رمضان جريدي العنزي
هناك أكثر من خمسمائة ألف حساب وهمي بموقع «تويتر» وحده تُدار من خارج المملكة، وتتحدث بالشأن والقضايا المحلية للمملكة، بهدف تشويش وتشتيت المجتمع والنيل منه والإخلال بالأمن والأمان والمسيرة، عن طريق بث الإشاعات، إن هذه المعرفات تُدار من قبل أشخاص يعيشون
خارج المملكة ويعملون وفق إستراتيجية معينة لتفكيك نسيج المجتمع والنيل من قدراته ولحمته ووحدته وسلامته وإنجازاته، ونشر الفكر الضال ومحاولة التغريب والتشكيك وزرع الظنون والتأولات والتهويل، إن موقع «تويتر» والـ «فيسبوك» وكثير من مواقع الإنترنت الأخرى، وفرَّ لهؤلاء الأعداء بيئة خصبة لنشر الخزعبلات والكذب والبهتان والزيف والتدليس، إن هؤلاء الأعداء أصحاب المعرّفات الوهمية تسلّطوا على بلادنا تشويهاً وإفساداً وزيفاً، وخلطوا الحابل بالنابل، إن الأرض والشجر والبيد والجبال وجهات بلادنا الأربعة، وكل ما هو جامد ومتحرك، ينطق بأن هؤلاء العبثيين، رواد في الكذب والتنجيم وضرب الرمل والودع، عبثيون دربهم الأعداء وخرجوهم، وجعلوهم يخورون ويجولون في الساحة بلا توازن، اشتراهم الأعداء مؤقتاً وسيبيعونهم لاحقاً بثمن بخس كما كان تُباع الأسمال الرثة البالية، مشتتين بين النفاق والتزوير والدجل، أدوارهم سليبية بغيضة في إثارة الفتن الطائفية والعرقية والمناطقية والقبلية، يريدون أن يعيدونا إلى العصور البدائية، حرباً وقتلاً وتناحراً وتطاحناً وشرذمة، ثقافتهم التأويل والتشكيك والتنفير، أمراض بشرية خبيثة انتشرت علينا بشراسة، ليقذفوا علينا بما يشبه السم الزعاف، ليس لهم لياقة لافتة، ولغتهم سوقية بحتة، وأسلوبهم متدن، لقد لعب هؤلاء العبثيون دوراً إعلامياً سيئاً، لا يعرفون المفردات الهادئة النظيفة، لكنهم يجيدون مفردات السب وجمل الوقاحة، سفهاء يؤطرون للفتن والتشرذم، ليفرقوننا إلى طوائف وقوميات وفئات وأحزاب ومجاميع، أفاعي قرعاء، ألسنتهم ملوثة، عملاء بامتياز للأعداء والمخابرات الأجنبية، يعيشون الفوضى والانفلات الأخلاقي ومشاكلهم النفسية جمة، في قلوبهم حقد، ومفرداتهم شعوذة، ويعيشون في مناطق السواد، مشاعرهم الإنسانية لم تتحرك، وأحاسيسهم لم تستيقظ، وضمائرهم ميتة، وخالون من واو العطف، لأن لا وجود للعاطفة في قلوبهم التي أصبحت أقسى من الصوان، أباليس تختفي تحت ثياب الإنسان، أفاعي تحوم حول الرقاب، في دواخلهم براكين من الحقد والغل والحسد، لهم أجساد لكن ليس لهم أرواح، يحاولون أن يزرعوا بيننا بذور الشقاق والتشرذم ليفصلونا عن بعضنا البعض، ويخطّطون لتقطيع وطننا إلى أجزاء وأقاليم وحارات متنافرة ومتباغضة، ويتعاملون معنا وكأننا خارج دائرة وطننا، يحاولون باستماتة بمعاول هدمهم أن يدمرونا ويبعثرونا ويشتتونا ويمزقونا، ويستميتون أنكون الفوضى الخلاَّقة هي الإعصار الذي يحمل بذور الشر والهدم والخراب والتشتت والتيه والضياع الكبير، لكن لم يعلم هؤلاء العبثيون أصحاب المعرفات الوهمية بأننا مثل بحيرة النار والكبريت، ولنا قبضة تشبه الحديد، ولن يفلحوا أبداً، لا قيد أنملة، ولا مثقال ذرة، ولن يتمكنوا من الوصول إلى أهدافهم ومبتغياتهم البغيضة ومخططاتهم الشريرة، ولن يكون لأصواتهم البغيضة صدى بيننا، ولا لمواقعهم الصفراء حضور.