سعد بن عبدالقادر القويعي
بعيداً عن نظرية المؤامرة، والتآمر، ورفض تجريد سوريا من جذورها الحضارية، والتاريخية، فإن المنطقة ستشهد تحولات ديموغرافية، وتكتلات ضمن رقعة جغرافية محددة، بدأت معالمها من أزمة الشعب العراقي منذ عام 1991م، وحتى الآن، واستمرت لتلحق العدوى بالشعب السوري، من خلال ما يحصل - اليوم - من تدمير ممنهج للأخضر، واليابس عبر القصف بالبراميل المتفجرة، وإبادة جماعية لكل ذي روح فيها.
يخضع السوريون لأنواع أخرى من الضغوط، تدفع إلى الاعتقاد بأن هناك مخططًا؛ لتفريغ سوريا من مكونها السني، ضمن عملية تغيير ديمغرافي ممنهجة، وهو أمر مقصود؛ حتى يحل الفرس، والأعاجم بمختلف أشكالهم، وأجناسهم محل أصحاب الأرض، والهوية؛ ومن أجل مسخ هويتها العربية الإسلامية إلى الرافضة الصفوية، - وبالتالي - تفكيك النسيج السوري، والعمل على إفراز الطائفية، والقضاء على العيش المشترك فيها، حيث تشير التقارير الواردة، إلى أن تهجير السوريين من وطنهم، وتجريد أراضيهم مطلب صهيوني، وممنهج بدأ من عام 2011م، أي: منذ بداية الثورة، وينتهي حسب المخطط له في نهاية 2016م، ما لم تحدث متغيّرات تساهم في إطالة الفترة أكثر.
المخطط الذي لم يستكمل في حينه، بقي برسم التنفيذ. ومع ارتفاع نسبة المهاجرين السوريين إلى مختلف دول العالم، بعد أن أصبحوا في قلب المؤامرة الكبرى، فإن جميع المؤشرات، والمعطيات على الأرض، تؤكد على تلاقي الرغبة الصفوية مع النظام النصيري للانقضاض على عاصمة الأمويين، وتحويلها إلى ولاية جديدة تابعة لولاية الفقيه، حيث يرى كثير من المتابعين أن المخطط الإيراني في سوريا، والقاضي بإجراء تغيير ديمغرافي ضمن ما تسمّيه طهران «سورية المفيدة»، تحوّل من مجرّد تكهنات، وتحليلات إلى واقع علني؛ بهدف وضع مكون بشري مؤيد للمخطط الإيراني، وتهجير السكان الأصليين المعارضين، وهي - في تقديري - جريمة حرب، حسب ما ينصّ عليه القانون الدولي.
بالنظر إلى كل الأحداث، وتجاهل الحلول الفاعلة، كان الواجب على دول العالم، وعلى جمعية الأمم المتحدة إيجاد حل سريع لمشكلة النازحين من جحيم الحرب الأهلية السورية، بدلاً من الذرائع الواهية التي تقوم على التباكي، والإنسانية، الأمر الذي أثار الشكوك حول تشكل مشروع مدروس؛ لتهجير السوريين من أراضيهم، وهو ما يؤكده أغلب تصريحات المسئولين في الأمم المتحدة، والتي تتحدث عن استمرار توطين السوريين في الخارج حتى نهاية عام 2016م، وهذا ما يكشف الغاية من هذه الدعوات لاستقبال اللاجئين.
يعيش الشعب السوري أتون حرب، لا يستطيع التنبؤ بنهايتها، ولا بسيناريوهات هذه النهاية، باعتبار أن كل العوامل التي سبق ذكرها، تدفع إلى الاعتقاد بأن هناك مخططاً؛ لتفريغ سوريا من شعبها، وإعادة تشكيل الخريطة السكانية في البلاد على أسس طائفية، ومذهبية، وعرقية. ومصداقية هذا الاعتقاد تأتي من واقع أن عدداً من السفارات الغربية، سارعت إلى فتح تأشيرات عاجلة للمهجرين السوريين؛ حتى تكون الخيارات متاحة أمام طالبي اللجوء.