محمد عبد الرزاق القشعمي
يعد التاريخ الشفهي من المصادر المهمة لكل أمة تعتني بتاريخها، لما يعطيه من تصور دقيق، لأنه يؤخذ من أفواه المعاصرين. وقد اهتمت معظم دول العالم بالتاريخ الشفهي بدءاً بالدول الغربية، وفي مقدمتها بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وقد خصصت مكتبات ومراكز خاصة بجمع التاريخ الشفهي وحفظه وتهيئته للباحثين.
وقد اهتم الدكتور روبرت بيركس مدير الأرشيف الوطني للتسجيلات الصوتية بالمتحف البريطاني، وألّف كتاب (التاريخ الشفهي: حديث عن الماضي) قبل نحو ثلاثين عاماً تناول تجربة بريطانيا في العناية بالتاريخ الشفهي، وقد قام الدكتور عبد الله بن إبراهيم العسكر بترجمته للعربية عام 1424هـ ونشرته دارة الملك عبد العزيز، والكتاب يقدم مادة علمية تترجم خبرة متخصصة في مجال مهم هو التاريخ الشفهي وفائدته، وبيان أصوله، وكيفية استعماله، والإفادة منه عن طريق نشره، وأصول نشره، وطريقة جمع مواده، وما يجب أن يعد قبل إجراء المقابلة الشفهية، والأجهزة التي يجب أن توفر لكي تخدم المقابلة، وطريقة معاملة أشرطة التسجيل التي تضم في طياتها المقابلات الشفهية، وما يليها من خطوات من مثل الكتابة والحفظ والتنظيم.. إلخ.
وقال مترجم الكتاب (العسكر) انه قام مع زملاء بتأسيس مركز التاريخ الشفهي في دارة الملك عبد العزيز، ووضع الخطوات والطرق العلمية لإجراء المقابلات الشفهية مما شجعه على ترجمة هذا الكتاب ليساعد المشتغلين بهذا النوع المهم من التراث المحلي.
وقال مؤلف الكتاب في مقدمته: التاريخ الشفهي هو التاريخ المروي، وهو عبارة عن تسجيلات ذكريات أناس مهمة، وقصص حياتهم... فمن مميزاتها أنه يمدنا بمعلومات جديدة عن ماضي جميع المناطق، وهي معلومات قد لا تكون متوافرة في التاريخ المدون، خصوصاً أن تاريخ الأسر (العائلات) تكون غائبة تماماً، وتسجيلها قد يسد فراغاً مهما في فهم الماضي.
وقال: إن التاريخ الشفهي يتيح لنا أن ننظر إلى الأحداث نظرة عصرية أكثر مما تتيح لنا المصادر المكتوبة، كما يتيح لنا فرصة التمعن في قضايا اجتماعية غالباً ما تكون غير معروفة.. وقال: إن التاريخ الشفهي يعد النوع الوحيد من أنواع التاريخ الذي يمكن عن طريقه مواجهة صناع التاريخ وجهاً لوجه، فغالباً ما تتعارض روايات التاريخ الشفهي مع روايات التاريخ المكتوب.
إن التاريخ الشفهي يستطيع أن يسد الفجوة بين الأجيال، ويعطي لكبار السن معنى وقيمة عندما يرون تجاربهم ذات قيمة، ومطلوبة، ولم يعودوا يشعرون بأنهم يعيشون على هامش المجتمع... وقال: إن الحاجة ماسة لإجراء عدد من المقابلات الشفهية والتي تشمل كل الموضوعات، وإذا لم يتم هذا العمل فنحن في خطر حقيقي من فقدان بنك معلومات يحوي ذكريات شخصية. ولا بد أن تخضع تلك التسجيلات للانتقائية والتحليل الشخصي، بعد أن نغوص في أعماق الناس ومعرفة دقائق ذكرياتهم لتتيح لنا تلمس الماضي، فكل مقابلة تاريخية شفهية تعقد حلقة واحدة من مجموعة حلقات معقدة، وعندما يتم جمع تلك الحلقات يصبح بالإمكان الحصول على نظرة أكبر وضوحاً لماضينا. وقال: إن إجراء المقابلات لرواية الشفهية قد بدأت مبكرة ولكنها ازدادت بين الحربين العالميتين، إِذْ أصبحت المقابلات أكثر قبولاً والتي اعتمدت على شهادات شفهية لإبراز حالة الفقر المتفشية بسبب حالة البطالة غير المعهودة، وفي أمريكا اعتمد مشروع القطاع الفدرالي المبالغ المالية لكتابة مئات القصص المستخلصة من مقابلات شفهية مع الفلاحين والعاطلين عن العمل، والرقيق القدماء والهنود الحمر وآخرين، وكان هذا أول مشروع جمعه علماء الاجتماع والمؤرخين.
