الدعم السعودي تجاوز الـ(3) مليارات دولار إضافة للمعونات العينية وتمويل المشاريع العمرانية ">
القاهرة - سجى عارف:
أكدت سفارة المملكة لدى جمهورية مصر العربية أن المملكة كانت من أوائل الدول التي وقفت بجانب الشعب اليمني مشيرةً في بيان لها إلى أن انتهاك الحوثيين للاتفاقات المبرمة بينهم والحكومة اليمنية والتي رعتها الأمم المتحدة، واقتحامها مباني الوزارات والدوائر السياسية والأمنية واستيلاءهم على الثكنات العسكرية والوزارات بقوة السلاح، كان دافعًا إلى تدخل الرياض من خلال عمليات عاصفة الحزم وأضافت السفارة في بيان بعنوان «مستجدات سير الأوضاع في اليمن وموقف المملكة من ذلك»، أن التحرك السعودي حظى بتأييد المجتمع الدولي والأمم المتحدة، وفيما يلى نص البيان:
مستجدات سير الأوضاع في اليمن ومواقف المملكة من ذلك :
1ـ موقف المملكة تجاه الأزمة في اليمن في بدايتها عام 2011م
كانت المملكة من أوائل الدول التي وقفت بكل إمكانياتها إلى جانب الشعب اليمنى، وذلك أثناء الأحداث التي عصفت باليمن في عام 2011م، وتكللت هذه الجهود بتوقيع اتفاق الرياض في شهر فبراير 2011م، والذى أقر المبادرة الخليجية لاستعادة الاستقرار في اليمن وتشكيل حكومة انتقالية ووضع خطة تنفيذ مزمنة للمستقبل السياسي لليمن تتضمن إجراء حوار وطني واسع، يليه وضع دستور جديد وإجراء انتخابات شاملة وقد حظيت المبادرة بتأييد واسع من كل أحزاب وطوائف الشعب اليمنى، كما حظيت بدعم المجتمع الدولي والأمم المتحدة.
2 ـ عوامل اتخاذ قرار عملية «عاصفة الحزم»
وقع الحوثيون مع الحكومة اليمنية بتاريخ 22 سبتمبر 2014 على الاتفاق الذى حمل عنوان «اتفاق السلم والشراكة الوطنية»، والذى شارك في رعايته مبعوث الأمين للأمم المتحدة، وحظى بتأييد دولي سعيًا لإنهاء الأزمة التي سببها الحوثيون في اليمن، إلا أن الحوثيين خرجوا سريعًا عن مقررات الاتفاق وقاموا باقتحام مباني الوزارات والدوائر السياسية والأمنية واستولوا بقوة السلاح على مخزونات الثكنات العسكرية والجيش والوزارات من السلاح والمؤن والأموال، وقد ساعدهم في ذلك، رغم كونهم أقلية بسيطة، تلقيهم الدعم من طرف إقليمي ذي نوايا مغرضة تجاه اليمن واستقراره واستقرار المنطقة ككل وقد بدأت عملية «عاصفة الحزم» في شهر مارس 2015 بتحالف ضم عشر دول بالإضافة للمملكة، والتي جاءت بطلب من الحكومة اليمينية الشرعية برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادى، وبهدف إيقاف زحف ميليشيات الانقلابيين على عدن والحفاظ على أمن واستقرار اليمن وكذلك على أمن المملكة والدول المجاورة ومصالحها الحيوية. وقد أعلنت قيادة التحالف بتاريخ 21 أبريل 2015م عن توقف عملية عاصفة الحزم وبدء عملية إعادة الأمل التي تهدف إلى استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية في اليمن ومخرجات الحوار الشعبي اليمنى، مع استمرار حماية المدنيين من الحوثيين والتصدي لتحركاتهم العسكرية واعتداءاتهم ضد المدنيين، ومواصلة أعمال مكافحة الإرهاب، وتكثيف أعمال الإغاثة والمساعدات الإنسانية للمواطنين اليمنيين في المناطق المتضررة.
3 - الخطوات التي ترى المملكة وجوب تنفيذها لحل الأزمة اليمنية
أكدت المملكة مرارًا موقفها المتطابق مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي والغالبية العظمى من الشعب اليمنى، والمتمثل في وجوب احترام الحكومة الشرعية في اليمن بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادى، والدعوة لوقف العنف وانسحاب جماعة الحوثي المسلحة من المباني الحكومية والميادين الرئيسية والانخراط في العملية السياسية السلمية كبقية فئات الشعب اليمنى، وتقديم مصلحة اليمن وشعبه، ووقف الاستقواء بالأجنبي في مواجهة أبناء الشعب اليمنى وحكومته الشرعية.
