دخلنا مع روتانا في حروب.. وجاء طرف ثالث ودمرنا.. والأغنية الخليجية لن تهبط ">
القاهرة - محمد بن عبدالرحمن:
في أوج مراحل الأغنية العربية خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات وحتى منتصف الألفية الثالثة، كان «يجلس» محسن جابر على كرسي أكثر منتجي الأغنية العربية دعما واكتشافا للمواهب الغنائية المصرية على وجه التحديد والعربية، وكان «متحكما» في سوق الأغنية، كرقم يحسب له ألف حساب، كان محسن جابر «عصي» الرأي متقد الذهن حاضرا في كل تفاصيل الأغنية، يعرف أسرارها وخفاياها ومكامن قوتها وضعفها، كان منتجا يلعب دورا في نهوض الأغنية العربية.
محسن جابر تربطه منذ سنوات طويلة علاقة مميزة بصحيفة «الجزيرة»، حين كان لا يصرح «عربيا» إلا لها، واليوم نلتقيه بعد غياب طويل، فكان لنا معه هذا الحوار:
* أولاً نبارك لك تواصلك في السوق من خلال العقود واستمرارك في ظل القرصنة والظروف، فكيف استطعت الصمود والمواصلة؟
- نحن نقاتل، منذ أكثر من 5 سنوات مع انهيار الصناعة وندرة في الموارد، ولا نحصّل أكثر من 20 إلى 30 في المائة من التكاليف، قد تسألني لماذا نستمر، لأن شركات الإنتاج كانت أكثر من 480 على مستوى الوطن العربي، والآن بعد خمس شركات ستفكر من تبقى.. كثيرون خرجوا من السوق، وبعض الشركات إنتاجها لا يتجاوز عشرة «أشرطة» ستخرج وتغير النشاط، لكن شركة إرثها 30 ألف أغنية كيف تغير النشاط، علاوة على أن الحجم الذي أنتجناه ساعدنا على الاستمرارية، فمثل أغاني وردة (بتونس بيك، وحرمت أحبك) وعمرو دياب (نور العين، تملي معاك) هشام عباس (فينة).. وهكذا هذه أعمال تخطت تكاليفها وكل عائدها أرباح، هذه خمسة ألبومات، أما إذا تحدَّثت عن 30 ألف أغنية ففيها مواصفات الأغاني التي لا تموت، تغطي تكاليفنا، لدينا عبدالحليم حافظ، فريد الأطرش، أم كلثوم، وردة، ميادة الحناوي، عزيزة جلال، سميرة سعيد، محرم فؤاد وغيرهم من الجدد عمرو دياب وجيله.
* عالم الفن إحدى الشركات العريقة لكن نلاحظ دخول فنانين وخروجهم، بشكل مستمر عقود تبرم ثم تلغى ما المشكلة؟
- هذه مشكلة في الصناعة، تخضع للعرض، ونحن شركة فنية لا تخضع لطلبات تتجاوز الإيرادات إذا كلفنا الفنان ما لا طاقة لنا به نعتذر ونظل أصدقاء، الحياة الاقتصادية أثرت في الصناعة، وأنا أعذر الفنانين، فالحفلات قلت، وإيراداتهم قلت ولديهم مسؤوليات، وبعض الجهات لا يهمهما الربح والخسارة وتريد فلانًا وفلانًا، وفي بداياتي كنت استجيب لطلبات بعض الفنانين، ليس دون دراسة لكن في حدود الإمكان فقد كنت أريد صناعة اسم، وفي نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات كان سقف الشريط 12 ألف جنيه، من مؤلف ومطرب وفرقة وكل أدوات الإنتاج، فعندما أريد فنانًا كبيرًا أحسب احتمال الخسارة، وكنت أريد كسب هؤلاء الفنانين إن استطعت أن استقطب فنانين أفعل فهذه دعاية وإعلام احتاجه.
* اشتهرتم بصناعة نجوم أكثر من الاستقطاب.. حدثنا عن فلسفتكم؟
- ابتدأت من سنة 73، وكان لدينا هدفان، هناك فنانون موجودون، وهناك صناعة فنانين تمنحك الثقل، واكتشاف الجديد أفضل من استقطاب نجم، تعاقدي مع الفنانة الراحلة وردة في أغنية «بتونس بيك» ليس مثل اكتشاف ميادة طيلة مشوارها، فقد ظهرت نجمة يلحن لها العمالقة مثل رياض السنباطي، وبليغ حمدي وسيد مكاوي، ومن هذا المنتج، وكيف وضعها على الساحة رغم ظروفها السياسية ومنعها عن مصر، هذه أسئلة دارت وقتها وكانت مهمة.
