رمضان جريدي العنزي
إيران جمرة خبيثة، وشر مستطير، دودة الأرض، هلاكها زلزلتها وخرابها، تصرفاتها تثير الشك والقلق والريبة، وأعمالها بشعة مقيتة، لها أوهام وأحلام وتطلع غير مشروع، تحاول الهيمنة والسيطرة بلا حق، إيران واقعة الآن بين سراب العظمة الحالمة وخراب القوة الغاشمة...
وتسهم بفعالية كبيرة في تدمير البلاد العربية، وتفكيك شعوبها، وبعثرتها إلى طوائف ومذاهب وملل ونحل وفئات متناحرة، ديدنها منصب منذ زمن بعيد على تدمير البلاد العربية من أدناها إلى أقصاها، فهي التي غذت نيران الحروب والمذهبية في سوريا والعراق ولبنان واليمن، ومولتها من خزائنها، وزجت بالشعوب العربية في أتون الجحيم، وهي التي غدرت بالجار العراقي واستنزفت ثرواته، وتجاوزت على حدوده، ثم ورطته بحروب طائفية مذهبية بشعة، جعلت نافورة الدم تنزف هناك بلا توقف أو هوادة، وهي التي تنطلق من أراضيها أصوات الثأرات والانتقامات، وهي التي هدمت بغداد، ودمشق، ودمرت بيروت، وصنعاء، وحاولت بقوة بالكويت والمنامة، وهي التي كانت وما زالت من أخطر حاضنات الإرهاب وثقافة الفتنة والتطرف، وهي التي وأدت الوحدة العربية في مهدها، وهي التي فتحت منافذها الحدودية للمتطرفين الأجانب ليستقروا فيها وينفثوا سمومهم تجاه البلاد العربية وتشتيتها وتمزيقها وتقطيع أوصالها، وأوصدتها بوجوه العقلاء والحكماء العرب، حتى تحولت إيران إلى مرتع للمتطرفين والفاشيين والطائفيين والفاشلين والقتلة وعتاة المجرمين وكارهي الحياة وصناع الدم، وهي التي تصر على إبقاء البلاد العربية تحت طائلة الفتنة، وتمنع تحررها من قيودها الظالمة، وهي التي تحرض على إهدار الدماء، يساندها كثير من الرجعيين والمتحجرين والقصر الصغار وأصحاب الرؤى الشحيحة والمرضى النفسيين والدمى والممثلين الكومبارس، لقد مللنا ضجيجها وعجيجها وتباكيها على القدس وضياع الحقوق الفلسطينية، وهي التي لم تعمل شيئاً واحداً يذكر لا للقدس ولا للفلسطينيين، غير تأجيج العواطف، وصواريخها الكرتون وفوهات بنادقها ومدافعها مغلقة تماماً تجاه الإسرائيليين، إيران لا تملك سوى حياكة المؤامرات الخبيثة، والدسائس البشعة، والتنظير الطويل، والتباكي والعويل، وخرافات الكلام اللا معقول، وتواصل التربص بالشعوب العربية، وضمر الشر لها، والسعي للانتقام من هذه الشعوب كلها، والإطاحة بها وبمقدراتها ونهب خيراتها، إنها إيران التي تجيد التلاعب بفصول مسرحية الفوضى العربية العارمة، والتي يبدو بأنها لن تهدأ، ولن تعرف الهدوء والاستقرار، إن إيران قطب شر رئيسي وأساسي ومحوري، تعمل ضد العرب بالسر وبالعلن وفق ثعالبية ماكرة ذات احترافية عالية، إن إيران تعد العدة كاملة لإشعال النار في الجسد العربي الكبير كله، وتتهافت على إحراقه بالكامل بحلة مسعورة، بعيداً عن الحكمة والعقل والمنطق والتأني وبعد الرؤية، إيران لا تحب الشمس ولا الربيع ولا الهواء النقي، وتزعجها الألحان الجميلة، والسمفونيات العذبة، لكن علينا اليقظة التامة لكل تحركاتها المشبوهة، وأفعالها الممقوتة، وتصوراتها الخراب، وأن نجعل أعيننا مفتوحة بأكثر من وسع الحدقات، وألا ننام سوى وسن، لأن إيران أفعى سامة جداً تنساب بتشفٍ موغل في الأذى، حمى الله العرب، كل العرب، من حقدها ولؤمها وغدرها ومكرها ورجسها ودسائسها وأهدافها الشريرة.