ما بين وجهِها والقمر ">
(أمانْ..
أمانْ..
أماااانْ ......)
جالسٌ قُربَ الحبيبةِ،
بائعٌ قلبي إلى وهجِ النجيماتِ التي تغتابني جهراً وتنثرُ ما لديها من الغناءِ بظلِّنا
ثم تحتدُّ بوجهي لأني قد عشقتُ من يضاهيها سمواً لا جمالاً
فالجمالُ هنا كتميمةٍ علَّقتُها للشمسِ حِرزاً واكتفيتُ بأن تجئَ بكلِّ صُبحٍ كي تزيد ضياءَها من وجهِها إذ ما تشاءْ،
وأنا أقرفصُ في السحابِ ملوِّحاً للعمرِ أغمزُ جانبَ الأيامِ تضحكُ والنهارُ يعِبُّ من أشواقها،
فأحتويهِ وفاتحاً عيْنِي على شبَقِ الشعاعِ بفكرتي لأشارك النيلَ المشاويرَ التي لم تسترحْ من حكاياتِ الأصيلِ،
فأستلُ ذاكرتي كنورِ العشقِ منها، من ثنياتِ المحطاتِ الشحيحةِ بالعناقِ ليستوي مني الشهيقُ بأفقها،
أيخونُ كفِّي رعشةَ الهَدْبِ الموازي للنشيجِ وللوله،
دامعاً، رافعاً قلبي على عرشِ الضياءِ تكبُّراً ألأنها تدري بأنَّ مسافةَ التلويحِ أقصرُ من تعاطيها الحنينَ وأنبلُ من تبسُّمِهِ الوريد،
وأطولُ من تناولنا الحروفَ على حدائقِ صبوةٍ لا تنتشي إلا إذا ابتسمتْ لها الأطيارُ واقتنعتْ تبادلها الحديثَ وعقد حلو الحاجبين على سفورِ البوحِ والعشبِ البريءِ،
مهلاً فها جاءتْ تواعدني المسرةُ في حضوركِ فرحتينِ،
وقد تورَّدَ خاطرُ الأضواءِ منشرِحاً على كوْنٍ رحيب،
أنا لا أنتمي إلا إلى ذاتِ المواعيدِ التي تصطَفُّ فيها الذكرياتُ على الطريقْ،
لتزيحَ عن شغفي ندائي، فيشبُّ في صمتي الحريقْ،
وأستعيضُ عن الضياءِ بوجهِكِ،
يا وجهَها المملوءَ بِشْراً
كن لي سماءً
ولا تخشى انهماري إذا ما جالستُها هذي القمر.
محمد حسن الشيخ - الرياض 2014