نجيب بن عبداللطيف العيسى
يطل علينا اليوم الوطني هذا العام وسط تحديات عظيمة أمامنا جميعًا، وقد أثبتت السنوات الماضية أن قيادتنا الحكيمة تمتلك الشجاعة لحماية الوطن والحفاظ على مكتسباته الكبيرة التي بناها ملوكنا العظام، بدءًا من المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- الذي وحد شتات البلاد في دولة واعدة وحديثة تملك كل مقومات التقدم والازدهار، وشهد يوم السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق التاسع عشر من شهر سبتمبر عام 1932م صدور أمر ملكي أعلن فيه توحيد البلاد وتسميتها باسم (المملكة العربية السعودية) ابتداءً من يوم الخميس 21 جمادى الأولى عام 1351هـ - الموافق 23 سبتمبر 1932م (الأول من الميزان) وتوج هذا الإعلان جهود الملك عبد العزيز الرامية إلى توحيد البلاد وتأسيس دولة راسخة تقوم على تطبيق أحكام القرآن والسنة النبوية الشريفة وبهذا الإعلان تم تأسيس المملكة العربية السعودية التي أصبحت دولة عظيمة في رسالتها وإنجازاتها ومكانتها الإقليمية والدولية، وحدد بعد ذلك الأول من الميزان الموافق للثالث والعشرين من شهر سبتمبر ليصبح اليوم الوطني للمملكة.
لقد أثبتت المرحلة القصيرة الماضية أن المملكة تتمتع بصلابة وقوة القيادة والشعب، وأن قيادة الوطن في أيدٍ أمينة تجنبه المخاطر التي تلاحق الوطن العربي، ونجحت في ذلك، ونحمد الله على هذا الوعي، وهذه الرؤية الراجحة من قيادتنا، والذين يستشرفون المستقبل، ويضعون الخطط والاستراتيجيات القيمة لدفع مسيرة التنمية والرخاء والتعمير من ناحية، وتفادي التقلبات والفوضى التي لحقت بالعديد من الدول العربية من ناحية أخرى.
فمنذ تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- قيادة هذا الوطن، وهو لا يدخر جهدًا لتأمين أرجاء هذا الوطن العظيم وضخ الدماء الشابة والمبشرة في كافة مواقعه القيادية، وبما يمثل ضمانة كبيرة لمزيد من التطور، ولعل قرارات خادم الحرمين الشريفين باختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وليًا للعهد، وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وليًا لولي العهد، يؤكد على البصيرة التي يملكها مليكنا لمواجهة المستقبل وتحدياته الجسام.
وإننا في هذا اليوم نؤكد ولاءنا وثقتنا في قيادتنا وحكومتنا الرشيدة، ويملؤنا الفخر والاعتزاز بمليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على هذه الجهود المباركة، لما لها من بالغ الأثر في تجنيب الوطن الكثير من الأخطار، وهي جهود تجسد الدور الرائد والقيادي المستمر الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية عبر تاريخها المشرق، خاصة في هذا الوضع الإقليمي الحرج والدقيق، فقد قام بتحديد الأسس التي تعتمد عليها الدولة، مؤكدًا للعالم كله أن هذا الوطن قادر على حماية مكتسباته.