اكتشاف المواهب أضاف لنا لكن عندما تعاونا في بداية مشوارنا، وكنا نريد الوهج، عملت شريطًا للأطفال في بداية مشواري مع الكبيرة عفاف راضي (سوسة سوسة كف عروسة) كان لعفاف اسمها وكانت نجمة ساطعة استفدنا من نجوميتها وأضفنا لها أنها غنت لأول مرة للأطفال، عندما تعاونا مع عمرو دياب في (نور العين) كان معروفاً لكنه بعدها صار معروفاً إقليميًا وعالميًا، وكانت الحلم العربي حصدت كل الجوائز، وردة كانت عظيمة لكن أعطيناها وهجا جديدا في أغاني مثل (بتونس بيك، حرمت أحبك، جرب نار الغيرة)، أضافت لها عمرًا جديدًا، كان الهدف التعامل مع النجوم لاختصار الوقت، لكن من عشر سنين من 2005 انهارت الصناعة بدخول الإنترنت دون آلية تحكم في حقوق الملكية الفكرية التي لم تدرس إلا بعد دخول الوسيلة فالحكومات ليست قادرة على وضع الضوابط.
إذن آفة فيروس دمار الصناعة هو الإنترنت لو تمت السيطرة عليه ووضع ضوابط سترجع الموسيقى إلى عهدها الذهبي كالسابق، أحلى فترة في صناعة الموسيقى هي فترة بين 80 - 2000 كانت الضوابط موجودة والوسائل موجودة، سواء شريط أو أسطوانة الضوابط موجودة، معظم البلاد العربية صدرت فيها قوانين لحماية هذه الوسائل ودخلت منطقة الخليج حماية الملكية الفكرية ولم تكن قبل ذلك موجودة، الأغنية تحتاج السخاء المادي، وهي الأغنية التي صرف عليها من ناحية الكلمة واللحن والتسجيل، والآن حين حصل ضغط اختناق للموارد صعب الإنتاج، نسبة الإنتاج ليست كما السابق نعم نحن نحاول إلا نقلل في الجودة لكننا نصرف من إيراد القديم وليس الجديد، وهذا أدخل نوعاً جديداً من المنتجين وهو المنتج المطرب المنفذ وكذلك المطربة على رأي حلمي بكر (مطربات السرير) التي تغني والسرير يلف بها، فهناك من يدعم هذا النوع، فكيف ستجد أم كلثوم وعبدالحليم وعمرو دياب، وما زالت هذه المشكلة غير واضحة للخليج لأن هناك سميعة يحتضنون الفنانين المميزين ولديهم ثراء لضخ أموال دون انتظار عوائد ولديهم ضوابـط اجتماعية لازالت ترفض هذا الشيء.
* ذكرت عمرو دياب أكثر من مرة، دعنا نسألك عن عمرو دياب بعد خروجه من عالم الفن، واستقطاب تامر حسني وخروجه هو كذلك.. كيف علاقتك معهما؟
- علاقتي معهما تتعدى الصداقة لتصل إلى الأخوة؛ فعمرو اعتبره أخي الصغير وتامر ابني على الرغم من أن ليس هناك أعمال بيني وعمرو، إلا أننا نتصل ببعض، حتى موقفه مع ممدوح موسى عندما عمل برنامجا على إحدى القنوات وأخرج برامج المفاجأة وتناول في مسيرة عمرو دياب واتصل بي واستشارني فقلت له إنه عمل غير مقبول طالما لم يأخذ موافقتك، وقام عمرو برفع دعوى، وأوقف البرنامج وأنا أشفق وأخاف على عمرو من الفن فهو حياته وشغله وكل شيء في حياته.
أما تامر فدعاني قبل فترة لافتتاح فيلمه الأخير «أهواك»، وأنا على المستوى الشخصي أحب تامر، لأنه أصيل مثلاً أنا عندما دخلت القاعة، وهناك عدد من الحضور هناك مثلاً عزت أبو عوف ومحمود حميدة وغادة عادل، ومي عز الدين، وهو يستقبل الحضور وحتى لا أثقل عليه عندما سلم علي دخلت للجلوس في مكاني، وأثناء العرض وجدت من يناديني أين محسن جابر، فدعاني للجلوس قربه وكان هناك مصطفى قمر، ومنتجه السابق نصر محروس هذه اللفتة لا يمكن أن تمر مرور الكرام، نحن لا نعمل مع بعض لكن مع ضيوف أكثر من ألف شخص يكون مشغولاً بجلوسي في مكان مناسب أم لا، أصر وتوقف عرض الفيلم حتى جئت لأجلس معه.
