نوال صعفق العتيبي
من مصادفات المناسبات لهذا العام والتي ربما تكون حزينة في ظاهرها وتحمل لنا الخير في باطنها. ما حدث لموسم حج 1436هـ، حيث تزامن مع ذكرى اليوم الوطني (85) مع أحداث جسيمه مؤلمة قدّرها الله حدثت للحجاج من سقوط الرافعة وحادثة التدافع في منى راح ضحيتهما عدد من الحجاج (نحسبهم شهداء - بإذن الله -).
وخوض المملكة حرباً لإعادة الأمل لليمن الشقيق.. ومكافحة لخلايا الإرهاب في الداخل.. كل من هذه الأحداث أظهر لنا الأصوات الحاقدة والمغرضة من الخارج والتي باتت تصطاد في الماء العكر، فبينت لنا العدو من الصديق وأسقطت الأقنعة.
فلقد اعتدنا سنوياً بفضل من الله ومنّه من المواطنين على أنواع معينة من مظاهر الاحتفالات والتعبير عن الفرح ومشاعر حبهم لوطنهم باليوم الوطني في أنحاء مملكتنا الحبيبة، إلا أن تصادف توقيت اليوم الوطني هذا العام مع موسم الحج والأحداث التي حدثت خلاله، حالت دون الاحتفالات التقليدية المعتادة، رغم أن هذه الأحداث لم تمنع مواطنينا من الاحتفال والتعبير عن محبتهم لمليكهم ووطنهم، فقد ظهر لنا احتفال من نوع آخر، احتفال بتعبيرهم عن المشاعر سواء من مواطنينا أو المقيمين بطرق متنوعة، حيث تهافت كل منهم في جميع مناطق المملكة للذود عن حِمى الوطن بتعبيرهم عن مشاعرهم الفياضة في حبهم لوطنهم ومليكهم.. وتأييدهم والدعاء لولاة الأمر والإشادة بمنجزات مملكتنا الحبيبة وبطولات جنودنا في خدمة ضيوف الرحمن وحفظ الأمن، تجلى ذلك في أنواع شتى من وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام بأنواعه.
فما بين (تغريدات وهاشتاقات) في تويتر أطلقها المواطنون للتعبير عن حبهم لوطنهم ومليكهم، ومقاطع تناقلوها وصور نشروها عبر أجهزة الاتصال حملت عبارات شكر وعرفان وتجديد للولاء لحكومتنا ومليكنا، وأننا جميعاً على السمع والطاعة في الرخاء والشدة، وأغانٍ وقصائد وطنية أعدها المخلصون من مواطنين ومقيمين محبين أوفياء لهذا البلد الطاهر المعطاء لهذا الوطن الذي حمل همّ الإسلام والمسلمين في كل بقاع الأرض والدفاع عنهم والوقوف بجانبهم.
فظهر لنا بعد هذه الأحداث نوع آخر من الاحتفال، احتفال وطني تجلى بمشاعر وطنية صادقة شفافة نقية.. تعبير عن المشاعر تدمع له العين ويخفق له القلب لصدقه ونقائه من شعب واعٍ محب يعي مصلحة وطنه، فشكراً شعب المملكة وشكراً للمقيمين الأوفياء على أرضها والمحبين الصادقين خارجها.. فلقد أسكتوا كل الأصوات المغرضة المشككة وكل نوايا حاقدة تترصّد لمملكتنا الحبيبة من الخارج.