د. عبدالرحمن الشلاش
بغال طغمة الشر داعش تجاوزوا إرهاب المجمعات السكنية ونقاط التفتيش وسيارات الدوريات وكل أنواع الإرهاب التي عرفناها وأكتوى الناس بها ليوجهوا حرابهم للمصلين الراكعين الساجدين العابدين لرب العالمين (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالاَصَالِ * رِجَالٌ لاّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَإِقَامِ الصّلاَةِ وَإِيتَآءِ الزّكَـاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ).
المساجد التي يقصدها الناس خمس مرات في اليوم والليلة للصلاة وتلاوة القرآن والعبادة في أمان واطمئنان حولها البغال الدواعش ومن يقف معهم ويدعمهم ويخطط لهم عملياتهم القذرة والجبانة إلى ساحات للتفجير وإزهاق النفوس البريئة لتسيل دماؤهم الزكية على مواضع سجودهم وتقربهم لرب العالمين ليسقطوا آخر ذرائعهم الكاذبة بأن ما يقومون به من تفجير وقتل وإراقة للدماء يقترب من مفهوم الجهاد في سبيل الله ومحاربة الخارجين عن الدين، وليثبتوا أن ما يحدث حالياً من تصعيد للتفجيرات ليس له هدف إلا زعزعة الأمن والاستقرار وضرب للوحدة الوطنية، فتفجير مساجد الشيعة يتهم فيها السنة، وإغراق مساجد السنة بالدماء يتهم فيها أطراف لهم علاقات بالشيعة وعملائهم وهكذا لخدمة أجندة الدواعش في النهاية للنفاذ لهذا الوطن الذي ظل شامخا عصيا على كل طامع طوال تاريخه الطويل المطرز بآيات الفخار، وظل ومازال علقما مرا في حلق كل حاسد وحاقد.
لن أتحدث عن ردود فعل المجتمع الغاضبة والشاجبة والمستنكرة بعد حادثة مسجد الطوارئ في عسير، فقد عبرت بحجمها وضخامتها عن أيمان كل الناس إلا قلة متعاطفة مع الأشرار عن ضمير كل مواطن صادق مخلص فنقلت عبر التصريحات والتغريدات الرفض القاطع لهذه الأعمال الجبانة، بل وطالب الكثيرون بملاحقة المحرضين ومن يفتون بجواز تلك التفجيرات ومحاكمتهم لمعالجة الإرهاب من جذوره وليس فقط من خلال نتائجه المتمثلة في مغسولي الأدمغة المفجرين لأنفسهم وغيرهم من الأبرياء، وأكثر من هذا تتزايد المطالبة بإعادة النظر في لجان المناصحة وأعضائها من بعض الشيوخ التي تشير بعض الأصابع إلى إخفاقهم فيما كلفوا به من مهام لأسباب كثيرة منها ضعفهم المهني، وتعاطف بعضهم ولو ضمنيا مع جماعات مشبوهة، وتصريح أحدهم الذي اعتبر جماعة داعش الإرهابية أخوة لنا وإن بغوا علينا، فماذا يرجى من مثل هذا؟.
استهداف المساجد أدخلنا في مرحلة تستدعي إعادة النظر في أمور كثيرة ومنها عملية مراقبة الإرهابيين والسؤال هنا كيف تمكن هذا الإرهابي من الدخول لمنطقة عسكرية؟ وكيف يخترق هؤلاء القتلة نقاط التفتيش؟ سيكون الأمر أيسر عليهم أن يصلوا للمساجد وللتجمعات العامة. ثم دراسة الأسباب التي أدت إلى سهولة اصطياد شبابنا وغسل أدمغتهم ومن وراء هذه الأفعال بالذات في الداخل لقطع دابرهم خاصة وأننا نعلم بوجود من يتعاطف معهم ومن يصفق لفعلهم وأخص المندسين منهم بيننا ومن يقومون بأدوار خفية تغلفها «التورية»، وماذا عن دور أسر الإرهابيين؟ لا يكفي منهم الشجب والاستنكار والبراءة من أبنائهم بعد وقوع الجرائم بل لا بد أن يقوموا بالإبلاغ عنهم حال ملاحظتهم لما يريب منهم وإلا فإنهم شركاء لهم في الجريمة!.
المسئولية تقع على كل من ينتمي لهذا البلد وعلى الجميع أن يقوموا بما يوجبه عليهم الوطن ومن يتخاذل فما هو إلا داعشي بثوب مواطن.