دورة تطوير أداء معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها بجامعة أم القرى تختتم أسبوعها الثاني ">
مكة المكرمة - سامي على / تصوير - سليمان وهيب:
تختتم اليوم الخميس فعاليات الأسبوع الثاني من الدورة التدريبية الصيفية التي ينفذها معهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بجامعة أم القرى بعنوان: (دورة تطوير أداء معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها) لمدة أربعين يومًا لأربعين من أساتذة اللغة العربية الذين يمارسون تدريسها لمواطنيهم من غير العربِ، منهم 20 معلمًا من إندونيسيا و20 معلمًا من السنغال.
وأفاد عميد المعهد الدكتور عادل باناعمة، أن هذه الدورة تأتي بناء على موافقة المقام السامي للجامعات السعودية باستقبال وتدريب أساتذة اللغة العربية سنويًا من دولِ إندونيسيا، والسنغال، وغينيا كوناكري. لافتًا إلى أن المعهد تولى تنفيذ هذه الدورة منذ عام 1429 هـ حيث عقدت أولها للإندونيسيين تلاها عام 1430 هـ للسنغاليين وفي عام 1433 هـ للغينيين، وبذلك تدخل الدورة عامها الثامن للإندونيسيين وعامها السابع للسنغاليين، فيما توقفت دورة الغينيين هذا العام وقبله لظروف مرض الإيبولا.
وقد استفاد منها 340 متدربًا من أساتذة اللغة العربية وتتكفل الجامعة بجميع تكاليف هذه الدورات، بما يشمل التذاكر والسكن والإعاشة والبرامج والتدريس. وأبان أن الدورة تستهدف أساتذة اللغة العربية الذين يمارسون تدريسها لمواطنيهم من غير العربِ، ولذلك يشترط في كل متدرب أن تكون لغته العربية ممتازة، وأن يكون قد مارس التدريس في جامعات أو كليات أو معاهد معروفة ومشهود لها، وذلك بعد ملاحظة منسوبو المعهد أثناء جولاتهم في أنحاء العالم أن المعضلة الكبرى في تعليم العربية لغة ثانية تتمثل في ضعف أداء المدرسين الذين يدرسونها، إضافة إلى قلة المناهج التعليمية المبنية بشكل علميٍّ مهنيٍّ ولذلك تعمل هذه الدورة على معالجة المشكلتين من خلال رفع كفاءة مجموعة قيادية مختارة من معلمي اللغة العربية إلى جانب تضمين منهاج الدورةِ مادة علمية تتعلق ببناء المناهج وتقويمها واختيار الصالح منها.
وأوضح الدكتور باناعمة أن برنامج الدورة اللغويّ يشتمل على مواد بناء مناهج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وطرق تدريس مهارتي الكتابة والقراءة وطرق تدريس مهارتي السماع والمحادثة، وكذا طرق تدريس عناصر اللغة (الأصوات، المفردات، التراكيب، الاختبارات اللغويّة) مع فصول افتراضية وتدريب عمليّ، علاوة على بعض المواد الشرعية المكملة والمتمثلة في التفسير وعلوم القرآن، والحديث وعلومه، والمذاهب الفكرية، وقضايا فقهية معاصرة، إضافة إلى حلقات مسائية ميدانية تدريبية عملية.
مشيرًا إلى أن البرنامج يتضمن أيضًا أنشطة إيمانية تثقيفية ترفيهية متنوعة تتمثل في زيارة معالم الجامعة كمكتبة الملك عبدالله والمتحف المكيّ وبعض الكليات والمعاهد، وكذلك زيارة كوكبة من مشايخ مكة وعلمائها ولا سيما أئمة الحرم وزيارة المشاعر المقدسة ومصنع كسوة الكعبة ومتحف الحرم وزيارة المدينة المنورة مع جولة في معالمها وزيارة مدينة الطائف.
وقال: إن هذه الدورة أثمرت ولله الحمد عن تأسيس رابطة إندونيسية باسم (رابطة خريجي دورات الصيف بجامعة أم القرى)، ومن إنتاجاتها ترجمة حديثة متقنة لمعاني المصحف الشريف باللغة الإندونيسية وتطوير وتحسين الأداء التعليمي في عدد كبير من المعاهد والكليات، وكذلك تأسيس علاقاتٍ متينة وممتازة مع عشرات المعاهد والمراكز الإسلامية والجامعات والكليات، وأيضًا انطلاق دورات مشابهة مصغرة يقوم بها خريجو هذه الدورة في بلدانهم، لافتًا النظر إلى أن هذه الدورة الصيفية تمثل جزءًا من جهود المعهد التدريبية على المستوى الدوليّ بدعم ومتابعة شخصية ومستمرة من معالي مدير الجامعة الدكتور بكري عساس، حيث أقام المعهد دورة تعزيز الطلاقة اللغوية لطلاب وطالبات جامعة محمد الفاتح الوقفية التركية لمدة شهر كامل بمشاركة 70 طالبًا وطالبة، ودورة تعزيز الأداء اللغويّ لمديري المدارس الدينية التركية بالتنسيق مع الملحقية الدينية بالسفارة التركية بالمملكة، حيث استضافت الجامعة 15 أستاذًا من حملة الماجستير والدكتوراه من مديري المدارس الدينية على امتداد البلاد التركية، قدمت لهم دورة استمرت 4 أشهر استهدفتْ تعزيز معرفتهم اللغوية وأدائهم اللغويّ، إضافة إلى المكملات المعرفية الشرعية الضرورية، إضافة إلى إقامة الملتقى العلمي الأول لرؤساء أقسام اللغة العربية في الجامعات الإفريقية، حيث استضافت الجامعة قرابة 35 دكتورًا كل منهم يرأس قسمًا لتعليم اللغة العربية في جامعة إفريقية رسمية حكومية تضمن لقاءات علمية، وأوراق عمل إضافة إلى دورات تدريبية متخصصة وبرنامج مصاحب.
وكشف عميد المعهد عن اعتزام المعهد تنظيم الدورة الثانية لطلاب وطالبات جامعة الفاتح بواقع 140 طالبًا وطالبة وتنظيم دورة معلمي اللغة العربية في ماليزيا وباكستان.