سعد بن عبدالقادر القويعي
يبدو أن دولة البحرين قد نفد صبرها تجاه إيران، فعلى خلفية إعلان البحرين طرد السفير الإيراني، وقرارها بسحب سفيرها من إيران، واعتبار محمد رضا بابائي القائم بأعمال سفارة إيران لديها شخصا غير مرغوب فيه، وإمهاله 72 ساعة لمغادرة المملكة، تكون قد اتخذت موقفا، وإجراءات عملية عقابية لإيران، دون المساومة معها. وهو مكسب كبير يضاف إلى نجاحات السياسة الخليجية، - خصوصا - عندما كان حازما، في مواجهة المحاولات الايرانية الخبيثة؛ لشق الصف الخليجي على نحو ما صدر من بيان رسمي.
بالتوازي مع المخططات، والتحركات المشبوهة، فإن مواجهة المؤامرات الإيرانية ستؤسس لمرحلةٍ تختلف عن المراحل السابقة، من حيث وسائل التحرك، وآليات التنفيذ، والأهداف المرسومة، وذلك في ظل المتغيّرات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة؛ ولأن دولة البحرين لم تتهاون مع الخطر الإيراني، ولم تقلل من شأنه، كما أنها لم تتصور أنه من الممكن الثقة مجددا في النظام الإيراني، وفي نواياه تجاه دول المنطقة، فقد بررت وزارة خارجية البحرين إغلاق السفارة الإيرانية بجملة من التجاوزات المسيئة، منها: استمرار التدخل الإيراني في شؤون البحرين دون رادع قانوني، أوحد أخلاقي، ومحاولاتها الآثمة، وممارساتها؛ من أجل خلق فتنة طائفية، وفرض سطوتها، وسيطرتها، وهيمنتها على المنطقة - بأسرها -.
بعد ما فاض الكيل، وانقطع التسامح، والود، وما دام الأمر قد وصل إلى هذه المرحلة الحرجة من التدخلات الإيرانية السافرة، بالرغم من فشل مخططهم في البحرين، إلا أنهم لم يتخلوا عن مخططاتهم العدوانية، ولا عن أطماعهم، وإستراتيجيتهم في المنطقة. مع أن التوسع الإيراني في تطبيق السياسة الطائفية القبيحة، كانت تجري تحت سمع الأمم المتحدة، والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وبصرها.
تتمتع مملكة البحرين بمكانة في العالم العربي، باعتبارها البوابة الشرقية للعالم العربي؛ ولأن المطامع الإيرانية في البحرين قديمة، ومتجددة، فإن جمهورية ملالي طهران لا يزالون ينتظرون الفرصة السانحة؛ للإفصاح عن أنفسهم في ظل خطة تسمى « الخطة الخمسينية الإيرانية «، والتي تقوم على عدة نقاط، منها: ضرورة تصدير الثورة الإيرانية، والسعي لامتلاك القوة، والسلاح، والسيطرة على الأراضي، والإنجاب السياسي، أو التفريخ السكاني. وقد وجدت ذلك فرصة سانحة لها بعد توقيع الاتفاق النووي مع مجموعة الستة + واحد، والذي ربما يمنحها خيارات أفضل من الحصار، الذي كانت تعيشه - سابقا -، ويجعلها في وفرة مالية، وتغطية سياسية لأفعالها.
إيران تريد أن يشهد الجميع - أيضا - أنها لن تتراجع عن دعم كل من يقوم بأعمال تخريبية في دول المنطقة، بل تريد أبعد من ذلك، حين تضع الجميع أمام الأمر الواقع، وهو ما عناه - وزير خارجيتهم - ظريف، بقوله: «إن إيران لن تغير سياستها». الأمر الذي سيجعلنا نطالب بوحدة الصف الخليجي، والتحرك الجماعي، - ولاسيما - وأن الدعم الخليجي مع مملكة البحرين، ووقوفه إلى جانبها سيمثل ركنا أساسا ضد هذه المخططات الصفوية، والمؤامرات الفارسية التي تستهدف أمن البحرين، واستقلالها، وسلامة أراضيها.