د. أحمد الفراج
بعد أن أبلغنا الرئيس باراك أوباما بأن الحرب على تنظيم داعش تحتاج لعشرات السنين، وبعد أن أكد ذلك مراراً، وثنى على تحذيره رئيس وزراء بريطانيا، ورئيس فرنسا، تبين لنا لاحقا أن كل هذه القوات الغربية العظيمة لم تستطع مجابهة هذا التنظيم الخطر، بل ولم تؤثر فيه قيد أنملة، وكيف لها أن تستطيع مواجهة تنظيم خطر جدا، يملك أسلحة لم يكشف عنها حتى الآن، ولم يفصح عنها خليفة التنظيم، أبو بكر البغدادي في خطبته الشهيرة، والتي ألقاها غير مكترث بمراقبة الأقمار الصناعية الغربية له، وإمكانية قصفها له، وكيف للبغدادي أن يكترث بالغرب، وهو يملك أجهزة متقدمة، تحجب الرؤية عن أقمارهم الصناعية، ومن رأى البغدادي، وهو يجلس في خيمته الخاصة، محاطا بخاصته، وبعض الجواري من سبايا حروبه، يدرك أن الغرب لن يستطيع مواجهته، خصوصا في ظل تزويد «سواطير» داعش برؤوس، يقول الأمريكان إنها رؤوس نووية، بينما يصر البريطانيون على أن فيها كاميرات حرارية تصور من على بعد آلاف الأميال!!.
وبعد أن أدرك الغرب أنه لا قبل لهم بتنظيم داعش، غامر القيصر الروسي بوتين، وهاهو يحاول مساعدة الغرب في حرب هذا التنظيم، مستفيدا من تجربة حليفه الإيراني، وعندها شعرت الصين بأن التاريخ لن يسامحها إن لم تشارك في المجهود الحربي، فماذا سيقول المؤرخون عن الصين، في حال تمكن داعش من القضاء على جيوش الغرب والشرق، وسيطر على الكرة الأرضية، ولعل حكام الصين قرروا المشاركة في حرب داعش، رغم علمهم بالقوة الأسطورية للبغدادي وجيوشه، على أمل أن يتأخر نصر داعش على قوات العالم أجمع، وإلا فإن هزيمة هذا التنظيم قد تكون بعيدة المنال، وأتمنى أن يصدر فيلما وثائقيا عن هذا التنظيم الخطير، الذي يشعر الجميع أمامه بالضعف والهوان، مع يقيني أن هذا لن يحدث، لأن القوى العظمى، مثل داعش، لا تفشي أسرارها بسهولة، خصوصا ما يتعلق بفنون السبي، وقطع الرؤوس، والأطراف!!.
هذه الأيام، تذكرني تصريحات القوى العظمى بخصوص مواجهة داعش، بالممثل عادل إمام في مسرحية مدرسة المشاغبين، إذ يصر عادل إمام على أنه أبله، وبسيط، وكل ما يهمه هو إطعام الأرانب، بينما يصر المحقق عمر الحريري على أنه مجرم خطر، وحويط، ويلزم بالتالي الضغط عليه حتى يعترف بذلك!!، ومع ذلك فطالما أن تنظيم داعش على هذه الدرجة من الخطورة، وطالما أن أمريكا وحلفاءها، والروس وحلفاءهم غير قادرين على مواجهته، فإن العالم ربما يحتاج إلى مخلوقات فضائية للقيام بهذه المهمة، ولكن كيف السبيل إلى ذلك ؟!، ثم هناك معظلة أخرى، في حال تم التواصل مع العوالم الأخرى، خارج الكرة الأرضية، وتبين أن سكانها، أي من يطلق عليهم المخلوقات الفضائية، قد تحالفوا سرا مع أبي بكر البغدادي؟!، وهو الأمر الذي يعني أن ليلنا مع تنظيم داعش طويل، فاللهم احفظنا من قوة تنظيم داعش الجبارة، والخطيرة، والأسطورية، يا رب العالمين!!.