فاطمة العتيبي
سهولة الحصول على خيارات متعددة من الفنادق لا تبعد كثيرا عن مقر سكنك أمر ممتع، هذا ما نفتقده في مدينة عظيمة كالرياض التي تجد فنادقها مشغولة بالكامل خلال أيام الأسبوع لكثرة استضافة المؤتمرات وكثرة مراجعي المستشفيات والوزارات، ولقلة عدد الفنادق العالمية أيضا نسبة إلى أهمية مدينة الرياض كعاصمة مهمة في الشرق الأوسط!
أعود ليومنا الغريب الخميس October ,1 , 2015 عند حلول الثامنة والنصف تشاورنا هل نعود لشقتنا أم نكمل ليلتنا هنا؟ واستقرينا على فكرة البقاء تحسبا لأن تكون الشقة تتطلب تنظيفا وتهوية بعد عملية الصيانة لها.
لكن ما هي إلا دقائق وثمة أصوات وتحركات سريعة في الطابق العلوي نظر بعضنا لبعض.. ماذا يمكن أن يكون هناك؟
... تحدث أحدنا مع الاستقبال وأجابوا انتظروا سنستطلع الأمر ونفيدكم؟
فعلا دقيقة واحدة وكانت كل إضاءات الخطر قد أشعلت وأجراس الأنذار قد دقت.
كانت الإذاعة الداخلية للفندق توجه بالهدوء وحمل المهم والخفيف من الأمتعة والتوجه إلى الدرج و الإخلاء السريع!
ركزنا على جوازاتنا ولابتوباتنا والنزول بأسرع وقت، في ظرف دقيقة ونص بدأنا النزول من الدرج من الطابق الثامن، كان أمامنا مسن يتوكأ على عصا كان الآخرون ينتظرونه ولايتجاوزنه وقررنا أيضا ألانتجاوزه، كنا هادئين وقلوبنا تدعو اللهم سلم، اللهم سلم، الإذاعة الداخلية ترافقنا وتعيد علينا، حافظوا على هدوئكم وأسرعوا في الخروج.
حكمة الله في خلقه سبحانه أنه يمنحهم القوة والنشاط كي ينقذوا أنفسهم وكلما هدأوا فإن الإدرينالين يضخ أكثر، ويزودهم بالطاقة التي تمكنهم من مواجهة الخطر، فعلا لابد أن تفهم الحياة كي تستحقها!
حين هبطنا الأرض كانت سيارات الشرطة و المطافي حول المبنى، حمدنا الله على السلامة وابتعدنا إلى آخر نقطة في الحديقة. كل هذه الإجراءات استغرقت ثلاث دقائق ونصف !
الأرواح لها ثمن باهظ وكلفة، وكل شئ مسخر ومهيأ لأسوأ الاحتمالات، المال مسخر لكي يبقى الناس سعداء متعافين في حياتهم، تجاوب الناس وردات فعلهم مرتبطة بالتنظيمات التي نشأوا عليها، الهدوء هو الكرت الأخضر الذي يلزم أن تحتفظ فيه دائما وأبدا.