سعد بن عبدالقادر القويعي
تتوجه الأنظار - هذه الأيام - إلى زيارة - نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة - خالد بحاح، إلى منطقة باب المندب الإستراتيجية - للمرة الأولى -، بعد أن تمكن الجيش اليمني مدعوماً بقوات التحالف العربي من استعادة السيطرة على المنطقة، كونها لا تقل أهمية عن انسياب الحركة في الممر الدولي،
والتي تهم بلادنا، ودول حوض البحر الأحمر أكثر من أية أطراف إقليمية أخرى، أو قوى دولية رئيسة.
قد يبدو للقارئ، أن تناولنا لقضية باب المندب تعتبر قضية جزئية من قضايا أمننا القومي، إلا أن واقع الأمر يشير إلى أن السيطرة على هذه المنطقة الإستراتيجية بعد طرد المتمردين منها، يعتبر تقدماً كبيراً للقوات الشرعية، إذ تطل المنطقة على مضيق باب المندب؛ الذي يصل بين البحر الأحمر، وخليج عدن، وبحر العرب، ويفصل بين قارة آسيا، وأفريقيا، - وتحديداً - بين اليمن، وجيبوتي. وتذهب التقديرات إلى أن ما بين 5 إلى 6 % من إنتاج النفط العالمي، أي نحو: 4 ملايين طن، تمر يومياً عبر المضيق باتجاه قناة السويس، ومنها إلى بقية أنحاء العالم، ويمر عبر المضيق سنوياً ما يزيد على 21 ألف سفينة محملة بشتى أنواع البضائع. وبحسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في عام 2013، فقد بلغت كمية النفط التي عبرت يومياً مضيق باب المندب قرابة 3.8 ملايين برميل من النفط، أي ما يساوي : 6 % من تجارة النفط العالمية؛ ليتحول إلى واحد من أهم ممرات النقل، والمعابر على الطريق البحرية بين بلدان أوروبية، والبحر المتوسط، وعالم المحيط الهندي، وشرقي إفريقيا.
اعتقد الحوثيون أن باب المندب بعد السيطرة عليه، سيمكنهم من تشكيل السياسات التجارية، والعسكريـــة في الإقليم، وما وراءه. وسيمكنهم - أيضاً - من السيطرة على حركة التجارة العالمية؛ بما ينعكس سلباً على حركة الملاحة، الأمر الذي يعتبر مساسا بالأمن القومي لدول المنطقة، وسيرفع حجم المخاطر التي تحيط بالدول العربية. وإدراكا لمعطيات الجغرافيا السياسية؛ وبسبب حساسية الممر المائي، فإن معركة تحرير باب المندب لم تستغرق سوى ساعات قليلة؛ من أجل ألا يجد المتمردون فرصة لتعطيل الممر.
بقي أن يقال: إن اتفاقية الدفاع العربي المشترك هي الحل لإعادة الاستقرار في المنطقة، وخطوة نحو تحقيق تضامن عربي كبير؛ هدفه حفظ الأمن القومي، والمصالح الاقتصادية؛ ولتكون تلك الاتفاقية اليد الضاربة للقرارات السياسية، ولتحقيق التوازنات، وعلى رأس أولوياتها: حماية الأمن القومي العربي، ومواجهة تسونامي الإرهاب المتنامي، وتحقيقاً لاستجابة رغبة الشعوب في ضم الصفوف؛ لتحقيق الدفاع المشترك عن الكيانات، وصيانة الأمن، والسلام.