سلطان المهوس
أن يَتمَّ إيقاف السويسري جوزيف بلاتر رئيس فيفا ثم يلحقه الفرنسي بلاتيني رئيس الاتحاد الأوربي (يويفا) وقبلهما ويب ووارنر رئيس اتحاد أمريكا الشمالية (كونكاكاف) وفيغيريدو رئيس اتحاد أمريكا الجنوبية فالأمر خطير جداً جداً!!.
الأخطر أن جميع قرارات الإيقافات انطلقت من خلال قضايا سابقة تمتد بعضها لسنوات طويلة بمعنى أن شرارة الأحداث تضخمت لتصل للجذور، حيث إن الفساد كان يخفيها ولولا لعبة الانتخابات وتضارب المصالح في أوروبا تحديدا لما اكتشفنا الواقع القبيح والفاسد بفيفا!!.
الكل سينتظر قيادة نظيفة لفيفا وغيرها من الاتحادات الفاسدة لكن السؤال الأهم: كيف تحمي أي مؤسسة كروية من الفساد؟؟
هنا لا بُدَّ أن نزجي الشكر لأعضاء لجنة الأخلاق بفيفا والتي أطاحت برئيس فيفا ونائبه الأوربي بلاتيني، إِذْ إن وجود لجنة بمواصفات وقوة لجنة الأخلاق بفيفا كفيل بأن يضعف وجود الفساد الأمر الذي يجعلني أطالب بأن تشعر الجمعية العمومية باتحاد الكرة السعودي بأهمية التصويت على وجود لجنة أخلاق قانونية تراقب عمل رئيس الاتحاد والأعضاء بشفافية تامة ولديها صلاحية إيقاف من تراه مستحقا لذلك!!.
غالبا ما يكون الفساد بالإدارات الوسطى لأي مؤسسة ومعضلة الفيفا أن إدارة وسطى داخلها حيث الدكتاتور بلاتر كان كل الإدارات تقريبا!!.
مهم أن نجعل من اتحادنا أنموذجاً للنظافة المالية والإدارية وقديما قالوا: من لا يسرق لا يخاف..!!.
سقطت سمعة كرة القدم عالميا وثبت أنها تدار من قبل عصابات والكل يترقب أسماء المرشحين الجدد للفيفا ولا سيما أن الأسماء المطروحة حالياً لا يمكن أن تقود أخطر مرحلة للفيفا كالأمير علي بن الحسين صاحب التجربة الآسيوية البسيطة الذي لم يصل بعد للخبرة التي تمكنه من قيادة أكبر منظمة كروية، والأوروبيون اليوم مهتمون بترشيح الشيخ سلمان الخليفة وشخصيا أرى أن عليه أن يفكر مليون مرة قبل أن يعطي قراره ولاسيما أن تجربته القيادية آسيويا لم تكتمل بعد رغم إيماني التام بانه شخصية تجد الاحترام بكل أماكن العالم.
تورطت كرة القدم وعلينا التعلم من هذا الدرس لنقيم أساساً متينا لكبح الفساد المالي والإداري فالحال لن يكون كما هو عليه بعد سنوات!!.
قبل الطبع:
الرياح القوية فقط قادرة على إغراق السفينة.