سلطان المهوس
أميل دوما للصحافة الاستقصائية التي تجمع خيوط المعلومات بهدوء لتنتج مادة إعلامية غير مثيرة للشك أو الأسئلة الاتهامية، خاصة في المواد الصحفية التي تتبنى القضايا الأكثر أهمية وإثارة.
في السعودية نفتقد هذا النوع من الصحافة لأسباب كثيرة منها الإهمال الواضح في تطوير الكوادر الإعلامية، وعدم الجدية في الدخول لنفق هذا النوع لاعتبارات وسياسات إعلامية لا تؤمن بهذا الاتجاه.
قضية مثل موقف نادي الهلال من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تستحق تحقيقا استقصائيا من قبل الهلاليين، لأن الاتهامات المتوالية دون دليل ملموس لا يمكن ان تخدم استمرارية الموقف المرتبك لتلك العلاقة، بل انه يخلق حالة من الضغط داخل النادي ولاعبيه وجماهيره وهو أمر أرى شخصيا أن الهلاليين تورطوا به، فقد أصبح أحد ابرز مسارات الاحتقان النفسي الذي أيضاً يثيره خصوم الهلال؛ رغبة في إبقاء الفريق في حالة من الشك الدائم واللعب بضغط أكبر.
استطيع ان اشتم وازبد وارعد واكسب جمهورا - كإعلامي - وامزق المهنية منتقدا كل الاتحاد الآسيوي بسبب خطأ حكم.
وأستطيع أيضاً ان احترم هذا الجمهور العظيم وابحث عن حقيقة الوضع، لكن علي ان احمل الكثير من الإثبات لإنصاف الهلال والاتحاد الآسيوي أو رمي التهم بشفافية.
الهلال حقق ست بطولات آسيوية سابقا في الوقت الذي كان الإعلام يشتم وينتقد بيتر فلمبان أمين الآسيوي السابق.
نواف التمياط وياسر القحطاني وناصر الشمراني كلهم من الهلال وحصلوا على جائزة أفضل لاعب بالقارة والأخير تسبب بموجة غضب إعلامية بشرق آسيا وجنوبها، حيث تم اتهام الآسيوي بمجاملة لاعب موقوف انضباطيا وإعطائه الجائزة.
الآسيوي رفض الإعلان عن اسم الدولة المستضيفة لكاس آسيا 2019 إلا بعد ان اعتذرت السعودية وسحبت ملفها.
الآسيوي يستعين بسامي الجابر في مهام فنية ويضعه بقاعة المشاهير كأول لاعب هلالي سعودي ينال هذا التكريم.
الآسيوي أعلن تعيين تسعة أعضاء سعوديين بمختلف اللجان واعاد د. حافظ المدلج للعمل الآسيوي رغم خروجه من المكتب التنفيذي ويُعدُّ العدد هو الأكبر بجانب اليابان فقط.
رئيس الاتحاد الآسيوي دعم وصول سعودي للمكتب التنفيذي دون جهد ودون تعب من اتحاد الكرة.
أمور كثيرة مثبتة تميل لصالح انهيار نظرية المؤامرة الآسيوية التي اجزم ان خصوم الهلال يستغلونها لإرباك الزعيم وجماهيره وجعلهم يعيشون هاجسا آسيويا كل عام.
في المقابل يرى الهلاليون ان كارثة تحكيمية شهيرة ولا تغتفر بقيادة الياباني نيشمورا تجعلهم يرسمون كل سيناريوهات محتملة، لأن مهر الكارثة كان باهظا وتاريخيا عندما طارت بطولة آسيا بصافرة أمام أنظار القارة.
يرى الهلاليون ان جماهيرهم مستهدفة فقط فيما جماهير الفرق الإيرانية تغرد خارج سرب العقوبات.
الآسيوي أنهى مستقبل نيشيمورا بإيقاف ستة أشهر وهو الأمر الذي لم يشف غليل الزعيم لكن الواقع يقول: هذا هو العقاب النظامي المتاح.
اسطوانة التحكيم الآسيوي لن تهدأ لكن الأهم ان نتهم بدليل لكي نفجر الحقيقة وهنا دور الصحافة الاستقصائية المفقود.
شخصيا وبتجارب ومعلومات ومعطيات أرى ان أخطاء الحكام لن تنتهي فالفيفا يعاني منها والمفارقة ان حكما سعوديا مثل فهد المرداسي يتعرض محليا لاشد أنواع النقد والاتهامات يعتلي الآن قمة حكام آسيا ويمكن ان يخطئ مثل غيره فهل سيتهمه الشرق الآسيوي بالتواطؤ؟؟!!.
شخصية مثل الشيخ الخلوق سلمان الخليفة كيف يمكن ان يقحمها البعض في قضية المؤامرة الآسيوية المزعومة وهو من عين تسعة أعضاء بتوقيعه، وتحمل كل الحرب الإعلامية بعد قرار ترشح ناصر الشمراني لجائزة أفضل لاعب واوصل رئيس اتحادنا المكتب التنفيذي بكل سهولة.
علينا ان نعرف أننا لسنا وحدنا بالقارة وان أنديتنا قوية ووصلت للنهائي كثيرا وحصلت على بطولات كثيرة، وان المستفيد من إشعال الوضع هو من يرغب في ان نعيش تحت دائرة الضغط والشك والقلق والاتهام المعلب دون استقصاء ودليل لن نفوز بالمعركة التي نحن من أطلقها.
الهلال اليوم بحاجة للهدوء الآسيوي ومن يعتقد ان أخطاء الحكام ستنتهي فهو واهم.
الهلال زعيم آسيا ولاعبوه وإدارته قادرون على استمرار تلك الزعامة شرط ان يلعبوا بالتركيز الذي لا يريده لهم كثيرون ممن يلبسون رداء النفاق معه.
تلك رؤيتي للوضع وقد يكون لكم رأي مختلف، فقط علينا ان نبرهن.
قبل الطبع
دائما اترك مساحة للتفكير دون وصاية.