4 - رد فعل الأمم المتحدة تجاه قرارات المملكة ودعواتها لإيقاف العنف باليمن
أيدت الأمم المتحدة ما قامت به المملكة من خطوات وما تدعو له لإيقاف العنف في اليمن واستئناف العملية السياسية السلمية التي اتفق عليها أبناء الشعب اليمنى وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمنى، حيث صدر قرار مجلس الأمن رقم 2140، والذى صدر تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ودعا إلى تنفيذ عملية الانتقال السياسي بشكل كامل، وذلك تمشيًا مع مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها، ووفقًا لقراري مجلس الأمن رقم 2014 و2015، وأنشأ القرار لجنة عقوبات لتسمية المعرقلين للعملية السياسية وسن عقوبات ضدهم تشمل منعهم من السفر، وتجميد أموالهم ومنع تداولها أو التعامل معها، حيث قامت اللجنة بتسمية كل من الرئيس المخلوع على عبد الله صالح والزعيمين الحوثيين عبد الخالق الحوثي وعبد الله الحاكم ضمن المعرقلي ن للعملية السياسية في اليمن، ودعت جميع الدول إلى تطبيق العقوبات المفروضة عليهم من مجلس الأمن وفق القرار 2140.وصدر لاحقًا قرار مجلس الأمن رقم 2216 «في شهر إبريل 2015م»، والذى أضاف إلى قائمة العقوبات كلا من زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، ونجل الرئيس اليمنى السابق أحمد على عبد الله صالح لتفويضهما «السلام والأمن والاستقرار في اليمن»، وأكد حظر توريد الأسلحة والمعدات العسكرية لجميع من شملتهم العقوبات وفق القرارين 2140 و2216، وجميع الأطراف التي تعمل لصالحهم أو وفقًا لتعليماتهم كما دعا القرار إلى الالتزام بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وتسوية الخلافات عن طريق الحوار، ودعا الحوثيين إلى وقف العنف وسحب قواتهم من جميع المناطق التي احتلوها وإعادة الأسلحة التي استولوا عليها من الجيش والمؤسسات الأمنية، ووقف جميع الأعمال التي تدخل ضمن صلاحية الحكومة الشرعية، والإفراج عن جميع السجناء السياسيين ومنع تجنيد الأطفال وتسريح المجندين منهم وقد استمر الحوثيون في اعتداءاتهم ضد الشعب اليمنى وفى انتهاكاتهم الواضحة والمدانة دوليًا لحقوق الإنسان، ومنها مهاجمة المدنيين وممارسة أعمال القتل والخطف والاعتقال والترهيب، والاعتداء على المبانى الحكومية والمساكن الخاصة ونهب محتوياتها، وتجنيد الأطفال وتعريضهم للقتل والإصابة.
5 - جهود المملكة لدعم الشرعية واستئناف الحوار السلمي في اليمن
المملكة بذلت كل ما تستطيع من جهود بالتعاون مع الحكومة الشرعية في اليمن والأشقاء والأصدقاء حول العالم لإنهاء معاناة الشعب اليمنى واستئناف الحوار السلمي، ودعت كل الأطياف السياسية اليمنية المعنية بالمحافظة على أمن اليمن واستقراره للمشاركة في مؤتمر يعقد في الرياض لبحث السبل المناسبة لذلك تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، وقد استضافت المملكة مؤتمر الرياض للفترة 17 – 19 مايو 2015م، والذى حظي بحضور واسع من كل الأحزاب والشخصيات السياسية اليمنية وعدد من أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام، الذى يرأسه الرئيس السابق على عبد الله صالح، وعدد من الشخصيات السياسية اليمنية من المدن الرئيسية من اليمن منها مدينة صعدة، عدا الحوثيين، وأصدر المؤتمر «إعلان الرياض» الذى دعا إلى استعادة الدولة وإعادة ترتيب علاقاتها الإقليمية والدولية على نحو يلبى طموح الشعب في بناء دولة اتحادية ديمقراطية حديثة تنشد العدالة وتقوم على المواطنة المتساوية لكل أبناء الشعب، وتعزز دور اليمن في محيطه الخليجي والعربي، وتحقيق الأمن الإقليمي وتفاعله الإيجابي مع بقية أعضاء الأسرة الدولية. كما دعا إعلان الرياض إلى إنهاء الانقلاب الذى تقوده جماعة الحوثي وأتباع الرئيس السابق، والانسحاب الكامل للميليشيات التابعة لهم وعودة السلطة الشرعية لممارسة صلاحياتها الدستورية والقانونية وبسط سيطرة الدولة على كامل التراب الوطني واستكمال الفترة الانتقالية ومخرجات الحوار الوطني الشامل كما أعلنت المملكة أيضًا ترحيبها بمؤتمر جنيف الذى بدأ أعماله بتاريخ 16 يونيو 2015م، ولكنه انتهى مع الأسف بالفشل بعد عدة أيام بسبب تعنت الحوثيين ورفضهم الحوار مع الحكومة اليمنية الشرعية، ورفضهم الاعتراف بقرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 2216.
