رياض الخبراء - حسن الدهيمان:
احتضن مهرجان التمور في محافظة رياض الخبراء عددا من الحرفيين والحرفيات متنوعي المهن بأدواتهم البسيطة والمستوحاة من البيئة؛ حيثُ يعمل في المهرجان خمسة عشر حرفيا من الرجال بمهن النخيل والزراعة والصناعات التقليدية؛ وذلك لإعادة تدوير مخلفات النخيل وتحويل أجزاء النخلة إلى العديد من الأدوات والأثاث المنزلي الذي ساد نمطه في أزمنة مضت، ومازالوا متمسكين به إلى هذا اليوم. وأفاد الشاب محمد العلي الباحوث أنه ورث هذه الأعمال عن والده وأنه خصص جزءا من مزرعةٍ تعود لهم كمعمل لصنع العديد من المشغولات اليدوية عبر إعادة تدوير ليف وسعف النخيل . فيما أوضح الحرفي صالح حسين الحميد أنه أمضى أكثر من خمسين عاما في تحويل أجزاء النخلة إلى فرش خاص بالبيوت والمساجد بعملية تشبه النسيج؛ حيث عاصر الحقبة التي يستخدم فيها ما ينتجه كأثاث للبيوت حتى وصل الحال بها إلى كونها مجرد مقتنيات تراثية في الوقت الحالي . وفي وسط العديد من الأدوات المنزلية التي كان مكونها الأبرز سعف النخيل، قال صالح علي الغراش : أنه ورث عن والديه فن تحويل سعف النخيل إلى سلال منزلية وزبلان وكبوس ومفارش وسفر للطعام وغيرها، كما أنه له أسلوبه الخاص في صبغها وتجميلها. من جهة أخرى، بات مهرجان تمور رياض الخبراء نافذة مميزة ومهمة لتسويق منتجات الأسر التي تحرص للمشاركة فيه كل عام، حيث عبرت أم عبدالله وبمشاعر جميلة أنها متحمسة للمشاركة في المهرجان كل عام لما تجده من تقدير واحترام من المنظمين وللإقبال الكبير على المستحضرات والمنتجات الشعبية التي تعمل بها منذ فترة طويلة وتلقى رواجاً في أوساط النساء. وقالت سيدة تباشر إنتاج الأكلة الشعبية الأشهر في القصيم «الكليجا» في مقر السوق وتدعى أم سليمان أنها تشارك بالمهرجان منذ أربع سنوات لما يشكله من فرصة مميزة لتسويق منتجاتها المنزلية المختلفة وكسب عملاء جدد لإنتاجها من الكليجا والمعمول والبهارات وغيرها . وحيث لم يعد الإنستقرام هو النافذة الوحيدة لفتاة اختارت اسم «فروتشي فيتا» اسماً لمشروعها التجاري لبيع عدد من الحلويات والطبخات المنزلية فقد حجزت مكاناً لها وسط العشرات من السيدات التي يبعن مختلف المنتجات والمأكولات في القسم المخصص لسوق الأسر المنتجة في المهرجان حيث يضم السوق 80 أسرة منتجة . هذا واتفق الجميع من الحرفيين والحرفيات على أن المهرجان يشكل نافذة مهمة للتعريف بهذه الأعمال الحرفية والتسويق والتويج لها حيث تحصل السلع على قيمتها حسب حجمها وصعوبة حياكتها .