* هذا يدل على أنك مهم في مسيرة الأغنية من ناحية كما يدل على الوفاء، هناك بعض التعاقدات مع فنانين انخفضت شعبيتهم نوعًا ما مثل هشام عباس وإيهاب توفيق ونوال الزغبي ما هي الأسباب في ذلك؟
- النجم مثل الزرع لا بدّ أن تسقيه، كالطفل لا بدّ أن يرضع إذا أحس أنه اكتفى مشكلة، لا بدّ أن يوجد في الساحة الفنية والإعلامية ولا بدّ من إنتاج جديد، هؤلاء لم ينطفئوا كان عليهم عمل شيء، يقول أنا موجود، قامت الثورة مثلاً فجلس كل في بيته وهذا خطر، ولما يرجع هشام عباس وإيهاب يغنون بنفس التوهج، عملت أغنية لهشام عباس على بال ما يطلع الألبوم حققت نجاحًا خرافيًا، لم تعد هناك كاسيت سواء الأغنية كويسة أم لا الكاسيت أصبح عليه الطلب صفر، يمكن أن نطبع أسطوانات ولا أستطيع أن أقول لك إنها حققت المطلوب، الأسطوانات تؤخذ هدية للاقتناء، الناس تعمل على MP3 التوزيع الرقمي التطور الرقمي ما لم يتابعه سيخرج من المجال وعندما فزنا بجائرة اليوتيوب Golden Bottom الزرار الذهبي لأن موقعنا أول موقع يحصل على الجائزة، لأن حجم المشتركين على الموقع تعدى مليون، واليوزر الذي يدخله الناس تعدى مليار ونص، نحاول نوجد مكان مثل الشركات العالمية نحقق منه أهدافنا ولا يمكن أن أقول إننا نحقق عائدا من المشاهدة ولكن لأن دخول الموقع عالي فإننا نحقق دخلا من الإعلانات وهذا تحول مهم في هذه الصناعة.
* النجوم الشباب ما هو حظهم في شركتك؟
- لدينا رامي صبري، تامر عاشور، لؤي وغيرهم زيزي والكبيرة آمال ماهر، الشركة تعمل عادة على النجوم والجيل الصاعد رامي صبري أتوقع أن يكون أحد رموز الغناء.
* قلت في لقاء سابق إن الفنان يدخل مع المنتج إلى الصناعة شريكًا، فلم تعد هناك عقود مبالغ فيها؟
- هو شريك معنا في النجاح، لا نستطيع أن نقول هو شريك في الإنتاج، الشركة هي التي تصرف على الإنتاج بشكل كامل، أجر المطرب هو الذي تغير، لكن التكاليف الأخرى من أجور وإستديوهات وغيرها فالشركة هي التي تقوم بها، أما بالنسبة للمطرب فالأمر مختلف من مطرب لآخر، هناك من نوفر أجوره لحملته الإعلانية لأنه يحتاجها أكثر.
* قلت مرة إن من الأشياء التي ساهمت في وضع عمرو دياب التعامل مع الإعلام وصعوبة الوصول إليه، هل تعتقد أن هذه منطبقة عليه هو فقط؟
- ما زال كذلك فهو مقل لكنه ليس بعيدًا، هناك من يوصله، لا يقفل على نفسه الباب، فهو يقرأ ويتابع كل ما يكتب عنه وعن منافسيه، أما الردود فهذه ناحية، أما كيف يرد عن طريقه هو أم عن طريق آخرين، ووضع الإعلامي هل هو حقيقي مؤثر، عمرو يعرف كيف يظهر ومتى وكيف.
* كيف ترى خطوات تامر حسني الذي يوجد بشكل كثيف، سينما، تلفزيون، وقريبًا برنامج وغيره، هل هذا حرق لنجوميته؟
- لا ليس حرق لها فكل فنان له طريقته، تامر صغير السن يريد أن يكون له سيرة نجم له أربعين سنة في المجال وهو يريد أن يختصر الأربعين سنة باستمراره في العمل والفترة الأولى فترة الانتشار وهو معذور لكن لا بدّ من أن يجيء وقت يأخذ فيه وقفة وهو من سيختار هذه الفترة، وأنها لا أشك في ذكاء تامر، وهو ما زال في نهاية فترة الانتشار.
