أ.د عبدالله بن أحمد الفيفي
(29 - شهادة «العهد القديم»- 2)
وقفنا في المقال السابق على شواهد من «العهد القديم»، فوجدناها ناطقة بالبيئة التي دار فيها تاريخ (بني إسرائيل) - قبل تدمير (نَبُوخَذْناصَّر) (أورشليمَ).. وفي هذا المقال نعرض شواهد أخرى. منها:
يذكر «العهد القديم» عن (سليمان) - مقارِنًا إيّاه بأبيه (داوود) في الاستقامة الدِّينيَّة، متطرِّقًا إلى بعض الإمارات المجاورة في بلاد الشام، التي حاربت اليهود، مثل إمارة (صُوبَة) الآراميَّة، في (سوريَّة)، وإمارة (عمُّون)، في (الأردنّ)، ذاكرًا في أثناء ذلك أسماء أماكن معروفة إلى اليوم: كـ(صيدا)، و(عمَّان)، و(مِصْر)، و(دمشق) -:
«فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلاهَةِ الصِّيدُونِيِّينَ، وَمَلْكُومَ رِجْسِ العَمُّونِيِّينَ... وَأَقَامَ الرَّبُّ خَصْمًا لِسُلَيْمَانَ: هَدَدَ الأَدُومِيَّ ... [ثمَّ إن] هَدَدَ هَرَبَ هُوَ وَرِجَالٌ أَدُومِيُّونَ مِنْ عَبِيدِ أَبِيهِ مَعَهُ لِيَأْتُوا مِصْرَ... وَقَامُوا مِنْ مِدْيَانَ وَأَتَوْا إِلَى فَارَانَ، وَأَخَذُوا مَعَهُمْ رِجَالًا مِنْ فَارَانَ وَأَتَوْا إِلَى مِصْرَ، إِلَى فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ... فَوَجَدَ هَدَدُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْ فِرْعَوْنَ جِدًّا، وَزَوَّجَهُ أُخْتَ امْرَأَتِهِ، أُخْتَ تَحْفَنِيسَ المَلِكَةِ. فَوَلَدَتْ لَهُ أُخْتُ تَحْفَنِيسَ جَنُوبَثَ ابْنَهُ، وَفَطَمَتْهُ تَحْفَنِيسُ فِي وَسَطِ بَيْتِ فِرْعَوْنَ... وَأَقَامَ اللهُ لَهُ خَصْمًا آخَرَ: رَزُونَ بْنَ أَلِيدَاعَ، الَّذِي هَرَبَ مِنْ عِنْدِ سَيِّدِهِ هَدَدَ عَزَرَ مَلِكِ صُوبَةَ، فَجَمَعَ إِلَيْهِ رِجَالًا فَصَارَ رَئِيسَ غُزَاةٍ عِنْدَ قَتْلِ دَاوُدَ إِيَّاهُمْ، فَانْطَلَقُوا إِلَى دِمَشْقَ وَأَقَامُوا بِهَا وَمَلَكُوا فِي دِمَشْقَ.. وَكَانَ خَصْمًا لإِسْرَائِيلَ كُلَّ أَيَّامِ سُلَيْمَانَ، مَعَ شَرِّ هَدَدَ. فَكَرِهَ إِسْرَائِيلَ، وَمَلَكَ عَلَى أَرَامَ.»(1)
وبعدئذٍ تحدَّثَ عن مَلِكٍ آخر، هو (المَلِك آسا)، مَلِك يهوذا، الذي حكمَ (912- 871ق.م)، وتعامله مع (ابن هَدَد الأوّل بن طَبْرِيمُون بن حَزْيُون)، مَلِك آرام السَّاكنِ فِي دمشق.(2) ويبدو أن مَلِك آرَام هذا، الذي شنَّ حربًا على مدن إسرائيل وأراضيها، قد توسَّع مُلكه شَمالًا عن دِمشق؛ فقد عُثِر على نقشٍ يحمل اسمه في (حَلَب).(3) لا في (عسير) ولا في (جازان)! فإنْ كان مؤلِّف كتاب «التوراة جاءت من جزيرة العرب» يبحث عن الآثار حقًّا، فها هي تي الآثار شاهدة بضدِّ فرضيَّاته المجنَّحة.
