يا بحر حسبك من جفا وصدود
هلاّ نظرت لقاربي المهدود
أوهنت يا بحر الهوى قلبي وقد
أغرقته في قاعك المسدود
وتركتني في اليمِّ منهكة الخطى
وحدي مع الحيتان والجلمود
وأنا التي بالعشق مترعة الحشا
كحديقةٍ مزدانة بورود
أنا من جعلت الحب صومعةً لكي
آوي إليها في زمانِ جحودِ
وأنا التي للحب مُشرِعةُ المدى
قلبي ولبي مع عيوني السودِ
أنا من أقمتُ بمهجتي جسر المنى
لأحبةٍ هم غايةُ المنشودِ
حتى قضى قاضي النوى بفراقنا
وانبتّ حبل العاشق المشدود
وانهار جسر الحب في بحر النوى
بحر كئيب عابسٍ مصرود
وغدوتُ أستجدي ولا مُجدٍ سوى
رب الوجود الواحد المعبود
وحدي ركبتُ الموج أسأل قاعهُ
عن خافقي عن كنزي المفقود
أواه ما أقسى الحياة إذا قضى
حُكم الهوى بتباعدٍ وصدود
روحي بنار الفقد موقدةٌ وقد
سُكب الأسى في جفني المسهودِ
بالله يابحر الهوى دعني فما
في الحب غير تعاسة وجحود
دعني فقد أوهنت لي بدناُ وكم
أسقيتني مُرّ الليالي السود
من لجة الأوهام أنقذني ومن
جمر انتظار القادم الموعود
دعني فإني قد قطعت العهد أن
أنسى الغرام وخافقي المفقود
- نجاة الماجد