أسئلةُ ما بعد الصّدمة! ">
* سُنون مَضت وقلبي حبيسُ حكايةٍ ساكنةٍ وميضُها حزنٌ كبير.. تكبير..
هكذا نصدحُ بها ثلاثاً في فناء مدرسة تحفيظ القرآن الكريم الأولى..
بِساحتها الواسعة، وأروقتها العظيمة، ومسرح إذاعتها المهيب الذي علّمنِي كيفَ أُصاحب (المايكرفون) وأسرقُ من فمِ الصباحِ تفاؤلاً يرسمُ بهجتِي..
هكذا كانت هتافات مدرستي عند كل حفلٍ وتكريمٍ وأنشطة مفتوحة, وكان (التكبير) يوم النجاح وإعلان العشرة الأوائل سيد الموقف كلما تسرّب الفرح بين أصابعنا بنشوة التصفيق، اُغتِيلَ في الوقت ذاته ليحل محلّه التكبير بصوت جماعيّ موحَّد..
* ولأن الذكريات ليستْ حكراً لِأَحَد واستعادتها كذلك، أظنّ أنَّ أسئلة الحياة بَدَأَتْ من هنا، لكنها لم تنتهِ بعد!
* سَأَلتُ المعلمة: لماذا كلما فرِحنا قلنا الله أكبر؟!!
قالت: لِيُحبُّنا الله أكثر..
كنت الوحيدة التي تمرَّدَتْ على كل هذا..
تمنّيتُ بلهفة أن تُصافحَ شفاهي جبينَ الوطن في طابور المجد والعلياء ولكن مستحيل!
حفظتُ زوايا غرفة (الإسـ)ـراف التربويّ والذي تُشرفُ عليهِ معلمة الدين هو ليسَ تربوياً بالكلية ولكنه بكل حسرة إ(سـ)ـراف متشدد في تطرّفهِ.
وُبِّختُ ذات حكايةٍ لأنَّ صديقتي ليستْ من لوني!!
ووُبّختُ كذلك حينَ خطَّتْ يساري قصائد نزار
بل طُولِبتُ بكتابةِ تعهّدٍ على ألاَّ أستخدمَ يدي فيما يغضب الربّ ويوجبُ سخطهِ.
وعلى جانب المكتب سجل للتوبةِ ولم أكتب فيه شيء..
ما كانت تُبهجني الهدايا المدرسية المكرورة على هيئةِ كُتيّبات وكاسيت..
* أما الآن وبعدَ تخرُّجِي بـ سنواتٍ
أتساءَلُ كيف فهمنا الحياةَ؟!
ومَن المسؤول عن أفهامنا؟!
وكم من العقُول انسَلَخَت؟!
وما محاولاتُ تفسيرهم اليوم؟!
هي أسئلة الحياة الآتية من فوَّهةِ بركانِ الندم المبتسم ومن كل التفاصيل المزعجة والتغييرات الفكرية والاجتماعية التي أنجبتها الصحوة الممتدة.
ها أنذا أفكّر بالإجابةِ بعد مُضِيّ زمنٍ وكأنَّ النتائج اليوم أَيْعَنَتْ وأراها أمام عيني كـ فيلم سينمائي يضع إجاباته الخاصة في تذاكر السكوت.
* أسئلة الأطفال البريئة اليوم علينا أن نَبْلُغَها معهم قبل أن تكبر دوننا..
* علينا توضيح الدور المستقبلي في مواجهة صناعة الرمز والهوِس الجمعي الديني
وكل التحديات القادمة لتأخذ طريقها إلى النضج والضبط والاتزان المعتدِل..
* رسالة التعليم رسالة إيمانيةُ ووطنيةٌ قيّمة والإنسان بطبيعته مختلف في رؤاهِ وثقافته ومعتقداته باختلاف الأزمنة، لذلك فلننتبه جيداً لِأسئلة ما بعد الصدمة بـ(كيف حدث؟ ولماذا؟).
* قبل أن أكتب سألتُ مَن جَمَعَتْنا اثنتي عشرة سنةٍ دراسية عن بعض هذا، ولكن لُذْنَ بالصمتِ ملياً.
* لا بأس.... أحياناً يبقى المحو أهْوَنُ من أن نقلِبَ الصفحة!
* انتبهوا لصفحاتِ فلذاتكم قبل أن ينسِفها حزام.
- إيمان الأمير