6 ـ المساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة لإنهاء معاناة الشعب اليمنى على المستوى الإنساني
فإن المملكة تعد أكبر الدول المانحة لليمن بدون منازع، حيث قدمت له في الأعوام القليلة الماضية الكثير من المساعدات كان آخرها مبلغًا يتجاوز الثلاثة مليارات دولار أمريكي بالإضافة لكميات كبيرة من المعونات العينية فى الأغذية والأدوية والمشتقات البترولية، وتمويل المشاريع العمرانية والإنشاءات المتعلقة بالبنية التحتية كما شاركت المملكة في رئاسة مجموعة أصدقاء اليمن الدولية مع كل من الجمهورية اليمنية والمملكة المتحدة، واستضافت عددًا من اجتماعاتها، والتي قدمت لليمن من خلال اجتماعاتها الوزارية العديد من المساعدات المالية والاقتصادية والدعم السياسي لاستكمال العملية الانتقالية السياسية على الوجه المطلوب وقد أعلنت المملكة في شهر إبريل 2015 م عن تخصيص مبلغ 274 مليون دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن من خلال الأمم المتحدة، تلبية لنداء معالى الأمين العام للأمم المتحدة بهذا الشأن، كما دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بتاريخ 13 مايو 2015م مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية معلنًا حفظه الله عن تخصيص مليار ريال إضافية للأعمال الإغاثية والإنسانية للمركز إضافة للمبلغ الذى سبق تخصيصه لاحتياجات اليمن الإنسانية والإغاثية وقد أطلق المركز فور إنشائه عمليات إنسانية واسعة لمساعدة الشعب اليمنى الشقيق شملت شحنات كبيرة من الأغذية والأدوية وإجلاء للمواطنين المنقطعين خارج اليمن، وتنسيق أعمال الإغاثة الدولية لتسهيل وصولها ل لمستحقين في الوقت المطلوب، كما قام المركز بتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع الهيئ ات الدولية المعنية بأعمال الإغاثة لتعزيز التعاون معها في جهود تقديم المساعدات الإنسانية المطلوبة للأشقاء في اليمن.
7 - الاعتداءات المتكررة لجماعة الحوثي على أراضي المملكة وأثرها في تصاعد التحركات العسكرية لقوات التحالف
رغم الاعتداءات المتكررة على أراضي المملكة من قبل جماعة الحوثي وميليشيات الرئيس المخلوع وإطلاقهم الصواريخ والقذائف على الأحياء السكنية والمدنيين في المدن السعودية الحدودية، إلا أن قوات التحالف بقيادة المملكة ركزت على أعمال الغارات الجوية على دعم قوات المقاومة الشعبية التابعة للحكومة الشرعية، وعلى استهداف مخازن الأسلحة وقواعد إطلاق الصواريخ ومعسكرات الحوثيين والانقلابيين، مراعية أقصى درجات ضبط النفس واحترام كل مبادئ القانون الدولي المتبعة، وساعية لتجنب الإصابات بين المدنيين والمنشآت المدنية إلى أقصى حد ممكن، كما التزمت المملكة وقوات التحالف باتفاقات الهدنة الإنسانية السابقة رغم الخروقات العديدة لها من جانب الحوثيين وميليشيات الرئيس السابق، ومحاولاتهم المستمرة تقويضها فى تبعية كاملة للإملاءات الأجنبية المغرضة واستهتار تام بمصالح الشعب اليمنى وظروفه الإنسانية الصعبة.