سلطان المهوس
قبل أيام ترأس الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد اجتماعا للجنة العليا لمعالجة التعصب الرياضي والتي تضم ممثلي وزارات الداخلية والثقافة والإعلام وكذلك التعليم ..
خطوة في الاتجاه الصحيح تتبناها بقوة المؤسسة الحكومية المعنية بالشباب والرياضة بدعم الجهات المشاركة ..
كثيرون يطرحون أراء قيمة لمكافحة التعصب لكنها تدور في فلك المراهنة على التوعية وتشتيت المرجعية الحقيقية للإمساك بزمام الحل الضائع بين جهة غير تنفيذية وأخرى لديها ملفات أكبر وأعمق وفق التحديات القائمة سياسيا وأمنيا ..!
لكي لانتشتت يجب أن نفتش عن حلول موجودة ولانهرول نحو ابتكار حلول قد لاتنجح فتسهم في التأجيج وزيادة مساحة التعصب الرياضي فالمسألة أشبه بالسير على الحبال المتدلية من كل جانب ..!!
الحلول الموجودة هي تلك التي نربط العلاقة النظامية بين الفرد ومؤسسات الدولة الحكومية أو المؤسسات الخاصة أيا كانت فكل رياضي أول لنقل نسبة كبرى تنتمي لتلك المؤسسات وعليها واجب تقديم الصورة الأدبية والأخلاقية لذلك الانتماء فليس من المنطقي أن يغرد أي موظف بل أي طالب بما يتنافى مع أخلاقيات المجتمع مستخدما السب والشتم والاستهتار شعارا له بينما تقف الوزارة التي ينتمي إليها تتفرج على موظفها دون أي استخدام للنظام القانوني بحقه كمنتم للقطاع ..
قد يقول قائل : أنت تسلب حرية التعبير وتعطي الحق بأن تستولي الوزارات على حقوق موظفيها بالتعبير ..!!
هنا لا أسلب حق أحد إلا من يريد أن يقفز على حرية الاخرين جارحا ومتهما وشاتما لأن أخلاقيات المهنة النظامية تمنح وزارته التدخل لمحاسبته كونه محسوبا عليها برضاه وموافقته ولن يرتعد من العقاب سوى من يمتهن انتهاك حقوق الاخرين بالسب والشتم أما من يثق بنفسه فسيكون واجهة مضيئة لعمله وهم كثر ولله الحمد.
القضاء على التعصب الرياضي ونشر الكراهية لايحتاج لتوعية فليس هناك أحد لايعرف سوء ذلك بل يحتاج لسلطة نظام تتبعه الوزارات والمؤسسات الخاصة والإعلامية لضبط موظفيها كنا يحصل تماما بالغرب الذي يضحي فورا بكل من يسيء للأخلاقيات والأمثلة كثيرة ..!
اقترح على اللجنة العليا لمعالجة التعصب الرياضي بالتطبيق الحازم الجماعي للجميع وليس هناك أكثر رهبة لدى المتعصب السلبي من أن يقترب أحد من لقمة عيشه ..!!
نعم هناك تعصب محمود وجميل ومقبول لكن أن يتطور الخال للإخلال بحرية الآخرين وحقوقهم الأخلاقية فهنا لا أعتقد أن أحدا سيخالفني بوجوب حضور النظام الصارم فلا أحد منا يرضى الخطأ الجارح على الآخرين ..
الأمر ينطبق على أمور خارجة عن الرياضة ..
في الدين ..
السياسة ..
المجتمع ..
يحب أن تكون الوزارات أكثر حزما مع ممثليها الموظفين وتحاسبهم فمصلحة الوطن وتهذيبة وجعله أكثر رقيا مطلبنا جميعا ولا يتعارض ذلك مع حرية الرأي المؤدبة او النقد القوي الخالي من الاتهام والسب والشتم ..
يمكن أن يؤدي ذلك لتكاثر الأسماء الوهمية ..
نعم هذا صحيح ..
لكنها ليست بتلك القوة والتأثير ..!!
معالجة التعصب تبدأ من حزم الوزراء وتطبيق النظام ولا أحد يخاف من ذلك سوى الإنسان الذي لايقتات إلا على السب والشتم وكأنه داخل دولة لا نظام فيها ..
افعلوها ياوزراء..
افعلوها يارؤوساء الشركات ..
افعلوها يامديري المؤوسسات الإعلامية ..
ستنجزون خدمة عظيمة لبلدنا ..
البلد الجميل بشبابه الواعد من الظلم أن يشوهه ممثلو وزارات قد تكون معنية بتربية الأجيال ..!!
قبل الطبع:
من لا يسرق .. لا يخاف..!!