ويمكن للتاريخ الشفهي أن يساعد في تحليل بعض التواريخ المعتمدة على الروايات المدونة فقط، أو على الوثائق وتفسيرها.. ويشعر المتعاملون في ميدان التاريخ الشفهي بالنشوة العلمية عندما يحصدون نتائج عن الماضي إِذْ لم يكن بالإمكان الوصول إليها بواسطة التاريخ المُدَوّن، والتاريخ الشفهي يذكرنا أن الماضي كان إنجاز أفراد، وخبرات أفراد تحققت بطرق مختلفة عبر سنوات حياتهم.
تعريف التاريخ الشفهي وأساليبه
لقد ذكر الدكتور عبد الله العسكر في رسالته «أهمية تدوين التاريخ الشفهي» أن هناك اختلافا كبيرا بين المؤرخين حول التعريف المناسب لمصطلح التاريخ الشفهي. وهذا ما أثبته الدكتور نبيل سلامة في كتابه التراث الشفوي أن عدة قواميس أجنبية عرفت التاريخ الشفوي بعدة تعاريف من بينها تعريف قاموس لاروس Larousse، حيث عرف التراث الشَّفهي أنه: «مجموعة التقاليد من أساطير ووقائع ومعارف ومذاهب وآراء وعادات وممارسات»، بينما قاموس روبير فيُعرِّف التراث الشفهي بأنه: «انتقال غير مادي للمذاهب والممارسات الدينية والأخلاقية المتوارثة من عصر إلى آخر بواسطة الكلمة المنطوقة».
ولقد ذكر العديد من المؤرخين طرق وأساليب علمية للحصول على مقابلات تاريخية مميزة. ومن بين هؤلاء المؤرخين جورج إيوارت إيفانز الذي ذكر أنه من المهم معرفة من يراد مقابلته واهتمامه ونوع عمله والبحث عن الخلفية للموضوع المراد تسجيله، وأن يضع المقابل في ذهنه مخططاً واضحاً لأسلوب المقابلة ونوع المقابلة قبل إجرائها. ويفضل أن يكون المدخل سؤاله عن مكان وتاريخ الميلاد، ومكان الإقامة وطبيعة عمل الوالدين، وعن الوظائف التي تقلدها كمدخل للأسئلة المهمة والضرورية، وقبل ذلك لا بد أن يقتنع الراوي بأهمية المشروع وجديته وتحديد المحاور التي يمكن التطرق لها أثناء إجراء المقابلة الشفهية. وأن البعض يفضل أن تكون المقابلة في منزله ليشعر بالراحة والانبساط والعفوية، أما مكان (الاستديو) التسجيل فهو مكان مثالي من حيث التقنية والتحكم في النتائج وتكمن المشكلة في أن يشعر الضيف بالرسمية وعدم الراحة والعفوية، علماً بأن هناك من يهتم بالرسائل الرسمية عند دعوته للتسجيل والبعض الآخر يرونها مربكة ومخيفة. ويفضل أن يذكر له بأن المقابلة ستكون بين اثنين فقط، لأن الخصوصية توحي بجو من الثقة والأمانة. وتشعره بأن المادة المراد تسجيلها معه أكثر أهمية من الوثيقة التاريخية المدونة. وعند إجراء المقابلة حاول أن تكون الأسئلة قصيرة وواضحة وباتجاه الهدف مباشرة، لا تسأل أسئلة كثيرة، هدفك أن تجعل الضيف يتحدث، لا أن تتحدث أنت، ولا تتعجل الإجابة أو تقطع إجابة الضيف، دائماً انتظر حتى يتوقف الضيف، وركز على أن تجعله يفكر في الأحداث، وماذا تعني له، وعندما يتحدث لا تقاطعه البتة فهذا العمل من شأنه أن يربك استمرارية عمل الذاكرة، وتدفق المعلومات.
ومن الضروري أن تصغي للضيف، ولا تشح بوجهك أو نظرك عنه، ويمكنك التجاوب مع حديثه بإيماءة تدل على تشجيعك له وموافقتك على ما يقول، ذلك أن لغة الإشارة مثل الابتسامة أو الإيماءة أفضل بكثير من الهمهمة، ولا تكون أمام الضيف متسرعاً أو غير متعاطف معه، ولا تقاطعه أو تعارضه، وتجنب إبداء آرائك أو طرحها، وعند توقف الضيف عن الكلام بإمكانك الطلب منه المزيد من الإيضاح لما سبق ذكر أو التأكد مما سبق ذكره من تواريخ أو أسماء معينة.
