عثمان أبوبكر مالي
ينتظر نادي الوحدة بمكة خطوات مهمة جداً، يحتاج إليها في مسيرته القادمة، بعد الخطوة الأولى التي أخذ بها مجلس الإدارة الحالي برئاسة هشام مرسي بترشح أعضائه لمجلس الإدارة، وجلوسهم بجرأة على مقاعد الإدارة الشاغرة قبل ما يزيد على شهرين من الآن رغبة في خدمة النادي، والسير به وألعابه جميعها لإعادته إلى موقعه الطبيعي في مصاف الأندية الكبيرة.
نجح المجلس مبدئياً في أن يشق طريقاً لفريق كرة القدم الذي يعد (ترمومتر) الجماهير، وأداة القياس الأكبر لعمل المجلس، ورغم قصر المدة إلا أن الرئيس نجح في تسديد الديون (اللازمة)؛ ليتمكن من تسجيل اللاعبين المحترفين في فريق كرة القدم قبل انطلاقة مباريات دوري عبداللطيف جميل (دوري الكبار) الذي عاد إليه، لكن النادي لا تزال أمامه العديد من العقبات والمطالب والمهام، وتنتظره العديد من الخطوات المطلوبة والمنتظرة والداعمة لمجلس الإدارة والنادي معاً.
أولى وأهم الخطوات المطلوبة في الوقت الحالي - من وجهة نظري - (إعادة تشكيل مجلس هيئة أعضاء الشرف) بانتخاب رئيس للمجلس، وتشكيل مجلسه التنفيذي؛ ليعطي ذلك قوة وجهازاً رسمياً ورافداً إضافياً وداعماً للنادي والإدارة.
الإدارة هي الجهة الوحيدة المخولة رسمياً بدعوة الجمعية العمومية في النادي إلى الانعقاد لانتخاب رئيس لأعضاء الشرف بعد موافقة الرئاسة العامة لرعاية الشباب، لكن ذلك يلزمه قبل الشروع فيه بخطوات مهمة جداً ورحلات مكوكية واستشارات ثنائية وجلسات مع كبار رجالات النادي وشخصياته القوية ورؤسائه السابقين وداعميه المعروفين للترتيب والإعداد والتجهيز، وتسمية الأشياء بأسمائها، ووضع النقاط على الحروف.. وأرى أن هشام مرسي ورجاله قادرون على القيام بكل ذلك في الوقت الراهن استكمالاً لخطوة جرأتهم في الترشح لمقاعد الإدارة في الظروف والأوضاع التي كان يعيشها النادي. والوقت مناسب جداً للإقدام على الخطوة في ظل الهدوء الذي يعيشه النادي والاستقرار الذي خلفه مجيء رئيس انتُخب بالإجماع، والقبول الواضح من قِبل (الأغلبية) من الوحداويين، وهي لذلك توقيت ولحظة تاريخية، لا بد من اقتناصها لصنع (لمة) قوية وحقيقية للنادي، تثبته على قواعد راسخة، يحتاج إليها منذ سنوات، ولم تتح الفرصة من قبل في السنوات الماضية كما أُتيحت الآن، فلا تضيعوها يا وحداويين.
كلام مشفر
لو رغب وتحرك رئيس النادي من أجل خطوة تشكيل مجلس الإدارة لربما استطاع الحصول على موافقة عقد (جلسة جماعية) في مجلس شخصية مهمة و(نافذة)، تأتي بكل الشرائح الوحداوية المهمة في اجتماع واحد، يُعقد خصيصاً للموضوع والشأن الوحداوي.
مثل ذلك الاجتماع سيُنهي المهمة في ساعة واحدة من بدايته إن لم يكن أقل، ويحتاج - كما قلت - إلى تحرك الرئيس مدعوماً بالمسؤولين في (العاصمة المقدسة)، ممن يعتبرون خدمة الوحدة جزءاً مهماً من دورهم وواجباتهم تجاه أم القرى وأهلها.
قائمة أعضاء شرف نادي الوحدة وكبار رجالاته ومحبيه تضم أسماء كبيرة وثقيلة جداً من (رجال الدولة) ومن أثرياء أثرياء المملكة، ولن يغلب الوحداويون في الإجماع على اسم منهم، يجدون الرغبة لديه في خدمة النادي وأبناء أم القرى.
يفضل غالبية الوحداويين، ممن تحاورت معهم حول الموضوع من جماهير ولاعبين قدامي وإداريين سابقين، أن يأتي إلى المقعد اسم جديد، لم يتولَّ المنصب من قبل، على أن يكون من أصحاب القدرة والرغبة والقابلية لدى المجتمع المكي وخارجه.
والأسماء التي تطرح في هذا الاتجاه ليست كثيرة، ولكنها جميعها قوية وقادرة؛ فهناك من يضع اسم الدكتور أسامة البار كأهم وأقوى الأسماء المرشحة، وهناك من يرشح الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة الدبلوماسي ووزير الإعلام الأسبق، وهناك من يتمنى ابن لادن، وهناك غيرهم من الأسماء الكبيرة المعروفة.
لا يبدو أن هناك جدية حقيقية في نادي الاتحاد حول إحضار لاعب أجنبي بديل للروماني سان مارتن لسبب أو لآخر، ومع ذلك يستمر العزف على وتر العروض والمفاوضات مع أسماء كبيرة ومستحيلة، ثم يتم إعلان التوقف بأعذار ساذجة.
والواضح أن الفريق سيكمل بالرباعي الأجنبي الحالي، وسيستمر سان مارتن حتى الفترة الشتوية على الأقل، وليس في ذلك ما يمنع ولا يقلل من المحاولات في تأكيد ذلك، بل إنه مطلوب من أجل خلق الاستقرار للاعب والفريق، والهدوء عند الجمهور، ولا داعي للبربغندة الزائفة.
أتمنى ألا تكون الاتهامات التي وجهها الكابتن عبدالله الشهيل عن تعامل إدارة الاتحاد معه ومع حقوقه صحيحة؛ ذلك أن (الظلم) تبعاته سيئة وكبيرة. هناك أندية تعاني الأمرين مع ومن جفاء البطولات؛ ويُرجع بعض منسوبيها ذلك إلى ظلم لاعبيها. الاتحاد ليس بحاجة إلى أن يدخل نفق الظلم مع ما يعانيه حالياً.