بندر عبد الله السنيدي ">
كتبت مقالات عدة عن موضوع الخادمات والسائقين. الخادمة والسائق الخاص الذي اصبح ضرورة ملحة لكل رب اسرة وربة اسرة يعملان. اصبح من الضروريات المهمة لمواجهة اعباء الحياة وما يعتريها من تحديات قد تنهك كاهل الاب والام. فربة الاسرة تقف الخادمة معها في تخفيف الضغوط التي تواجهها داخل المنزل، والسائق الخاص يكون دورة في امور الحياة خارج المنزل. فالام مع عملها خارج المنزل تحتاج ولاشك من يقف معها في تنظيف المنزل، والاب يحتاج السائق الخاص لتخفيف الضغوط عليه في مشاوير الاسرة، سواء الاطفال وايصالهم للمدارس أو الزوجة للعمل.
كنت كتبت عن مشاكل الاستقدام وما يعتريها من مكاتب الاستقدام خارج الوطن واستغلال العمالة مهما كان جنسيتها لحاجتنا الماسة. مقال بعنوان السمسرة هي السبب تطرقت فيه إلى ما يحصل من سمسرة المكاتب في الخارج لايجاد خادمة تعمل في السعودية وصل بسببها تكاليف الاستقدام في بعض الاحيان عشرين الف ريال.
ادرك مواطنو تلك الدول التي نستقدم منها حاجتنا الماسة فاصبح الموضوع نوعا من المغالاة في الاسعار، طبعاً كل ما ذكرته اعلاه تحدثت عنه من خلال تجارب وقفت عليها بنفسي عند سفري لسيرلانكا والفلبين واندونيسيا في اوقات سابقة والتحري خلف الموضوع.
اما اليوم فساتحدث عن مكاتب الاستقدام في الداخل للاسف وايضاً عن تجربة شخصية تتمثل بالتالي: قد يكون لاحدنا تعامل مع احد المكاتب منذ فترة ليست بالقصيرة من خلال الاستقدام ومبدأ الثقة هو السائد بين العميل ومكتب الاستقدام. لكنه وفي الفترة الاخير يبدو لي انعدمت الثقة والسبب هي المكاتب أي مكاتب الاستقدام. فما حصل لي شخصياً وجب علي أن أحذر منه الجميع مهما كان مبدأ الثقة بينك كمواطن ومكتب استقدام.
توجهت لأحد مكاتب الاستقدام ودفعت المطلوب من تكاليف الاستقدام واستلمت العقد المبرم بيني وبين المكتب. وكان الوعد من ذلك المكتب ان تكون فترة الاستقدام ما بين شهرين إلى خمسة اشهر. وافقت على ذلك الشرط واستسلمت للامر الواقع، ولو ان المدة التي تلقيتها من موظف المكتب لم ترق لي لطولها، ولكن الحاجة اجبرتني.
بعد مرور ثلاثة أشهر توجهت لمكتب الاستقدام لاستفسر عن آخر ما وصل إليه عن موضوع استقدامي للخادمة، لأتفاجأ بما لم يكن في الحسبان، بقوله إن المدة التي في العقد هي ما بين خمسة أشهر وثمانية أشهر. خلاف ما تفوَّه لي به موظف المكتب وأبلغني إياه شفوياً للأسف. لتسقط كل مبادئ الثقة وقبله العلاقة بيني وبين ذلك الموظف الذي اكن له كل احترام وتقدير.
عند مواجهة الموظف بالحقيقة ولماذا أبلغتني أن الموضوع سيكون ما بين ثلاثة إلى خمسة أشهر انكر اتهامي له وحملني خطأ عدم الفهم، وان ذلك غير صحيح.
في أكثر من مجلس تطرقت إلى هذه النقطة مع الأصدقاء والأقارب والزملاء في العمل لأجد اننا ضحية كمجتمع سعودي لكذبة شفوية. نعم كذبة ضحيتها نحن من يحمل مبدأ الثقة وعدم الكذب. من هذا المنطلق لا يسعني هنا إلا أن أوجه رسالة لكل من يفكر في الاستقدام من أحد مكاتب الاستقدام في أي مدينة كانت: تفحص العقد المبرم بينك وبين مكتب الاستقدام جيداً ولا تترك شاردة ولا واردة في العقد إلا أنت قرأتها وتمعنت فيها جيداً لكي لا تكون ضحية طيبة وثقة لن تكون في محلها في كثير من الأحيان.