«قوات الطوارئ».. عين تراقب أمن الحجيج وعين تحرس المستضعفين والأطفال ">
المشاعر المقدسة - علي بلال / تصوير - سليمان الناصر:
«قوات الطوارئ الخاصة» جنود يعملون بين حشود الحجيج دون أن يعرفهم الكثير يقدمون خدمات جليلة في كل المشاعر، يقفون بين آلاف الحجاج يحملون على عواتقهم مسؤوليات جسام أعينهم عين تراقب أمن ضيوف الرحمن والأخرى تحرس المستضعفين والأطفال.
حجاج بيت الله الحرام بعد وقفتهم على صعيد عرفات ووداعهم مشعر «منى» في ثاني وثالث أيام التشريق، وبعد خروجهم من جسر «الجمرات» قدموا التحية «لقوات الطوارئ الخاصة»، وغادروا داعين لهم بالأجر.
«قوات الطوارئ الخاصة» تقوم بحماية المصابين والعجزة والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة بسبب تكدس الحجيج في صعيد عرفات وعند «الجمرات»، لا يكتفون بهذه المهمة بل يحرسون كبار السن وغير القادرين عند جبل عرفات ويسهلون عليهم بإيصالهم إلى حافة «الجمرات»، ثم يعيدونهم إلى أماكن بعيدة عن تكدس الحجيج.
وأن أصعب أيام الحج مشقة هي ساعات الوقوف على صعيد عرفات ورمي «الجمرات» لتدافع مئات الآلاف من الحجيج.
ويعتبر يوم وقفة عرفات ويوم «التعجل» عنق الزجاجة في موسم الحج، حيث يتجه الحجاج للوقوف بصعيد عرفات وتوجههم لرمي «الجمرات» قبل غروب شمس اليوم الثاني من أيام التشريق والخروج من مشعر «منى» متجهين للمسجد الحرام للطواف بالبيت العتيق، ويعد هذا يوم وقفة عرفات ويوم رمي الجمرات من أهم أيام الحج في منظومة الخطط الأمنية، حيث يقف «أفراد قوات الطوارئ الخاصة» يراقبون التدفق البشري للحجاج وهم يصعدون لعرفات وهم نازلةن منه وكذلك تدفقهم نحو جسر «الجمرات»، ويتلقون توجيهات قائدهم في الميدان لتفكيك الكتل البشرية للسيطرة على حجم التدفق على صعيد عرفات ونحو جسر «الجمرات»، ومن ثم التوازن في الأعداد المتجهة نحو المسجد الحرام.
وفي ثاني أيام التشريق من كل عام يبدأ الحجاج مغادرة مشعر «منى» بعد رمي «الجمرات» الذي يعرف بـ «يوم التعجل» ومن ثم يتوجهون إلى مكة المكرمة لطواف الوداع استعدادًا للعودة إلى أوطانهم.
«أفراد قوات الطوارئ الخاصة» يضربون أروع الأمثلة في خدمة الحجيج، يؤدون واجبهم بكل إتقان، يمدون أيديهم الحانية نحو طفل تائه حمله على صدره ويروى عطشه ويقدم له الماء والمرطبات ويداعبه بحنان الأب حتى يسلمه لذويه، أو يشاهد شيخ طاعن أضنته الشمس يمسك بيده ويساعده ويسقيه الماء ويحمله إلى مكان بعيد عن تدافع الحجاج.
شفقة «أفراد قوات الطوارئ الخاصة» مثال حي لتضحياتهم، تارة تجدهم يسعون لتنظيم أفواج الحجيج وتارة لرحمتهم ومساعدتهم، يتنقلون لخدمة الحاج من نسك لآخر، لا يرجون من وراء ذلك إلا أن يكونوا الوجه الجميل لخدمة ضيوف الرحمن، فهم كل عام يتسابقون للالتحاق بقوة الحج قادمين من كل مناطق المملكة، اختلفت مناطقهم واتفقوا على عمل واحد وهو خدمة حجاج بيت الله الحرام، معتبرين أن ما يقومون به هو أعظم وسام يتقلدونه خلال خدمتهم العسكرية، لا يثنيهم لهيب شمس ولا كثافة بشر.