عبدالواحد المشيقح
لم أستغرب أبداً ظهور منتخبنا بذلك المستوى (الضعيف) الذي كان عليه أمام فلسطين.. فمنتخبنا لا يزال بعيداً جداً عن المستوى الذي نأمله.. ولا يتماشى نهائياً مع إمكاناتنا الحقيقية التي نمتلكها..!
من السيادة في آسيا.. وتفوق لكرتنا وعلو كعبها في كبرى قارات العالم.. ثم الوصول للمونديال.. أصبحنا بعدها غير قادرين على مقارعة منتخبات كنا نتفوق عليها بنتائج كبيرة.. وتراجع مستوانا بصورة غير طبيعية.. وخسرنا الكثير.. ومع كل خسارة تزداد الأمور سوءاً.. وكل منتخب نقابله.. أو بطولة نشارك فيها.. يدق جرس الإنذار.. بيد أن المسؤولين عن المنتخب ينتظرون - على ما يبدو - فضائح أكبر من التي لحقت بنا.. حتى يكتشفوا علتنا.. التي دهورت الأخضر..!
واقع المنتخب (ضعيف)، وبوضعه وظروفه الحاليين لن يكون الفريق قادراً على المواجهة في مراحل الحسم.. ولن يستطيع الظهور بالمستوى المشرف.. فمنتخبنا الذي كانت تهابه المنتخبات الكبرى في القارة.. تحول إلى حمل وديع.. يعجز عن الفوز على أقلها مستويات..!
ما زلنا ندفع ثمن عدم التصحيح.. فمنتخبنا كان بالإمكان أن يستمر (بطلاً) وصاحب حضور دائم لو وجد الرعاية الكافية.. والتخطيط السليم.. وأُوجد له جهاز فني قوي وحازم.. وصاحب كفاءة تدريبية عالية.. لكن اتحادنا كان مشغولاً بمشاكله مع أعضاء الجمعية.. ثم سرقت انتخابات الفيفا كل اهتماماته..!
منتخبنا ليس بذلك المنتخب (الفقير) من حيث النجوم والمواهب.. ومنتخبنا ليس عاجزاً عن استعادة توازنه.. وتثبيت أقدامه بمشاركاته كافة.. لكنه يحتاج إلى أرضية صلبة ينطلق منها.. وتلك الأرضية تبدأ وتنتهي باختيار مدرب كفء، يستطيع أن يخطط لمرحلة جديدة.. وفق الرؤى الفنية.. ويتلافى السلبيات كافة التي كانت تواجهنا في برامج الإعداد.. وما هي الاحتياجات التي تتطلبها المرحلة.. بدلاً من مدرب وطني مشتت.. ينظر له اللاعبون كافة بأنه مدرب مؤقت، وأن أيامه معدودة..!
نتطلع إلى مستقبل جديد.. لا يحتمل مغامرات التجارب التي شبعنا منها، وزادتنا تراجعاً.. سيزيد فشلنا.. وسنتراجع أكثر.. وسنفقد البقية الباقية من هيبتنا.. وربما نصل إلى ما هو أسوأ مما نحن عليه الآن.. إن استعرنا مدرباً من أحد.. أو اعتمدنا على مدرب وطني.. ومن هنا فإننا يجب أن ندرك أنه كلما تأخرنا في التعاقد مع جهاز فني تأخرت عودة منتخبنا..!
جوائز جبر الخواطر..!
بودي لو تعاملت مجموعة خبراء كرة القدم ونخبة الإعلاميين المختصين الذين اختارتهم لجنة جائزة الكرة الذهبية بشيء من الإنصاف والمنطق.. أثناء اختياراتهم للمستحقين لتلك الجوائز.. بدلاً من تلك الخيارات التي اعتمدت في معاييرها على العاطفة والمحسوبيات..!
فمع احترامي وتقديري لهم لم يكونوا موفَّقين.. لدرجة أنهم وصلوا لمرحلة الفشل في اختياراتهم. تعالوا نناقش إخفاقهم.. في اليوم نفسه الذي تم فيه إعلان نتائج الفائزين أعلنت إدارة نادي الاتحاد الاستغناء عن مدربها بيتوركا، وهو أحد المدربين المرشحين لنيل جائزة أفضل مدرب.. فعلى أي أساس تم اختياره وهو لم يقنع من يعمل معهم والقريبين من عمله..؟!
ثم كيف يتم استبعاد الحارس خالد شراحيلي من القائمة وهو الحارس الذي لعب أساسياً في آخر لقاء رسمي للمنتخب.. وكان دوره كبيراً في مرمى الهلال.. ولعب دوراً مؤثراً في نيل فريقه كأس الملك..؟!
الأدهى من ذلك خلو قائمة الترشيحات من اسم السوري جهاد الحسين؛ فهذا أمر يثير الاستغراب والتعجب.. بل الضحك.. الضحك على أنهم وضعوا أفضل صانع لعب بالدوري، وبالأرقام، خارج قائمتهم..!
سلمان الفرج أيضاً كان واحداً من أبرز نجوم الموسم.. ونجماً لا يختلف عليه اثنان.. لم تقع عليه عيون الخبراء.. في الوقت الذي اتجهت فيه صوب لاعب الاتحاد البرازيلي ماركينهو.. الذي ترك ناديه والموسم لم ينتهِ.. فتم تكريمه بالترشح لجائزة أفضل لاعب..!
بقي أن أقول لكل من استغرب الترشيحات.. وخلوها من أسماء جديرة بنيل الجائزة: عودوا لتصريحات عبدالرزاق أبو داود رئيس لجنة الجائزة، عندما قال «بطولة دوري هذا الموسم غير شريفة»؛ لتروا السبب واضحاً في تلك الاختيارات.. التي تكفي لإزالة أي غموض..!
خاتمة
اللهم أهلّ علينا شهر رمضان باليُمن والإيمان، والسلامة والإسلام، واجعلنا اللهم ممن يصومه ويقومه إيماناً واحتساباً.