د. عبدالعزيز الجار الله
في كل مرة تمر بلادنا بأزمة نقول إنها الأخطر والأقوى تأثيراً، الذي يعيد قراءة تسلسل الأحداث التي مرّت بنا يدرك أن هناك تصاعداً في الأحداث وأننا بحمد الله نتجنب تبعاتها وردود أفعالها منذ عام 1979م، حيث كنا محاصرين بالحروب:
عام 1979م نشبت الحرب العراقية الإيرانية ودارت على رأس الخليج العربي وشط العرب فلو لا سمح الله انكسر الجيش العراقي قد تنتقل الحرب إلى حدودنا الشمالية الشرقية، كما أننا عشنا التهديد الفعلي عندما احتدم الصراع وبدأت حرب المدن بين العراق وإيران من أن يطال القصف منابع النفط في شرق المملكة.
عام 1990م اجتاح الرئيس العراقي السابق صدام حسين بجيوشه الحدود الكويتية واحتلها, وشكل خطراً أكبر على حدودنا ومنابع نفطنا وسلامة أرضينا.
عام 1991م شنّت قوات التحالف بقيادة أمريكا وبريطانيا هجوماً على القوات العراقية بالكويت والأراضي العراقية مما دفع صدام حسين إلى إطلاق صواريخ على المدن السعودية والدخول إلى الخفجي فكان تهديداً لمدننا ومنشآتنا النفطية.
عام 2001م وقعت أكبر الأزمات عندما هاجمت منظمة القاعدة الأبراج الأمريكية وبعض المباني بواسطة الطائرات المدنية (11سبتمر)، فقد شكلت ضغطاً على بلادنا وألصقت بها الاتهامات فكانت سنوات صعبة عمل خصوم المملكة على إشعال الفتنة بيننا وبين أمريكا والغرب.
عام 2003م احتلت أمريكا العراق، وأصبحت أمريكا دولة حدودية وسمح لإيران بالتدخل في الشأن الداخلي للعراق، حيث عاش العراق في أسوأ أحواله من التفجيرات وخطر التفكك إلى دويلات.
عام 2004 م شنّت منظمة القاعدة العديد من الهجمات والتفجيرات بالمملكة, بهدف زعزعة الاستقرار وخلق الفوضى وضرب المنشآت الاقتصادية.
عام 2010 م اشتعل الوطن العربي بثورات الربيع العربي، وصارت البلدان تتساقط من حولنا، عمّتها الفوضى، وغاصت بالحروب، فخطرها امتد إلينا لولا لطف الله ثم تنبه القيادة لكان حالنا غير ذلك.
عام 2014م ظهور داعش المؤثّر على سطح الأحداث كانت مدعومة من قوى إقليمية وعالمية، ورثت منظمة القاعدة منذ عام 2003م، وهنا مكمن خطورتها أنها احتلت عسكرياً بجيوشها أراضي وأقاليم عراقية وسورية، لها تواجد في: اليمن، ليبيا، مصر، الصومال، المغرب العربي. لها أيضاً متعاطفون وعملاء في السعودية والخليج وباقي العالم الإسلامي. خطورتها على السعودية أن لها جيوش وقوات على حدودنا الشمالية مع العراق وسورية القريبة منا، كذلك لها قوات وخلايا في اليمن عند حدنا الجنوبي، فهي ليست كالقاعدة تعمل من أفغانستان البعيدة، بل بجيوش قرب حدودنا، الأمر المهم أيضاً أن داعش تحظى بمؤيّدين ومتعاطفين من أبنائنا الذين اعتنقوا هذا الفكر، وهم لا يظهرون على السطح، بل أدوات طيِّعة بأيدي قادة داعش كما حدث في تفجير المساجد في: القطيف، الدمام، أبها. لذا فإن خطر داعش علينا أكثر من أي تهديد تعرضنا له.