فيصل خالد الخديدي
يقف بالروح بين اللون والعتمة في برزخ من نور وبـ (رسائل في اتجاهين) رحل باللون في رحلة (السفر إلى النور) حتى تربع على (عرش الضوء).. ناصر التركي فنان شاب طرز اسمه في عالم الفن واللون بمداد من نور فأضاءت أعماله بضياء من لون ونورانية من وهج ساطع..
الفنان ناصر التركي فنان سعودي من مواليد حائل عاش الفن بالرياض وعشقه وأبدع فيه وإن لم يدرسه، ولكنه صقل موهبته بغزارة المنتج والانغماس في روح اللون فاكتسبت يداه حساسية ورشاقة انعكست على ألوانه وتكويناته التي امتازت برشاقة وتمازج وانسيابية بين الألوان على سطوح أعماله، مدعماً ذلك بفكر فلسفي جعل أعماله حوارا ذهنيا ولعبة ممتعة بين العين واللون في حضرة من الضوء والحركة.. قدم أعماله على شكل مشروعات في معارض كل مشروع بمعرض مستقل مختزلاً فلسفته في عنوان المعرض الذي جعله مفتاحاً للمعرض وفلسفته، حيث أقام معرضه الشخصي الأول بعنوان (رسائل في اتجاهين) وكان في الرياض عام 2007م، والمعرض الشخصي الثاني في جدة بعنوان (السفر إلى النور) في العام 2009م، أما المعرض الشخصي الثالث في الرياض (عرش الضوء)2010م.
اللون عند ناصر التركي مبهج وواسع الاستخدام في تعددية المجموعات اللونية ونقي وصافٍ في كنهه وهو قوام أعماله، فالشكل يأتي ضمنياً متحركاً بشفافية موحية بين الجسد الأنثوي وفراشات من نثار لون، وكانت باليتة ألوانه واسعة في مجموعة أعمال معرضه (رسائل في اتجاهين) اختزل كثيراً منها في معرضه الثاني (السفر إلى النور)، ومالت ألوانه لتركيز أكثر والعمل على المتضادات اللونية والضوئية التي تجمع بين الضوء والظل مع تمكن أكثر في ضربات الفرشاة وحضور للشكل بالتجسيد والإيحاء في حركة جريئة ومتناسقة للجسد الأنثوي الذي يتوه بين جرأة الحركة وضربات الفرشاة ويبقى أثره الموحي بروح الشكل ونبضه، أما معرضه الثالث (عرش الضوء) فجاء نتيجة طبيعية لتمكنه من اللون الذي منحه الحق في التربع على عرش الضوء بجرأة الحركة وسرعة ضربات الفرشاة بتمكن وانفعالية تصل للمتلقي بسلاسة تداعب المشاعر قبل العين التي تتسع لتحيط بشفق من ضوء اختزل اللون وامتد في عرض الأفق ليصنع برزخ من نور.
وبين صهيل اللون وعلى صهوة الضوء يشي الفنان ناصر التركي بكل ثقة وتمكن بشيء من فلسفته في علاقته مع أعماله في حالة الخلق التشكيلي التي يعيشها، حيث قال في احد حواراته انه عندما يعمل فإنه يعيش غفوة بين الظلام والنور لرؤية الكون بشكل آخر... فقد رأى الكون بشكل آخر وقدمه لنا مختزلاً على سطوح أعماله، فكانت قصائد من نور وأنغام من لون وإيقاع من حركة إحساس ومشاعر لتجربة تنامت ونمت بشكل متناسق ونضج لا يستطيعه إلا إحساس عاش بين غفوة وصحوة الفنان ناصر التركي.