رُب ضارةٍ نافعة ">
كتب - طارق العبودي:
عندما تكالبت الظروف على الهلال قبل مواجهة غريمه التقليدي النصر على كأس السوبر السعودي والمتمثلة في تأكد غياب قائده الخبير سعود كريري قبل يومين من المواجهة لظرف عائلي أجبره على ترك المعسكر والعودة إلى المملكة، إلى جانب عدم جاهزية الظهير الأيسر الخبير «الدولي» عبد الله الزوري وهو العنصر الثابت في الفريق منذ 8 مواسم وزميله لاعب الوسط الدولي نواف العابد، إضافة إلى غياب الدوليين ناصر الشمراني وسالم الدوسري بسبب الإيقاف وعدم جاهزية ياسر القحطاني وعبد الله عطيف «طبيا» ليصبح عدد الغائبين 7 عناصر، وضع الهلاليون أيديهم على قلوبهم خشية أن يؤثر هذا النقص على الفريق ويتسبب في خسارته، خصوصا بعد ان اضطر المدرب دونيس لاختيار توليفة من اللاعبين الجاهزين فنيا وطبيا مع إجراء بعض التغييرات على مراكز لعبهم.
وازداد قلق محبي الهلال مع ظهور القائمة المعتمدة خصوصا وأنها تضم عنصرا شابا يشارك مع الفريق الأول لأول مرة وفي مركز حساس «محمد البريك»، وزميله الشاب «خالد كعبي» الذي كانت له تجربة سابقة مع الفريق الأول في الموسمين الماضيين وعنصرين أجنبيين جديدين يظهران لأول مرة.
لكن ولأن الهلال فريق يثق في قدراته ولاعبوه يعون معنى ارتدائهم لقميص الزعامة الأزرق متى ما أرادوا ولأنه فريق وُلد بطلا فقد قدم مباراة كما يجب أن يقدمها.. ابدع نجومه.. سيطروا.. هددوا.. تفننوا.. سجلوا.. وفي النهاية انتزعوا فوزا مستحقا وحققوا كأسا جديدة رفعوا بها رصيد بطولات فريقهم الرسمية إلى الرقم 56.
من شاهد الهلال في مواجهة السوبر يظن للوهلة الأولى أنه يلعب بكامل عناصره دون نقص، أو أنه يواجه فريقا غير مكتمل أو قليل خبرة وليس فريقا منافسا تقليدياً منتشياً بعودته لمنصات التتويج في الموسمين الأخيرين بعد غياب عقدين من الزمان.
ما قدمه الهلال في أمسية الأربعاء يجب ان يكون درسا لكل الأندية، فالنقص مهما كان كبيرا لن يؤثر على معنويات الفريق - أي فريق كان - بل يكون دافعا للاعبيه لمضاعفة جهودهم وتقديم ما لديهم بحثا عن الانتصار وتأكيد معنى المثل الشهير: «رب ضارة نافعة» وهو ما فعله الهلال تماما في عاصمة الضباب حينما استفاد من ظروفه السيئة ليحولها إلى دافع له للانتصار ويخرج بعدة مكاسب لا تقل في أهميتها عن كأس الذهب، من ابرزها التأكد من جاهزية «البدلاء» الذين عوضوا غياب من غابوا، وتعزيز الثقة في الفريق كاملا، وبعث رسالة أمان واطمئنان لمحبي النادي بحسن الاستعداد للموسم الطويل الذي ينتظرهم.