وإذا كان التسجيل مع مسن فيستحسن التوقف بعض الوقت لأخذ قسط من الراحة مع تقديم كأس شاي أو ماء، وإتاحة الفرصة له للتحدث عن أشياء لا يحب تسجيلها، ومع الختام لا بد من شكره على قبوله الدعوة، وأشعاره بأهمية روايته الشفهية وقيمتها. ويجب أن تبقى أشرطة التسجيل كما هي كوثيقة تاريخية دون حذف أو مونتاج أو إضافة.
ويجب أن يسجل على كل شريط رقم الشريط، واسم الضيف كاملاً، وتاريخ ميلاده، واسم الشخص الذي قام بالمقابلة، واسم المجموعة التي يتبعها، واسم المؤسسة الراعية للمشروع ومكان المقابلة وتاريخها، وعدد الأشرطة المستعملة في المقابلة، ونوع المسجل ثم ملخص لفحوى المقابلة ويفضل عمل نسخة ثانية من شريط التسجيل، والتأكد من صحة التسجيل وسلامته بالاستماع إليه ومعرفة ما لم يتطرق له لعد تكرارها مع غيره مستقبلاً والتأكد من حفظ الأشرطة بشكل مرتب وبعيد عن الضوء والرطوبة والحرارة. مع أهمية تفريغ الأشرطة إلى نص مدون وفهرسته وعمل نسختين في مكانين مختلفين خشية الضياع. وسهولة اتاحتها للباحثين بعد فهرستها وتلخيص المدونات وسهولة الوصول إليها. مع ضرورة أن تحترم رغبة من أجريت معهم المقابلات تكريماً لهم، فمن الأفضل مفاتحتهم سلفاً قبل وضع أشرطتهم للاستعمال العام، مع احترام رغبتهم أن طلبوا حجب أسمائهم.
ويجب ألا نسلم بكل ما يقوله الضيف، إِذْ لا بد من تقييم أهمية المقابلة الشفهية تاريخياً، والنظر إلى قوتها وترابطها، وعدم تناقضها، وعدم وجود التحيز، ومقارنتها بالمعلوم من المصادر التاريخية الأخرى، إِذْ قد يكون الضيف ذا ذاكرة ضعيفة أو تكون رواياته ضبابية المحتوى.
وقال: إن أسهل طريقة لنقل النص الشفهي إلى نص مُدوَّن هو تحريرها على شكل قصة حياة.
لمحة تاريخية مختصرة عن بدايات التاريخ الشفهي:
التاريخ الشفهي عالمياً
مع بداية عام 1940م، بدأ المؤرخ والعالم الأمريكي (الآن نافيز) بتسجيل مقابلات شفهية مع أعلام أمريكا، وأصبح التاريخ الشفهي مزدهراً في مجتمع تقل فيه البحوث التاريخية المعتمدة على الوثائق.
وفي عام 1948م تم إنشاء مكتب كولمبيا لأبحاث التاريخ الشفهي في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث تعتبر هذه المرحلة هي بمثابة المراحل الأولى من تأسيس مفهوم التاريخ الشفهي. كانت مهمة المكتب الرئيسية هي تسجيل ونسخ وتخزين مقابلات التاريخ الشفهي.
وفي عام 1969م برزت إلى الوجود أول مجلة تعنى بالتاريخ الشفهي سميت (حولية التاريخ الشفهي)، تبعها عام 1973م تأسيس جمعية التاريخ الشفهي ببريطانيا وشملت المقابلات على العديد من الموضوعات المتعلقة بتاريخ المرأة والعمالة.
وأصبح جورج إيوارت ايفانز يدعى (أبو التاريخ الشفهي في بريطانيا)، إِذْ نشر ملخصات ما جمعه وسجله من شهادات شفهية ذات منفعة كبيرة وقد سمي (التاريخ المحكي).
وفي عام 1971م تم تسجيل مقابلات شفهفية مع (800) مواطن من مختلف مناطق بريطانيا وثم إنشاء وحدة أرشيف الوثائق الصوتية التابعة لمحطة هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) وأضحت تلك الوحدة مصدراً رئيسياً للتاريخ الشفهي تتمتع بحقوق ملكية محفوظة. بالإضافة إلى ذلك، قامت الهيئة في ذلك الوقت بدعوة العديد من الشعب البريطاني بالمساهمة في التاريخ الشفهي عن طريق إثراء الهيئة بالأشرطة المنزلية التي تم تسجيلها إبان الحرب العالمية الثانية.
التاريخ الشفهي بالمملكة:
عُرف التاريخ الشفهي في الوطن العربي منذ بداية منتصف القرن العشرين، ومن خلال أحد علماء التاريخ الذين اهتموا بهذا الجانب. وقد أسس باسم (مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية) بليبيا لتسجيل المعلومات الشفهية.
