«لا تقبروناش تحت التراب!!!» ">
تعز - بشير عبدالله:
«لا تقبروناش» أي «لا تدفنوني تحت التراب» كلمات كررها الطفل الشهيد فريد شوقي 5 سنوات في مدينة تعز الحالمة قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو بين يدى الأطباء الذين يحاولون جاهدين إنقاذ حياته من شظية أصابت رأسه نتيجة قذيفة أطلقها الحوثيون والقوات الموالية لصالح على أحد الأحياء السكنية.. هي كلمة واحدة ممزوجة بخوف الطفولة البريئة من الموت كررها فريد عدة مرات بعد أن أصابته الشظية وهو يلعب أمام منزله في مدينة تعز، هزة وجدان كل الضمائر الحية داخل اليمن وخارجها لتعبر عن مأساة حقيقية يعيشها أطفال اليمن وخصوصًا في مدينة تعز التي تحصد قذائف الموت التي يطلقها الحوثيون وقوات صالح كل يوم أرواح عشرات الأطفال.
مشاهد كثيرة تتكرر كل يوم دون أن تترك أثرًا لأي إحساس بالذنب أو صحوة ضمير لدى الميليشيات الانقلابية التي تتعمد القتل والتدمير المنظم في مدينة تعز وغيرها من المدن والمناطق اليمنية.
كم من الأطفال الأبرياء قتلوا دون ذنب اقترفوه، وكم من أطفال حرموا من آبائهم وأمهاتهم الذين طالتهم قذائف ورصاصات الحوثيين وهم آمنون في منازلهم أو حينما خرجوا يجلبون لأطفالهم قرص خبز أو شربة ماء فلم يعودوا اليهم ولسان حال أطفالهم تقول ليتهم لم يخرجوا.
الناشط الحقوقي محمد عبدالله نعمان يقول: «لم استطع أن أتمالك نفسي حينما شاهدت على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع الفيديو الذي يظهر الطفل فريد وهو يردد كلماته الموجوعة بألم الإصابة وألم الخوف من الموت «لا تقبروناش» حتى أذرفت عيني بالدموع وتخيلته ابنى وهو يردد هذه الكلمات ثم يموت.. واحسرتاه عليه وعلى أطفالنا الذين يقتلون بدم بارد كل يوم على يد ميليشيات الحوثي وصالح.
إنهم قتلة الأطفال والنساء.. كم يعصر الحزن قلوبنا لمثل هذه المشاهد التي تتكرر كل يوم دون أن تهتز فيهم شعرة.
هل ستصل صرخات هذا الطفل اليمني إلى مسامع من في قلوبهم صحوة ضمير إنساني لإنقاذ أطفال اليمن من نيران الحرب؟.
أتمنى أن تكون صرخات فريد هي الأخيرة وأن تحرك ضمائر ووجدان العالم للإسراع في إنقاذ الطفولة في اليمن من جرائم الحوثيين.
وتقول الصحفية والناشطة الحقوقية بشرى العامري: «في تعز فقط عشرة آلاف طفل يتيم!!!!»
والله اعلم كم خلفت هذه الحرب المافونة من أطفال يتامى ابتداء من صعدة وعمران وحجة وصنعاء ومرورًا بالضالع وعدن ولحج وحتى عدن، وغيرها من المحافظات وأبناء مسعري هذه الحروب وتجارها ينعمون بأحضان آبائهم الدافئة.. ويبدو أن هذه الحرب لن تنتهي وقد جعلت أغلب أبناء اليمن أيتامًا ونساءه أرامل يحملن أعباء لا حد لها ولا حصر».
ويعلق الصحفي همدان العليي على هذا الموضوع بقوله: «ظهر فريد عبر مقطع فيديو وهو يتوسل للأطباء في المستشفى بلهجته العامية «لا تقبروناش..لا تقبروناش» (لا تدفنوني تحت الأرض)، ليكون ذلك سببًا في تعاطف اليمنيين وانتشار صوره عبر مواقع التواصل ألاجتماعي وكتابة الأشعار ورسم الرسوم المعبرة عن مآسي أطفال اليمن وأوجاعهم بشكل عام، لا سيما بعدما توفي فريد حين فشل الأطباء في إنقاذ حياته، لتسجّل جريمة جديدة ضد الطفولة ارتكبتها ميليشيات جماعة الحوثي في اليمن».
فيما دعا المحامي عبدالرحيم سليمان المنظمات الحقوقية إلى توثيق هذه الجريمة التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي وصالح وغيرها من الجرائم التي تطول الأطفال في اليمن من قبل هذه الميليشيات حتى لا تمر دون عقاب.
مطالبًا المنظمات الدولية المعنية بالطفولة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية أطفال اليمن من نيران الحرب والاستهداف المباشر للأطفال من قبل ميليشيات الحوثي التي باتت مشاهدها تتكرر كل يوم.
وقال: «أطفالنا في اليمن يعانون معاناة حقيقية تستدعي من المجتمع الدولي التحرك السريع لإنقاذهم من ويلات هذه الحرب وعمل كل ما من شأنه حماية الطفولة في اليمن، فهناك أطفال يموتون بالرصاص، وأطفال يموتون بنقص الغذاء أو الدواء، وأطفال يموتون بأمراض الكبد التي يسببها تعرضهم للخوف والهلع من أصوات القذائف وصور مشاهد الموت لأهاليهم ومن يحيطون بهم، وأطفال تموت فيهم الحياة ويفقدون مشاعر الحب والأمل، وأطفال يعانون معاناة تتعدد صورها وأسبابها.