مسابقته للقيام بواجب الصلة مما كان سببًا في ازدياد محبته وليس هذا فقط، إذ إنه من حفظة كتاب الله عن ظهر قلب فترات كثيراً ما يتعبد ربه بتلاوة القرآن وكان سبّاقاً لدخول المساجد لأداء الصلاة أي صلاة حتى ليكاد يحتفظ له بمكانه بروضة مسجده هذا من جانب، ومن آخر فهو محب لكل الناس أجزم أنه لا يحمل بقلبه مثقال ذرة حقد أو كره لغيره ولذا أجزم أن الله أحبه بدليل كثرة محبيه وربنا جلَّ وعلا إذا أحب عبداً حبّب إليه الناس وأقرب دليل على ذلك كثرة المشيّعين لجنازته والأكثر هم من قاموا بواجب العزاء لأبنائه الكرام حتى ليظن القادم من بعيد إلى منزله أن هناك عرساً، فالله يا رب العالمين أسألك أن ترفع درجاته وأن تجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، الله ألهم أبناءهذويه ومحبيه الصبر والسلوان، اللهم وأحسن عزاءهم وأجبر مصيبتهم، اللهم واغفر له وارحمه وأنت أرحم الراحمين. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
- صالح العبدالرحمن التويجري