د. عبدالرحمن الشلاش
بعد مضي تسع سنوات تقريبا على إنشاء مركز الأمير محمد ابن نايف للمناصحة، وبعد موجات من التفجيرات التي تمت في الشهور الماضية وتورط في بعضها من تمت مناصحتهم في ذات المركز، وبعد أن قبض على بعض المطلوبين ومنهم من تخرج من نفس المركز جاز لنا أن نطرح هذا السؤال الذي جاء كعنوان لهذه المقالة «هل أثرت المناصحة على الفكر المتطرف؟».
بهذا السؤال ترتبط جزئيات كثيرة على هيئة استفسارات واستفهامات عن نوعية المناصحين وفكرهم ومدى وسطيتهم وخاصة المشايخ الذين تم استقطابهم للتصدي لهذه المهمة غير السهلة، وما مدى مهارتهم في الإقناع، وما مدى سلامة فكرهم ومواقفهم من الجماعات الإرهابية خاصة وأننا قرأنا لبعضهم تغريدات غريبة جدا تتناقض مع المهمة التي يتصدون لها بل إن أحدهم لا يسمي داعش إلا الدولة الإسلامية رغم إجماع كثيرين على انحرافها عن المنهج الصحيح، وقول أحد الأعضاء «داعش أخوة لنا وإن بغوا علينا» فماذا يرجى من مثل هذا؟، ثم نتساءل أيضا هل لديهم قناعة بما يؤدونه من عمل أم أنه يأتي من باب تأدية الواجب أو الحصول على المكافأة والمكانة وكأن هذه الوظيفة ظلال وارف لا مهمة وطنية عظيمة تتأمل منها الدولة تحقيق نتائج إيجابية لحماية أبناء شعبها من تغلغل التيار الضال بينهم ؟ ثم نتساءل عن مدى كفاءة البعض منهم وقدرتهم على التأثير على أصحاب العقائد المنحرفة ونحن نعلم علم اليقين أن أغلب الإرهابيين لديهم عقائد راسخة في التكفير وقتل المخالفين واتجاهات سلبية ضد الدولة وأجهزتها ومنها هيئة كبار العلماء ورجال الأمن استقوها من شيوخ التحريض وليست مجرد انحرافات فكرية بسيطة يمكن تقويمها بسهولة ويسر!
بعد مضي كل هذه السنوات أعتقد أنه قد حان الوقت لتقويم عمل المركز علميا من قبل وزارة الداخلية لمصلحة الوطن. تقويم جميع المناهج والموضوعات التي تطرح فيه، والطرق والوسائل المستخدمة، ونوعية المناصحين وقد ذكرت منهم المشايخ وهم يمثلون الغالبية وأضيف آخرون من المتخصصين في علم النفس وعلم الاجتماع وغيرها، ومن هؤلاء من تشير الأصابع إلى ضعفهم المهني، والشكوك التي تحوم حول شهاداتهم وأنها من الشهادات الوهمية وخاصة الدكتوراه وهنا أستغرب كيف تفوت هذه الأشياء أن كانت صحيحة على مسئولي المركز؟.
أهم من كل ما ذكرت النتائج إذ لا بد من معرفة كم عدد من سلكوا الطريق الصحيح بعد خروجهم من السجن، وكم عدد المنتكسين؟. لأن في الأرقام تقييم حقيقي للعمل فإما أن تكون النتائج مشجعة وإلا فيعاد النظر مرة أخرى في أداء المركز لترشيد الجهود والإنفاق ووضعها في الإطار الصحيح.
من الأخبار غير المشجعة أن بعض المفجرين أو من تم القبض عليهم سبق وأن خرجوا من السجن بعد أن تمت مناصحتهم . آخر الأخبار أن أحد المنتمين لتنظيم القاعدة حكم عليه بالسجن قبل أيام قليلة بعد أن استغل المبالغ المالية التي صرفت له من مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة لمساعدته في الخروج إلى اليمن ! فما الفائدة من مناصحة ثم إطلاق سراح ليرتد بعدها المجرمون إلى سوء أفعالهم؟