عزيمة الأبطال جعلتني أتفاءل بأن هذا العمل هو بداية النهاية لهذا الفكر.. ولمن يقف خلفه ">
أبها - عبد الله الهاجري:
أبلغ «الجزيرة» صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير بأن المنطقة تعيش الآن في أفضل حالاتها، ولم يُؤثر عليها العمل الجبان الذي شهده مسجد قوات الطوارئ الخاصة، وذهب ضحيته خمسة عشر شخصاً.
مبدياً سموه تفاؤله بأن حادث طوارئ عسير هو بداية النهاية لهذا الفكر، وأبان بأن من قام بهذا العمل الغادر، إنما هم أدوات فقط، مؤكداً بأن الأهم هو القضاء على مفكريهم ومفتيهم ومحاكمتهم.
وكانت»الجزيرة» قد تحدثت بعد ظهر أمس مع أمير منطقة عسير:
* في البداية يا سمو الأمير، وباسم قراء جريدة الجزيرة، نتقدم لكم بالعزاء في شهداء الواجب.
- العزاء للجميع.. وأحسن الله عزاء الجميع.. والعزاء للوطن في رجاله الأوفياء الذين يقدمون أرواحهم فداء للوطن ولحمايته والذود عنه.. نسأل الله أن يتقبلهم من الشهداء.
* سمو الأمير.. بعد أربع وعشرين ساعة من الحادث الغادر على مسجد قوة طوارئ عسير.. كيف تصف لنا مشهد المنطقة حالياً؟
- المنطقة الآن في أفضل حالاتها.. ميدانياً لم تتأثر المنطقة ولن تتأثر - بإذن الله -، صحيح بأن الحدث كان جللاً وغدراً، حيث اختاروا بيوت الله لتنفيذ فكرهم التكفيري البعيد عن الإسلام والمسلمين، وذهب ضحيته عدد من جنودنا البواسل، ولكن عزيمة الأبطال جعلتني أتفاءل بأن هذا العمل هو بداية النهاية لهذا الفكر ولمفتيهم ولأدواتهم ولجميع من يسير خلفهم، التنديد العالمي كان واسعاً، التلاحم الشعبي في المملكة والمنطقة، أكد على قوة الترابط بين القيادة والشعب، الجميع يسير للقضاء على هذا الفكر، وهو قريباً - بإذن الله - ولن تطول فترة القضاء عليهم، من هنا أود أن أطمئن الجميع بأن المنطقة تعيش في أفضل حالاتها، زوار المنطقة ومصطافوها يقضون أجمل أوقاتهم تحت زخات المطر.
* وقفت فور الحادث على موقع التفجير.. سمو الأمير وأنت الحاكم الإداري للمنطقة، كيف كانت مشاعرك لحظة مشاهدتك آثار العمل الجبان؟
- وقوفي في مسرح الحادث كان من واجباتي الإدارية، صحيح بأن المنظر لي كان مأساوياً وأنا أشاهد أشلاء أبنائي رجال الأمن داخل المسجد، لم أتمالك وأنا أتأمل هذا الحدث، وكيف وصل الفكر لديهم للتفجير ولتنفيذ عملياتهم داخل بيوت الله - المساجد - فهي بيوت آمنة، أتأمل وقت مُشاهدتي الحادث كيف كانت آمال الشهداء في حماية وطنهم والذود عنهم من كل من يحاول المساس به وبمواطنيه، كيف كان سقف طموحهم بحمل سلاحهم والدفاع عن هذا البلد من هذه الأفكار، نالوا الشهادة بإذن الله، واختار الله لهم بأن تكون أداء الصلاة جماعة، وهم بلباسهم العسكري آخر عهدهم بالدنيا.. وهذا هو عزاؤنا في الشهداء.
* انتقلت سمو الأمير بعدها لزيارة المصابين.. كيف لمست الحالة الصحية والنفسية لرجالنا البواسل؟
- أرجو الله أن يمن عليهم بالشفاء العاجل.. فعلاً تم نقلهم جميعاً للمستشفى للخضوع للعلاج، زرتهم ورأيت في أعينهم الوطن، وحمايته، لم تكن حالاتهم النفسية منخفضة، بالعكس كانوا يستعجلون الشفاء للعودة لحماية هذا الوطن، لا أخفيك بأنني رأيت في أعينهم نهاية الفكر الضال، وبأن مدة القضاء عليهم باتت قريبة، تأكدت بأننا نملك رجال أمن بواسل، ونملك مواطنين أوفياء، سيقدمون أرواحهم ودماءهم.. المهم لديهم أن يبقى هذا الوطن آمناً وبعيداً عن الأفكار الهدّامة والإرهابية، وأما لوضعهم الصحي فلقد تأكدت بأنهم في وضع صحي جيد جداً، وهم في محل الاهتمام.
* أصدرت بعدها قرارك بإلغاء فعاليات مهرجان أبها يجمعنا.. سمو الأمير عسير منطقة سياحية، والسياحة هنا في منأى - بإذن الله - من أي عمل تخريبي، ما هي رسالتك لزوار ومصطافي المنطقة؟
- فعلاً وجّهنا بإيقاف جميع مظاهر الاحتفالات من أوبريتات ورقصات شعبية وألعاب نارية، مع استمرار الفعاليات الأخرى المصاحبة للمهرجان من محاضرات وفعاليات ثقافية واجتماعية بمهرجان أبها يجمعنا، وذلك تضامناً مع شهداء الواجب والمصابين، إثر التفجير الغاشم الذي استهدف مسجد قوات الطوارئ الخاصة بالمنطقة، ونتج عنه استشهاد عدد من منسوبي قوات الطوارئ الخاصة، وإصابة آخرين، ولكن المنطقة وسياحتها في منأى تماماً من هذه الأفكار والأعمال، زوار المنطقة الآن يستمتعون بوقتهم تحت زخات المطر - شهدت أمس المنطقة هطول أمطار - يواصلون رحلاتهم السياحية على المتنزهات الطبيعية والمراكز السياحية، وهم يعلمون إلى أي حد تعتبر سياراتنا آمنة، وأقول لهم واصلوا سياحتكم، وسنكون في خدمتكم.
* كان هناك تفاعل شعبي كبير من أبناء المنطقة بعد الحادث، حيث توجهوا - مثلاً - للمستشفيات للتبرع بالدم للمصابين، سمو الأمير كيف لمست هذا التفاعل والتلاحم الشعبي؟
- ليس غريباً على أبناء هذا الشعب هذه المواقف الوطنية، بل الغريب عدم مبادرتهم، لأن الشعب السعودي معروف بتلاحمه ومبادرته الوطنية، لأن الشعب السعودي معروف في العالم بوطنيته ووقوفه مع قيادة هذه البلاد، المواطن السعودي معروف بحبه لوطنه وبأنه رجل أمن، ينطلق في أعماله وأفعاله من محبة هذا الوطن، ما لمسته أمس هو استمرار لهذه المواقف التي تجعلنا نفخر ونتفاخر أمام العالم بهذا الشعب وبالمواطنين، مبادراتهم أمس هي تأكيد على حرص الجميع الوقوف صفاً واحداً ضد الأعداء وهي رسالة لكل يحاول المساس بأمن هذا الوطن.