الجزيرة - الرياض:
ذكرت دراسة بحثية حديثة، أن الجيل الحالي «جيل المعلومات» في السعودية، وفي 17 دولة أخرى شملتها الدراسة، يحدد مسار الشركات ويقود توجهاتها المستقبلية، من خلال سعي تلك الشركات لتلبية متطلبات هذا الجيل. وأضافت الدراسة بأن الشركات تتفق على أن إحداث تحول جذري في نهج عملها هو أمر بالغ الأهمية، نظراً للطلبات الجديدة المدفوعة بجيل المعلومات.
ووفقاً لمعطيات 3600 من كبار رجال الأعمال من 18 دولة من بينها السعودية، تكشف الدراسة أن هناك توقعات جديدة لهؤلاء الأفراد، والتي تحدد سمات العمل الأساسي للمنظمات كي تتنافس بنجاح وتساعد على إنماء هذا المشهد الجديد.
وأفادت الدراسة التي أعلنت نتائجها «إي إم سي»، أن غالبية المستطلعين في المملكة (99%) أكدوا بأن التطورات التكنولوجية الأخيرة أثّرت على طريقة إنجاز الأعمال في شركاتهم.. بينما أقر 62% من المستطلعين بأن الانتشار السريع لاستخدام تكنولوجيات الأجهزة المتنقلة وقنوات التواصل الاجتماعية والبيانات الكبيرة يحدث تغيراً في سلوك العملاء ويخلق عالماً رقمياً جديداً، بحيث يتطلب الأمر من الشركات أن تتكيف مع الظروف المستجدة حتى تتمكن من البقاء في دائرة المنافسة.
وبين 63% من رجال الأعمال الذين شملتهم الدراسة أنهم يعتقدون بأن العملاء يرغبون بالحصول على الخدمات بشكل أسرع، فيما لاحظ 65 % أن العملاء يرغبون بالوصول إلى الخدمات والبقاء على اتصال على مدار الساعة.
كما أعرب 51% من المستطلعين عن اعتقادهم بأن العملاء يتطلعون إلى الحصول على تجربة تحاكي متطلباتهم الشخصية، فيما قال 43% إن العملاء يرغبون بالوصول إلى عدد أكبر من المنصات متعددة القنوات.
وأشارت الدراسة إلى أن الحاجة لاستخدام البيانات والتصورات المستقبلية بشكل أفضل نابعة من قوى داخلية وخارجية.
فعلى المستوى الداخلي للشركات، رجحت الدراسة أن تكون هذه الحاجة نابعة من قسم تكنولوجيا المعلومات بنسبة 47%، وقسم التمويل 37%، وقسم التسويق 32%، وعلى مستوى الإدارة التنفيذية ومجلس الإدارة 28%، أما خارجياً فأفاد من شملتهم الدراسة، بأن هذا المطلب نابع من المنافسين بنسبة40% والعملاء بنسبة 36%.
ولفتت الدراسة إلى خمسة عوامل يعطيها قادة الأعمال في المملكة أولوية قصوى، مع أنهم أقروا بأن عدداً قليلاً جداً منهم قد قاموا بتطبيق ذلك على وجه الدقة، وهي: الابتكار بطرق ذكية، إظهار نوع من الشفافية والثقة، اقتناص الفرص الجديدة (فقط 5% أفادوا أن بإمكانهم اقتناص تلك الفرص).
وعن أبرز التحديات، أوضحت الدراسة أنه في حين يجمع 63% من المستطلعين على أن إمكانية الوصول إلى المعلومات والتصورات المستقبلية ذات الصلة سيسهم في تحسين آلية اتخاذ القرار، إلا أنه توجد العديد من التحديات الماثلة أمامهم.
واعترف 33% بأنهم محاطون بكميات هائلة من المعلومات الفائضة، فيما أفاد 31% بأن وفرة المعلومات تساعدهم في تحديد ما يتوجب عليهم القيام به، إلا أنها تجعلهم غير قادرين على ترجمة «التعليم» إلى نتائج قابلة للتطبيق، بينما أفاد 22% بأن وفرة المعلومات تسهم حتى الآن في تحسين قدرتهم على إنجاز مهام أعمالهم.