أشير إلى ما نشر في جريدة الجزيرة الغراء اليوم السابع من شوال لهذا العام (1436هـ) في الصفحة الأخيرة بعنوان (بعد أن قتل (3) وأصاب الرابع إحالة قاتل في عسير للصحة النفسية للتأكد من قواه العقلية حيث ورد في الخبر على لسان الناطق الإعلامي (شرطة منطقة عسير الرائد زايد القحطاني) أن بلاغاً ورد لشرطة محافظة خميس مشيط بعد حدوث إطلاق نار في خبير الجنوب نتج عنه مقتل (3) أشخاص وإصابة رابع وتم القبض على القاتل وهو في العقد (الثالث من العمر) وقد تم إحالته لمستشفى الصحة النفسية للتأكد من قواه العقلية.
أول تعليقاً على هذا الخبر أنه في الآونة الأخيرة كثرت الأمراض النفسية والعصبية والعقلية في أغلب مناطق المملكة وخاصة المدن الرئيسية ويقول علماء النفس والنفس الاجتماعي والسلوكي والأطباء النفسيين أن هذه الأمراض قد يكون سببها الحياة وما تعج به من تعقيدات نفسية واقتصادية واجتماعية أو تكون البيئة الوجدانية للشخص نفسه قابلة لهذه الأمراض فيهرب المريض النفسي والعقلي عن واقعه الاجتماعي لأنه يشعر بالنقص والدونية في نفسه ومن قبل مجتمعه وأفراد هذا المجتمع فإذا لم يتلق العلاج العضوي بالعقاقير من قبل الطبيب النفسي أو العلاج النفسي الاجتماعي أيضاً من قبل ( الأخصائي النفسي والاجتماعي) بموجب جلسات نفسية واجتماعية فإذا لم يلق هذا العلاج بشقيه (العقاقيري والنفسي الاجتماعي) فإنه سوف يصبح منطوياً على نفسه وأسرته ويعيش في أوهام وخزعبلات وخرافات نفسية وأفكار عدوانية على نفسه وأفراد أسرته ومجتمعه فيخرج وتجده هائماً على نفسه في الطرقات والشوارع ليل نهار صيفاً وشتاءً إلى درجة أن أصحاب المطاعم والحوانيت يعرفون هؤلاء الهائمين فيعطفون عليهم بالمأكل والمشرب فإذا حصل وأن اهتمت به أسرة هذا المريض وذهب إلى المصحات النفسية المتمثلة (مستشفيات الأمل في الرياض وجدة والدمام) وغيرها من الأقسام النفسية في بعض المستشفيات فأغلب هذه المصحات تكتفي بالكشف عليه عضوياً ونفسياً واختبارات نفسية وتحاليل ...إلخ. ويتم تشخيص حالته بصرف بعض الأدوية وتفاجَأ أسرته بطلب عودته معهم بحيث يتم صرف العلاج عن طريق الأسرة حيث لا يخضع المريض و يعاند في تعاطي العلاج وقد يكون بحاجة إلى التنويم السريري ولكن المصحة ترفض ذلك بعدم وجود ( سرير) لأن حالته بحاجة إلى تنويم وتعاطي العلاج ومتابعته حتى يتم شفاؤه وقد تقصر المدة أو تطول حسب حالة المريض وإذا عاد بعضهم إلى الأسرة والمجتمع أصبح سلوكه عدوانيا لا تستطيع الأسرة عليه وقد ينتقم من نفسه ومجتمعه كما حصل في هذا الذي أشرنا إليه أعلاه والذي (قتل ثلاث أنفس) (ومريض آخر يطعن ستينياً في الأحساء عدة طعنات من قبل أحد أقاربه يعاني من اضطراب نفسي) أو شخص آخر موت زوجته بضربها بحجر على رأسها ونتذكر قبل ذلك بأشهر مقتل مقيم هندي بطعنه عدة طعنات مات على إثرها وقد قام بهذا أحد المواطنين المريض عقلياً والذي أطلق عليه أبو ملعقة في حي السويدي بالرياض .وغيرهم كثير تراهم يسيرون في الشوارع والطرقات يلبسون ملاببالية وقذرة ويمشون حافيي القدمين مكشوفي الرؤوس شعث الشعور ، لذا فإنني أناشد وزير الصحة المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح بالنظر في احتواء هؤلاء المرضى وإبعادهم عن الأسرة والشوارع وعلاجهم في المصحات النفسية حتى يتم شفاؤهم ومتابعة حالاتهم بعد الإفراج عنهم عن طريق الرعاية الصحية اللاحقة.
آخر السطور من شعر (منصور المفقاعي)
يا جارح القلب زدت الجرح جرحين
ما نصفت بالقلب يوم أنك توليته
- مندل عبدالله القباع