رئيس وزراء لبنان يلوح بالاستقالة ويحذِّر من استخدام القوة ">
بيروت - وكالات:
حذَّر رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام أمس من خطورة استعمال القوة المفرطة ضد المظاهرة الاحتجاجية. وقال سلام في مؤتمر صحفي عقده امس الأحد في بيروت (لن يمر الحدث من دون محاسبة وعلى كل مستوى وفي العمق لا يمكن السماح بأن تمر أحداث الأمس دون ملاحقة ومتابعة. كل مسؤول سيحاسب وأنا من موقعي لن أغطي أحداً).
وأوضح سلام أن (الصرخة والوجع والألم الذي حصل البارحة ليس ابن ساعته بل هو تراكم لقصور ولتعثر ولغياب نعيشه ونتحمله). وأضاف (لا أستطيع تجاهل ذلك والذي حصل بالأمس لا نستطيع إلا تحمل مسؤوليته وبخاصة ما يتعلق باستعمال القوة المفرطة مع هيئات المجتمع المدني يمكن أن يكون هناك من استغل التوتر ولكن نحن لسنا أعداء له وكل من تصرف بشكل أدى إلى أذى وضرر سيتحمل مسؤوليته). وأعلن سلام أن (الحلول السحرية أو الجذرية أو العجائبية غير موجودة), مضيفاً (تملكون الحق بأن تقفوا في وجه ما يحصل وحتى محاسبة المسؤولين عن إطلاق النار تخضع للتجاذبات السياسية وتيقناً مني قررت أن أدعو مجلس الوزراء الأسبوع المقبل إلى الانعقاد وضمنت الدعوة مواضيع ملحة). ولفت سلام إلى أنه (إذا لم تكن جلسة الحكومة يوم الخميس المقبل منتجة فلا لزوم (حاجة) لمجلس الوزراء بعدها).
وأضاف أن (إحراجي لإخراجي يمارس منذ زمن وكنت سأخذ قراري منذ ثلاثة أسابيع وما زال الخيار أمامي وسأتكيف مع الموضوع وفق ما أراه مناسباً وعندما أرى أن صبري بدأ يضر بالبلد سأتخذ القرار المناسب). وتجددت الاشتباكات في بيروت مساء أمس الأحد فأصيب 20 شخصاً عندما تحولت تظاهرة جديدة احتجاجاً على عجز الحكومة اللبنانية عن معالجة أزمة النفايات المستمرة منذ أكثر من شهر إلى مواجهات مع القوى الأمنية لليوم الثاني على التوالي رغم تمسك منظمي التحرك بسلميته. وسجل سقوط عشرين جريحا بحسب ما أفاد الصليب الأحمر اللبناني لوكالة فرانس برس. ورشق شبان عشرينيون بعضهم كان ملثما العناصر الأمنية وقوات مكافحة الشغب الذين وقفوا صفوفاً متراصة خلف عوائق حديدية وأسلاك شائكة بعبوات المياه المخلوطة بالرمل الذي جمعوه من حديقة ساحة رياض الصلح وبالأخشاب والحجارة التي اقتلعوها من أرض الحديقة. وأحرقت مجموعة من الشبان دراجة نارية على مرأى من القوى الأمنية وحاولوا تشكيل حاجز مستعينين بطاولات ولوحات خشبية. وبعد محاولة دفع المتظاهرين للتراجع إلى الخلف عبر إطلاق خراطيم المياه تجاههم من دون تحقيق ذلك عمدت القوى الأمنية إلى إطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.