وفي السياق نفسه نقرأ: «فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ وَالْعِشْرِينَ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ زِمْرِي سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي تِرْصَةَ. وَكَانَ الشَّعْبُ نَازِلًا عَلَى جِبَّثُونَ الَّتِي لِلْفِلِسْطِينِيِّينَ.»(4)
فأين (جِبَّثُون)؟ أليست في قرية (عنبة)، المعروفة في لواء المزار الشمالي بشمال غرب (المملكة الأردنيّة) اليوم؟!
ومن ذلك أيضًا ما ساقه «العهد القديم» من أخبار الملك (أَخْآب بن عُمْري)، مَلِك إسرائيل، الذي بدأ حُكمه حوالَى 875 ق.م.. ففيه أن هذا الملك تزوَّج من (إيزابل)، ابنة (أثبعل)، ملك (صيدا) بجنوب (لبنان)، وكانت هذه المرأة وثنيَّة، تعبد (الإله بعل)، فتَبِع مَلِكُ إسرائيل دِيانتها.. وجرى جَمْع إسرائيل كلّها والوثنيِّين إلى (جبل الكَرْمَل)، للنظر في هذا الشأن الجَلل، وذلك بطلب من النبي (إيليَّا).. فعاد شعب إسرائيل إلى ربّهم، بعد أن أراهم إيليَّا آية ألوهيَّته، ونبذوا الوثنيّة؛ «فَقَالَ لَهُمْ إِيلِيَّا: «أَمْسِكُوا أَنْبِيَاءَ الْبَعْلِ، وَلاَ يُفْلِتْ مِنْهُمْ رَجُلٌ».. فَأَمْسَكُوهُمْ، فَنَزَلَ بِهِمْ إِيلِيَّا إِلَى نَهْرِ قِيشُونَ وَذَبَحَهُمْ هُنَاكَ.»(5) ثمَّ من بعد هذه الأحداث «الداعشيَّة» العتيقة، تاب المَلِك (أَخْآب) وأناب.(6)
ويُخبرنا «العهد القديم» كذلك عن مَلِك إسرائيل (يربعام بن يوآش)، الذي حكم (746 - 786ق.م)، بأنه «اسْتَرْجَعَ إِلَى إِسْرَائِيلَ دِمَشْقَ وَحَمَاةَ الَّتِي لِيَهُوذَا».(7)
ويُخبرنا عن مَلِك إسرائيل (يَهُورَام بن أَخْآب) في (السامرة) وحربه مع مَلِك مؤاب (ميشع بن كموش)، بمؤازرة مَلِك يهوذا (يهوشافاط):
«وَمَلَكَ يَهُورَامُ بْنُ أَخْآبَ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي السَّامِرَةِ، فِي السَّنَةِ الثَّامِنَةَ عَشَرَةَ لِيَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا... وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلكِنْ لَيْسَ كَأَبِيهِ وَأُمِّهِ، فَإِنَّهُ أَزَالَ تِمْثَالَ الْبَعْلِ الَّذِي عَمِلَهُ أَبُوهُ... وَكَانَ مِيشَعُ مَلِكُ مُوآبَ صَاحِبَ مَوَاشٍ... وَعِنْدَ مَوْتِ أَخْآبَ عَصَى مَلِكُ مُوآبَ عَلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ.. وَخَرَجَ الْمَلِكُ يَهُورَامُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مِنَ السَّامِرَةِ وَعَدَّ كُلَّ إِسْرَائِيلَ.. وَذَهَبَ وَأَرْسَلَ إِلَى يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا يَقُولُ: «قَدْ عَصَى عَلَيَّ مَلِكُ مُوآبَ. فَهَلْ تَذْهَبُ مَعِي إِلَى مُوآبَ لِلْحَرْبِ؟» فَقَالَ: «أَصْعَدُ. مَثَلِي مَثَلُكَ. شَعْبِي كَشَعْبِكَ وَخَيْلِي كَخَيْلِكَ». فَقَالَ: «مِنْ أَيِّ طَرِيق نَصْعَدُ؟». فَقَالَ: «مِنْ طَرِيقِ بَرِّيَّةِ أَدُومَ».. فَذَهَبَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَمَلِكُ يَهُوذَا وَمَلِكُ أَدُومَ وَدَارُوا مَسِيرَةَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ...».(8)
