بمناسبة إصدار الكاتب المعروف محمد عبدالله السيف كتابه الجديد عن فقيد الوطن المرحوم معالي السفير الشيخ ناصر المنقور (أشواك السياسة وغربة السفارة).. وحيث إني أمضيت معه قرابة الأربع عشرة سنة منذ توليه السفارة في لندن وإلى حين تقاعده وبقيت بعده قرابة السنة والنصف مع معالي السفير الشاعر والأديب المرحوم غازي القصيبي رئيساً للقسم القنصلي في السفارة طيلة تلك الفترة معالي السفير ناصر كان يفضل دائماً أن يدعى أبو أحمد بعيداً عن كل الألقاب التي يحملها، كان كما ذكر الكاتب السيف في كتابه يحمل من الصفات الحميدة العالية الشيء الكثير. ولقد تخرج على يده وفي عهده وبمساعدته أربعة سفراء من موظفي السفارة السفير ناجي مفتي والسفير عبدالله بري، والسفير إبراهيم موصلي.. وأنا..
وكان معاليه يعامل جميع أعضاء السفارة معاملة الأخ الكبير لهم، يوجههم بأسلوبه اللطيف ويسامح المخطئ منهم..
لقد كان- رحمه الله- شخصية فذة.. ومحباً لمواطنيه واجتماعياً لدرجة كبيرة، وكريما جداً، دائم الدعوة لهم إما في بيته أو في أحد المطاعم، وكنت لصيقاً بمعاليه، وقد كان يسألني بعض المرات هل هناك من المواطنين أحد في لندن أعرفهم لأدعوهم باسمه على الغداء أو العشاء.
كان الجميع في لندن من مسؤولين بريطانيين وسفراء ومواطنين ومقيمين، ومن كتاب وصحفيين وإذاعيين وطلاب من جميع المشارب كلهم يلهجون بالثناء لمعاليه، فقد كان شخصية مخضرمة يجمع بين الجيلين. لقد حصلت في عهده كثير من الأحداث التي تصل إلى الشرطة الإنجليزية على المواطنين من مسؤولين أو عاديين، فيبادر بحلها قبل أن تتفاقم الأمور لصالح المواطنين.
وقد حزنت كثيراً له على الأمراض التي تعرض لها في نهاية حياته. وهي أجر له إن شاء الله، تضاف إلى حسناته الكثيرة التي كان يقدمها للمحتاجين. بدون أن يعلم أحد.
لقد كان محبوباً من كل من عرفه، أو سمع بأخلاقه الفاضلة التي يغمر بها الجميع، رحمه الله رحمة واسعة.
- السفير: سعود أحمد اليحيا