* تواجد نجوم مثل كاظم ونانسي بمكانتهم في تحكيم البرامج هل هو خوف من أفول نجوميتهم، أم ضغط الظروف الأخرى التي ساهمت في تقليل حفلاتهم؟
- هذا استغلال نجوميتهم من القنوات ونجحت في ذلك، أما تقييمهم هم فإن التحكيم سيرفع أو يخفض أسهمك، أنت تتعامل مع الجمهور مباشرة وفي لحظة، وهي ليست غناء حتى يغفر لك الجمهور فتجاوز أخطاء الفنانين أنهم عندما يغنون يمحون الانتقاد، أما عندما تجلس في هذا الموقع وتتعامل معه باحترافية، حسن الشافعي مثلاً وصل الناس بسبب وجوده في البرنامج وذكائه، راغب علامة يحاول أن يحافظ، لا تحسب أخطاءه أنت تحب تشوفه، لديه كاريزما وجاذبية مع الجمهور صنعها بنفسه فمن لا يملك هذه المواصفات سيتضرر دون ذكر أسماء.
* هل تصنع هذه البرامج نجوماً؟
- الحقيقة هي لا تصنع نجوماً، هي ربحت كبرامج أما المواهب فالجزء الثاني من حوار محسن جابر: فنان واستمراريته خاصة في هذه الظروف القنوات لو تابعت النجوم لخسرت، الحاجة الثانية من يحس نفسه موهبة لا يذهب للبرامج، ربما البرنامج الوحيد الذي لا يمكن أن نقول عنه هذا هو برنامج سيمون أسمر إستديو الفن حقق أرباحاً وأخرج نجوماً، وائل كفوري، نوال الزغبي، راغب علامة، وغيرهم، لماذا؟.. لأن من يديره أصلاً منتج في الأساس، أضف عليه الإخراج فهو ينظر إلى الغناء من عدة نواحٍ وهو سلمهم لمنتجين أكملوا المسيرة، لكن الآن من يستطيع أن يقف مع فنان في الإنتاج.
* كيف ترى موضع روتانا والحرب التي دارت رحاها خاصة أنها المنافس الرئيس لك؟
- كنت أخشى من سطوة رأس المال، المال يفسد والسخاء مع الفنان كذلك، كنت أتمنى التوافق مع روتانا وليس المنافسة لتكون النتيجة في صالحنا جميعًا، المنافسة والصراع لا تصب في صالح المستمع، والمنافسة فتحت الباب للإنترنت كطرف ثالث دمرني ودمرهم ودمر الصناعة، إذا قلت لي إنهم يربحون لا أعتقد، يدفعون للفنان ويستمر معهم، نحن معًا نمثل أكثر من 90 % من الإنتاج في المنطقة إذا عملنا مع بعض لوضعنا ضوابط في كامل المنطقة. ولما سمع المستمع أغاني هابطة.
* قمتم بتحركات على مستويات عالية لحفظ الحقوق إلى أين وصلت مساعيكم؟
- استصدرنا قرارا وزاريا ولم يطبق بعد قيام الثورة وذهاب فاروق حسني الذي أكن له كل تقدير، وحاولت تفعيل هذا القرار لكن لم يصمد أي وزير حتى الآن أكثر من ثلاثة أشهر، لدرجة أني كنت ذاهبًا لوزير التخطيط ليحث وزير الثقافة، قلت له كل ما أمشي لوزير الثقافة لا أجد الوزير، ولم أحضر الأوراق لأنه تغير في الوزارة أكثر من 17 وزيرا، لما أحدد الموعد لا أستطيع الذهاب، آخرهم جابر عصفور ذهبت الثلاثاء، الخميس أقيل، عبدالواحد نبوي قلت انتظر قليلاً ليستمر لم يكمل الشهرين، الوزير الجديد عمره في الوزارة أسبوعان لن أذهب إليه لأنه سيذهب خلال أشهر عقب اختيار البرلمان.
* العلاقة بين عالم الفن وروتانا بعد هدوء العواصف كيف تراها؟
- لا يوجد أخذ وعطاء بيننا، لكن ليست هناك مصالحة ولا علاقات كان يمكن استثمار العلاقات لصالح الطرفين.
* ماذا لو فتحوا معك صفحة بيضاء؟
- ليس لدي صفحة سوداء، وما مضى مضى، المشكلات كانت موجودة لكن كان هناك سوق وعمل الآن ليست هناك مشكلات ولا عمل، كلنا يتفرج، لو فتحت صفحة ستثري الصناعة.