فأين كانت مملكة (مؤاب) ومَلِكها؟ الوثائق التاريخيَّة تدلّنا على أنهما كانا في شرقيّ (الأردنّ)، لا في (عسير) ولا في غيرها.. وذلك من خلال وثيقة مهمّة جدًّا تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد، تمثّلت في نقشٍ جنائزيٍّ، مكتوب بالأبجديَّة الفينيقيَّة وباللغة الفينيقيَّة والكنعانية، يتضمّن تاريخ الملك المؤابي (ميشع بن كموش)، ويُثبت أن موطنه ومملكته كانا في الأردنّ.(9)
ويُخبرنا «العهد القديم» عن مَلِك إسرائيل (هُوشَع بن أَيْلَة).. وهم يَعدّونه من «صغار الأنبياء»(10)؛ فهو، على كلّ حال، قد تنبّأ بخراب إسرائيل ويهوذا، للانحلال الخُلقي والعقدي، إلى درجة ممارسة الزنا في المعابد! وقد تعرّض لغزو الآشوريين على يد (سلمانصر الخامس)، و(سرجون الثاني)، في القرن الثامن قبل الميلاد:
«وَصَعِدَ عَلَيْهِ شَلْمَنْأَسَرُ مَلِكُ أَشُّورَ، فَصَارَ لَهُ هُوشَعُ عَبْدًا وَدَفَعَ لَهُ جِزْيَةً.. وَوَجَدَ مَلِكُ أَشُّورَ فِي هُوشَعَ خِيَانَةً، لأَنَّهُ أَرْسَلَ رُسُلاً إِلَى سَوَا مَلِكِ مِصْرَ، وَلَمْ يُؤَدِّ جِزْيَةً إِلَى مَلِكِ أَشُّورَ حَسَبَ كُلِّ سَنَةٍ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ مَلِكُ أَشُّورَ وَأَوْثَقَهُ فِي السِّجْنِ.. وَصَعِدَ مَلِكُ أَشُّورَ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَصَعِدَ إِلَى السَّامِرَةِ وَحَاصَرَهَا ثَلاَثَ سِنِينَ. فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ لِهُوشَعَ أَخَذَ مَلِكُ أَشُّورَ السَّامِرَةَ، وَسَبَى إِسْرَائِيلَ إِلَى أَشُّورَ وَأَسْكَنَهُمْ فِي حَلَحَ وَخَابُورَ نَهْرِ جُوزَانَ وَفِي مُدُنِ مَادِي.»(11)
وعن (حَزَقِيَّا بن آحَاز) مَلِك (يهوذا)، في الحقبة نفسها، نقرأ: «وَعَصَى عَلَى مَلِكِ أَشُّورَ وَلَمْ يَتَعَبَّدْ لَهُ. هُوَ ضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ إِلَى غَزَّةَ وَتُخُومِهَا، مِنْ بُرْجِ النَّوَاطِيرِ إِلَى المَدِينَةِ الْمُحَصَّنَةِ.»(12)
ويتحدث «العهد القديم» عن (يوشيَّا بن آمون) ملك يهوذا، الذي حكم حوالَى 638ق.م، ومقتله من قِبَل فرعون (مِصْر): «فِي أَيَّامِهِ صَعِدَ فِرْعَوْنُ نَخْوُ، مَلِكُ مِصْرَ، عَلَى مَلِكِ أَشُّورَ إِلَى نَهْرِ الْفُرَاتِ.. فَصَعِدَ الْمَلِكُ يُوشِيَّا لِلِقَائِهِ، فَقَتَلَهُ فِي مَجِدُّو حِينَ رَآهُ.. وَأَرْكَبَهُ عَبِيدُهُ مَيْتًا مِنْ مَجِدُّو، وَجَاءُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرِهِ.»(13)
ثمَّ اقرأ سِفر النبي (صَفَنْيَا بن كُوشِي بن جَدَلْيَا بن أَمَرِيَا بن حَزَقِيَّا) - الذي عاصر مَلِك يهوذا (يُوشِيَّا بن آمُون، 609- 640ق.م)، أي أنه عاش قبل خراب (أورشليم) والسبي إلى (بابل) - وستجده يذكر بعض المَواطن الفلسطينيَّة بأسمائها المعروفة إلى اليوم، متنبِّئًا بما سيحلّ بها من دمار، إذ يقول:
