د. عبدالعزيز الجار الله
يفترض من الإرهابي المنتحر الذي نفذ عملية التفجير في مسجد الطوارئ بعسير وراح ضحيته (15) شهيدا بإذن الله أن يكون مع المتدربين بساحة التدريب لخدمة حجيج بيت الله بمكة المكرمة، أو على مقاعد الدراسة الجامعية في جامعة الملك خالد في أبها أو في جامعة الجوف، لا أن يبيع عقله وروحه ودمه لقيادات داعش أو منظمة القاعدة يبيعها بأرخص الأثمان، وقتل من هم في (عمره) نفس السن ونفس التأهيل الثانوية العامة، قتل زملاء مرحلته الدراسية فعمره (21) سنة نفس بعض أعمار الشهداء لكن الفارق أن الشهداء كانوا يتدربون على تقديم الخدمة للحجاج والحفاظ على أمن المشاعر المقدسة لتبقى آمنة للذين يأتون من كل أقطار العالم زيارة لبيت الله وتأدية لفريضة الحج، أما الإرهابي فأنه وهب نفسه لجماعات لا يدري في أي أرض هي أوتحت أي سماء في الشام أو في العراق أو ضمن مخابرات وقيادات تحقد على الإسلام والدول الإسلامية.
يلاحظ أن معظم الإرهابيين ممن ينفذون العمليات هم في عمر التعليم الثانوي والتعليم الجامعي من (17-24) وهذا سن زهرة العمر كان يجب أن يكونوا في القاعات الدراسية الجامعية والفصول الدراسية الثانوية، أو في الأندية والمدن الرياضية، لا في خلايا داعش، وهنا مسؤوليات التعليم العام والجامعات والمجتمع - الأسرة -، ما لذي يجعل شباب المرحلة الثانوية والسنة التحضيرية والسنة الأولى الجامعية يتجهون لمنظمات إرهابية القاعدة و داعش يذهبون إلى ساحات القتال في سورية والعراق (وقودا ) للعمليات الانتحارية ؟.
نحن الآن في حالة حرب في اليمن و حروب أخرى ضد المنظمات الإرهابية : القاعدة، داعش، حزب الله. منظمات تحاربنا في بلادنا وحروب حدودية جنوب البلاد وشمالها أي أننا في حالة غير اعتيادية وبالتالي أنظمتنا ولوائحنا يجب أن تتمتع بنفس المرونة التي يتطلبها الظرف السياسي وبخاصة القبول في الجامعات وبعض الوظائف أي أن لا يكون هناك شابا في سن التعليم ليس على مقاعد الدراسة، ولا يكون شابا في العشرينات والثلاثينات إلا مرتبط في جامعة أو عمل هذا بالنسبة للمواطنين أما الأجانب لا يوجد أي وافد إلا ومرتبط بعقد عمل.