* هم لديهم رأس المال وأنت تملك القدرة وأكثر خبرة؟
- أنا لا أحتاج المال، ولم أنظر لروتانا، عندما أعطي الفنان مبلغا ليصرف منه كما يشاء فإنه يضع في الألبوم ربع ويستهلك الثلاثة أرباع ولا يجود العمل، نحن نصرف على العمل، عمري ما قلت احتاج دعما ماديا عندما أقول توافق المصالح هي كثيرة، التنافس جعل الأطراف الأخرى تستغلنا فكل يهدد بأنه سيذهب للآخر.
* الحفلات أنت مقل فيها مع مطربي شركاتك لماذا؟
- هي المصدر الرئيس لدخل الفنان وليست الشركة حتى لو أخذت نسبة فالتعويض ما صرفته على الأغنية، وإذا كان هو لا يأخذ من دخل الشريط فلا بدّ من أن يأخذ من دخل الحفلة، انهيار الحفلات أثر على دخول المطربين، وأصبحوا يعتمدون على المهرجانات، جرش، هلا فبراير، قرطاج، الموازين، أما الحفلات العادية فقلت بشكل مؤثر.
* هل سترجع صناعة الفن؟
- الفن لا يموت لكن يمر بمرحلة بالغة السوء جعلت البعض يتراجع ودخلت فئة بضاعتها رخيصة، ظهرت أغاني غريبة، دون ضوابط، الهابط كان موجوداً في السابق لكن حتى في المستوى هناك فارق، فلما تسمع ليلى نظمي العتبة قزاز، بالرغم من أنه لا يسمى إسفاف، وحتى إذا اعتبرناه هابطاً فهو موجود إلى جوار أم كلثوم وعبدالحليم حافظ.. الجيد طاغٍ على الرديء، وأنا لا اعتبرها سيئة، أما الآن فإن السيء كثير.
* مَن الفنان الخليجي الذي ترى أنه لا يزال محافظًا على مكانته؟
- كثير، أول أستاذنا الكبير العظيم محمد عبده، لا يقارن فهو عبدالحليم الخليج، طلال مداح -الله يرحمه- وهناك عبدالمجيد عبدالله، راشد الماجد، رابح صقر، لا أريد أن أنسى، حسين الجسمي، فهو جيل ما بعد هؤلاء، الكويتي نبيل شعيل، في الجديد أنا غير متابع لأن السابقين جيلي في الإنتاج، حسين الجسمي زعيم الأغنية، في مصر، السعودية، لبنان، كل مكان أحبوه ولديه حسن عاطفي ووطني، والحس ذكاء من الفنان، شارك في الانتخابات بأغنية لمصر (بشرى خير) من أنجح أغاني فترة الثورة أشهد بذكائه وإحساسه.
* بالنسبة للفنانات نانسي وهيفاء وغيرهما ماذا تقول عن فنهن؟
- نانسي ستظل موجودة، لديها قاعدة، هيفاء بدأت الاتجاه للتمثيل وهذا ذكاء، وساعدها التواصل الاجتماعي صورة حلوة على الإنترنت مثلاً لها تأثير، من سيثبت ومن سيذهب لا تستطيع أن تحكمه لأن الوسائل اختلفت حتى في بناء إحصائيات.
* أنت مخضرم، من تعتقد يمكن أن يواصل مسيرتك؟
- أنا «طلعت» مع عمالقة مجدي العمروسي في صوت الفن، ويوسف أسكندر، روبي الخياط في لبنان، المنافسة تزيد التجويد، الآن تعدهم احترم نصر محروس زميل وابن، الخبرة الآن صعب أخدها، تعلمنا من الإستديو، السوق، الجمهور، الأصوات، تعلمنا مع فايزة أحمد، محمد عبدالوهاب، مجدي العمروسي، كنت آخذ منهم خبرة، سيد مكاوي، بليغ حمدي، كنت صغيرًا لكن كنت بينهم، حتى في صالوناتهم تجد أنيس منصور وكبار الصحافيين تأخذ علاقة أعلى من مستواك، لما ترسل خبراً ترسله لرئيس التحرير نفسه، أخذت فرصتي، أتعشم أن أبني محمد مع المهندس هشام الجزار، لديه حب ومعرفة في معطيات الجيل الجديد، خبرتنا في العلاقات والإنتاج وخبرتهم في التكنولوجيا، أثق في نصر محروس وابني محمد جابر.