«لأَنَّ غَزَّةَ تَكُونُ مَتْرُوكَةً، وَأَشْقَلُونَ (عَسْقَلان) لِلْخَرَابِ. أَشْدُودُ(14) عِنْدَ الظَّهِيرَةِ يَطْرُدُونَهَا، وعَقْرُونُ(15) تُسْتَأْصَلُ. وَيْلٌ لِسُكَّانِ سَاحِلِ الْبَحْرِ أُمَّةِ الْكِرِيتِيِّينَ! كَلِمَةُ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ: «يَا كَنْعَانُ أَرْضَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، إِنِّي أَخْرِبُكِ بِلاَ سَاكِنٍ». وَيَكُونُ سَاحِلُ الْبَحْرِ مَرْعًى بِآبَارٍ لِلرُّعَاةِ وَحَظَائِرَ لِلْغَنَمِ. وَيَكُونُ السَّاحِلُ لِبَقِيَّةِ بَيْتِ يَهُوذَا. عَلَيْهِ يَرْعَوْنَ. فِي بُيُوتِ عَسْقَلان عِنْدَ الْمَسَاءِ يَرْبُضُونَ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلاهَهُمْ يَتَعَهَّدُهُمْ وَيَرُدُّ سَبْيَهُمْ. «قَدْ سَمِعْتُ تَعْيِيرَ مُوآبَ وَتَجَادِيفَ بَنِي عَمُّونَ الَّتِي بِهَا عَيَّرُوا شَعْبِي، وَتَعَظَّمُوا عَلَى تُخُمِهِمْ.. فَلِذلِكَ حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ إل?ـهُ إِسْرَائِيلَ، إِنَّ مُوآبَ تَكُونُ كَسَدُومَ وَبَنِي عَمُّونَ كَعَمُورَةَ، مِلْكَ الْقَرِيصِ، وَحُفْرَةَ مِلْحٍ، وَخَرَابًا إِلَى الأَبَدِ... وَيَمُدُّ يَدَهُ عَلَى الشّمَالِ وَيُبِيدُ أَشُّورَ، وَيَجْعَلُ نِينَوَى خَرَابًا يَابِسَةً كَالقَفْرِ.»(16)
وقد استمرّ العداء العربي لليهود - الذي رأيناه قبل السبي، في عهد مَلِك يهوذا (يَهُورَام) - بعد السبي أيضًا. والتوراة تنصّ على أن المسبيّين «رجعوا» إلى (أورشليم/ القُدس)، التي كانوا فيها قبل السبي، ولم «يذهبوا» إليها ابتداءً، إذ لم يكن لهم بها سابق تاريخ.. فجاء في «سِفر نحميا»(17): «هؤُلاَءِ هُمْ بَنُو الْكُورَةِ الصَّاعِدُونَ مِنْ سَبْيِ الْمَسْبِيِّينَ الَّذِينَ سَبَاهُمْ نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابَلَ وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ.» وقد تطرَّق هذا السِّفر إلى تحالف الملك العربي (جُشَم) مع ملوك (حوران) و(عمَّان) و(أشدود) ضدّ اليهود ومدينتهم (أورشليم) إبّان إعادة بنائها. (18)
** ** **
(1) العهد القديم، سِفر الملوك الأوّل، 11: 5، 14، 17- 20، 23- 25. (2) م.ن، 15: 10، 12- 13، 18.
(3) انظر: ظاظا، حسن، (1990)، الساميُّون ولُغاتهم: تعريفٌ بالقرابات اللغويَّة والحضاريَّة عند العرب، (دمشق: دار القلم- بيروت: الدار الشاميَّة)، ، 91.
(4) م.ن، 16: 15. (5) م.ن، 18: 40. (6) انظر: م.ن، 16: 29- 34. (7) م.ن، سِفر الملوك الثاني، 14: 28.
(8) م.ن، من (الإصحاح الثالث). (9) انظر: ظاظا، 57.
(10) كان أنبياء بني إسرائيل من الكثرة بلا حصر. على أن كثيرًا منهم، كما يقول (ديورانت، وِل وايريْل، (1971)، قِصَّة الحضارة - الشرق الأدنى، ترجمة: محمَّد بدران (بيروت: دار الجيل)، ج2 م1: 349)، كانوا أشبه بالدراويش والمشعوذين والعرّافين والمتنبِّئين، يسترزقون من الناس بادّعاء النبوّة.
(11) سِفر الملوك الثاني، 17: 3- 6. (12) م.ن، 18: 7- 8. (13) م.ن، 23: 29- 30.
(14) أشدود: ميناء فلسطيني معروف باسمه إلى اليوم.
(15) عقرون: إحدى المدن الكنعانيَّة الفلسطينيَّة إلى الجنوب الغربي من القدس.
(16) م.ن، سِفر صَفَنْيَا، 2: 4- 9، 13. (17) 7: 6. (18) انظر: م.ن، 2: 19، 4: 1-8، 6: 1-9.