عبدالواحد المشيقح
بأي حرف أرثيك يا عبدالله الشريدة (؟) وكُل الحروف حزينة عليك.. وبأي عبارة أرثيك (؟) وكل الكلمات ضاعت في غيابك.. فما أصعب أن تكتب عن (عزيز) رحل ولن يعود..!
مات أبو سلطان.. الرجل الطيب.. الذي ضحى بسنوات عُمره في خدمة وطنه.. مات عبدالله الشريدة ذلك الرياضي الذي كان له بصمات واضحة في رياضة القصيم من خلال نادية التعاون.. ذلك الكيان الذي عشقه.. ويفخر بشموخه.. ويسعد برقيه.. وإنجازاته..!
رحل عبدالله الشريدة.. عن دُنيانا بروحه.. لكنه سيبقي محفوراً في ذاكرتنا ما حيينا.. وسنظل نذكره كُلما ذكرنا (التعاون) وسنظل كذلك.. حينما نتحدث عن حُسن الخُلق.. والتواضع.. وحُب الخير للآخرين..!
لقد عرفت الشريدة.. رجلاً خلوقاً.. مُحباً للجميع.. مُثقفاً.. هادئ الطباع.. وفياً.. تاريخه ناصع البياض.. ستبقى ذكراه الطيّبة.. مضرباً للمثل.. سنتذكره كثيراً.. لأنه شخص لا يُنسى.. ورئيس ناجح.. وإداري قدير.. ورياضي يُشار له بالبنان..!
اختلفت معه بالرأي كثيراً.. لكنه كان سبّاقاً دائماً والحريص على أن لا تنقطع سُبل الود مع كُل من يختلف معه بالرأي.. كان راقياً في تعامله حتى مع من يختلفون معه.. عرفت فيه الحكمة والمثالية.. والصدق.. في كافة اتصالاته أو مواجهته.. ابتسامته تسبق كلماته.. مُتسامحاً مع الجميع..!
رجل يملك.. من الصدق.. واللباقة.. والذكاء وسعة البال.. ما يجعلك تحترم عمله.. بادرته بسؤال ذات مرة حينما كان رئيساً للتعاون.. عن صحة العروض المُقدمة للحارس الكبير (أحمد ضاري) من قبل الاتحاد.. فلم يزد أن قال إذا كان الاتحاد يرغب في (ضاري) فنحن في التعاون نرغب في أحمد جميل والخليوي.. فإن وافق الاتحاديون على شرطنا.. فلا أعتقد أننا سنُمانع في انتقال ضاري..!
ترأس التعاون مرتين.. في الأولى حقق نجاحاً كبيراً.. وفي الثانية عانى التعاون من عدم ترشح رئيس.. فوافق على تولي المُهمة.. يقوده بذلك حُبه لناديه.. رغم أنه يُدرك قبل غيره صعوبة التجربة لظروف التعاون ذلك الوقت.. وفي مرة أثناء ترشيح أحمد النصار لرئاسة التعاون.. وافق على الدخول معه كعضو لمجلس الإدارة.. فلم يُمانع أن يكون عضواً.. دعماً منه للرئيس الجديد.. ولأنه أحب التعاون.. ذلك الكيان الذي يأمل أن يكون بأفضل صورة..!
مات أبو سلطان.. وترك خلفه مُحبين وأصدقاء كُثر.. سيفقدونه.. ويبكونه.. سنبكيك جميعاً..أيها الرجل الطيب.. وسنتذكرك في كُل حين.. رحل وستبقى ذكراه العطرة في القلوب.. ستبقى ذكراه الطيّبة.. وسيرته الحافلة بكل معاني الحُب والخير لكل الناس..!
رحم الله (عبدالله الشريدة) وأدخله فسيح جناته.. والعزاء لنا جميعاً.. وألهم أهله وكافة مُحبيه الصبر والسلوان.
خاتمة
كفي بالموت واعظا