وفي المملكة عُرف هذا اللون قبل حوالي 40 عاماً من الآن، حيث تولى فريق عمل يتكون من (أ.د. أحمد عبد الرحيم نصر - د. سامي عنقاوي - د. سليمان مالكي - د. أبو بكر باقادر) ومعهم العديد من الإخباريين والفنيين في مركز أبحاث الحج بتسجيل العديد من المقابلات زادت على «مئة وخمسين ساعة» عن أوجه الحياة العامة والتأريخ لها من خلال المعمرين والحرفيين وممن لهم علاقة بالحج مثل (الزمازمة - المطوفين - مؤذني وأئمة الحرم - مؤرخي الحج..) إضافة إلى كل من له علاقة بشكل مباشر أو غير مباشر بالحج.
وعند تأسيس جامعة أم القرى في مكة المكرمة انتقل المركز من جامعة الملك عبد العزيز بجدة إليها. ثم بدأ من خلال المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) منذ قرابة 25 سنة بزيارات ميدانية للمواقع الأثرية المشهورة، مثل (السدود - الآبار المهمة والقديمة - الكتاتيب) والحرف اليدوية القديمة مثل (التجارة - الحدادة - الدباغة - تركيب الأدوية من الأعشاب - الحجامة - والحلاقة القديمة) وما يدور حولها. وقد تم تسجيل ما يقارب مئتين وخمسين ساعة، وقد استفادوا من إمكانات التلفزيون ومن مواد مسجلة سابقاً أو من ناحية الإخراج والمونتاج وغيره. وقد ساهمت محطات التلفزيون السعودي قبل عشرين سنة بالتسجيل الشفهي مع كبار السن في مختلف مناطق المملكة.
وقبل نحو ثمانية عشر عاماً قامت دارة الملك عبد العزيز بتأسيس مركز التاريخ الشفهي ضمن إداراتها العلمية، واستعانت بأساتذة التاريخ بالجامعات السعودية، بتسجيل مقابلات مع كبار السن وبالذات مع من لهم علاقة بالملك المؤسس أو شاركوا في معارك أو تولوا مناصب مهمة في عهده.
التاريخ الشفهي ومكتبة الملك فهد الوطنية
من خلال اضطلاع مكتبة الملك فهد الوطنية بدورها الريادي في حفظ وتسجيل تاريخ المملكة، فقد شرعت المكتبة في هذا النوع من النشاط منذ منتصف عام 1415هـ بإجراء مقابلات مع عدة أدباء ومثقفين ممن يمثلون الرعيل الأول من العملية الثقافية في المملكة.
وكانت أولى المقابلات مع الاستاذ عبد الكريم الجهيمان - رحمه الله - في (الاستديو) بالمكتبة بتاريخ 20 - 4 - 1415هـ لمدة ساعتين.. وفي 6 - 5 - 1415هـ تم استكمال اللقاء بمقابلة أخرى منزله وداخل مكتبته بين أولاده وأحفاده لمدة ساعة، وفي اليوم التالي دعي الأساتذة معجب الزهراني وعبد الله المعيقل وعبد الله حسين آل عبد المحسن وتم التسجيل معهم للتحدث عن الضيف كل واحد منهم يدلي بشهادة عنه في المجالات التي اشتغل بها في التربية والصحافة والتأليف والرحلات وجمع الأساطير والأمثال، ولمدة ساعتين، وكنا ننوي الاستمرار على هذا النهج باستضافة أحد الرواد ثم ندعو من يتحدث عنه فيما بعد، ولكن الأمر لم يستمر فاكتفينا بتسجيل ما يتحدث به الضيف.
قامت المكتبة بدعوة عدد من الضيوف لزيارة المكتبة والتسجيل معهم ومن لم يستطع زيارته في منزله أو السفر له إذا كان في منطقة أخرى.
وقد استمر التسجيل مع الرواد وكبار السن من مختلف فئات المجتمع من رجال الدين إلى الكتاب والأدباء والتجار والفنانين والسفراء ومديري الجامعات والوزراء وكبار الموظفين. وقد تمت زيارة بعض مناطق المملكة ولقاء من يصعب حضوره للعاصمة.
وهناك قلة ممن سجل معهم يرفضون أن يَتمَّ اللقاء عن طريق (الفيديو) صوت وصورة ولكنهم لا يمانعون أن يَتمَّ بالتسجيل الصوتي فقط.
تم التسجيل - لأكثر من عشرين عاماً - مع ما يقرب من (400) شخص يمتد اللقاء مع بعضهم لأكثر من تسع ساعات في عدة أيَّام، ولكن المعدل السائد لا يزيد على الثلاث ساعات. والآن وقد رحل أغلب من تمت مقابلتهم إلى الدنيا الآخرة فيمكن إتاحة ما سجل معهم للباحثين والدارسين كمصدر مهم للتاريخ الشفوي الذي لم يكتب، وأن يكون للمكتبة حرية الاحتفاظ بملكيته كحقوق خاصة.